شكرا لذي الآلاء والجلال
الأبيات 45
شـــكرا لــذي الآلاء والجلال أحمــد جــل علــى الأفضـال
وجـــوده وفــائض النــوال والحمــد للــه بكــل حـال
سـبحانه مـن واهـب الأنفـال أخرجنــي مـن ظلمـة الضـلال
وقــــادني بنـــوره الجلال انطقنـــي بالحمــد والإجلال
أراحنـــي جــل مــن الكلال وصــانني عــن موقـف الإذلال
ألهـاكم ألهتنـي عـن وصـال بهكنـــة وســنانة مكســال
فلا أقــل يـا غـادة تعـالي نحـوي لرشـف الشـنب الـزلال
مـا ذاك من همي ولا اشتغالي مـا هـذه الفعـال من فعالي
أصـبحت لا اصـبو إلـى جمـال ولا لحســـن بـــاهر ميــال
مــن دل عنـي تهـت بالـدلال عنــه وبـالهجران لا أبـالي
ولا أقــل مـا بـاله وبـالي قطعـت عـن ذاك الهوى حبالي
للــه در العقـل مـن عقـال ينجـي الفتى من هوة السفال
إن الكمـال مـن ذوي الكمال الحـــائزين أشـــرف الخلال
ويطلـب العليا أخو المعالي والمـرء بـالنفس مع الخصال
لا بــأبيه الحســن الفعـال ولا بجـــد ســـابق مفضــال
ولا بعـــم مكـــرم وخـــال إن كان من فعل الجميل خالي
وإنمــا الأنسـاب كالـدوالي إذا خلــت ترجــع مثـل الآل
مــا فيـه للظمـآن مـن بلال كخلــب يـبرق فـي الليـالي
يــا عجبـا لطـالب المحـال وقاصـر البـاع عـن المعالي
يبغـي رقـي الرتـب العوالي وإن يكــــن مـــوفر الإجلال
مكرمـــا محترمــا ببــالي يـا ويحـه بـل مـاله ومالي
أنفـت تكريمـا لرفـع حـالي عـن صـحبة الأوغـاد والأنذال
وســـيرة اللئام والجهــال وإن نــأوا عنـي فلا أبـالي
أيـن اللئام من ذوي الأفضال ايصــحب النــبيه للأغفــال
لســت بميــال إلــى ميـال ولســت أولــي مقـة لقـالي
أصـفي الـوداد لأمـرء صفالي مـن رام ودي فليكـن مثـالي
فالشـكل طيـار مـع الأشـكال والمـرء مقـرون بمـن يوالي
والمـرء بـالعلم وبالأعمـال إن رام خيـرا فهـو شخص عال
أو رام شـرا فهـو فـي سفال عليــك بــالعلم ولا تبـالي
لا تضـجرن مـن سـهر الليالي قـد يرخص الغال لأجل الغالي
ومــن أراد الغـوص للئالـي لا بــد أن يعــرض للنكــال
أيـن قـوي العـزم من مكسال ذو الجـد لا يقـاس بالبطـال
مـا العلما يا صاح كالجهال مـا الشـرفا يـرون كالأنذال
كلا ولا السـاقط مثـل العالي كلا ولا النــاقص كالمفضــال
وهـل تـرى الجبان كالرئبال وهـل كريـم الطبع كالمنجال
وليـس بحـر الملـح كـالزلال ولا يكــون الغيـث مثـل الآل
تبــاين الخلــق بكـل حـال فـي الطبع والألوان والأشكال
والقصــد والتـدبير والخلال والسـعي والجد وفي استرسال
وإنمـــا تفــاوت الرجــال في الرتب العليا من الخصال
عمـرك ليـس الفضـل للأمـوال لو كالها الدهقان بالمكيال
إلا إذا كـــانت مــن الحلال وأنفقــت بـالجود والأفضـال
ومــن أراد ســيرة الأبـدال طلـــق دنيــاه ولا يبــالي
طلاق بـــت لا إلــى إقبــال ولا علــى رجعــى بكـل حـال
والحمـد للـه علـى الكمـال مـا دامـت الأيـام والليالي
ثــم صــلاة اللـه ذي الجلال علـى النـبي المصـطفى والآل
عبد الرحمن الريامي
9 قصيدة
1 ديوان
1917م-
1335هـ-