الأبيات 43
الحمــد للــه علــى شـكره إذ شــكرنا للـه مـن ذكـره
أقــــر للـــه بإحســـانه وجــوده والعجـز عـن حصـره
قــراءة الآثـار أبـدت لنـا سـرا مصـونا قبـل لـم ندره
فمـن قـرا اسفار من قد مضى جــدد أعمــارا إلـى عمـره
كـــأنه جـــالس اصــحابها ونــاقش العـالم فـي سـفره
ومـن يغص في البحر لا بد أن يسـتخرج الجـوهر مـن قعـره
ومـن يـرد يرقـى إلى ذروة العليـا فلا يضـجر مـن دهره
فهـــذه أســفارهم أحــرزت علمهــم كالســلك فــي دره
فصـاحب العلـم يعـش خالـدا بالـذكر لـو ألحـد في قبره
للـه فضـل العلـم مـن خطـه لا فخــر إلا وهــو ن فخــره
يقــدم الأصــغر فــي قـومه ويرفـع المنقـوس مـن قـدره
وينصـر المخـذول فـي وحـدة ويوجـد المعـدوم فـي فقره
فالسـيد الأكـرم مـن جـد في تحصـيل نيـل العلم في عصره
والسـيد الأفضـل مـن رام أن يكشـف سـر العلـم مـن ستره
والباسل الشهم الذي لم يزل يناطــح الأقـران عـن فكـره
بجيـش مثـل البحـر من علمه مـن نـور مـا أوقر في نحره
يبــاحث الإخــوان مسـتفهما ويخفــض الجـانب مـن أمـره
ويمنــح الأصــحاب مفهــومه منــه ومــا اشـرق مـن دره
بالنصـــح للــه وإخــوانه وصــحة النيــة مــن ســره
ويكــرم الأســتاذ إكرامــه للوالـد المـبرور فـي بـره
ويحــترمه خادمــا بــاذلا لـه نفيـس الخيـر مـن ذخره
مـــوقرا حضـــرته دائمــا ملازمــا للصــمت أو فكــره
يســأله بـالرفق فـي مهلـة مــتئدا للغــرف مـن بحـره
مراعيــا وقــت فــراغ لـه ليلتقـي الفيـاض مـن صـدره
يـا أيهـا الإخوان جدوا إلى تحصـيل هذا العلم في مصره
دومـوا علـى العلم بتكراره فـي غسـق الليـل إلـى فجره
وانتهـزوا فرصـة دهـر صـفا فالـدهر مجبـول علـى غـدره
لا تسـأموا منـه ولا تضـجروا كـل ثـواب الـدين مـن أجره
مـن يعرفـن مقـدار مطلـوبه هـان عليـه الكثر من وفره
إن فـاتني العلم فما فاتني نصـحي لكـم والحـث في نشره
ارجـو جزيـل الأجـر مـن حبه ونيــة المــؤمن مــن بـره
اصـبحت مـن جهلـي فـي حيرة مـن لـي بعلـم أنا لم أدره
غيمــة هــم فرقــت همــتي مـا علـم مـن غطي على فكره
دهــر ممــض وبلــى مثقــل وعـاش طـول العمـر في فقره
ناصــبني الــدهر بغـاراته حــتى مـتى أسـلم مـن كـره
قـابلته بـالعزم إذ كـادني والصـبر فاخضوضـع مـن أمره
فهـل تـرى دهـري شكاني إلى صـرف القضا إذ عيل من صبره
طـوح بـي صرف القضا فانقضى مـا كنـت أخشـاه ولـم أدره
يــا دهـر مهلا واتئد إننـي اسـتعذبت حلو العيش من مره
علمـي بـأن اللـه لـي خالق وإننــي والكـون فـي قهـره
مـن قـدر الأقدار حسبي كفى لـم يجـر أمـر هـو لم يجره
مستســلما للــه راض بمـا يقضـيه مـن خيـر ومـن شره
أبـرأ مـن حـولي ومـن قوتي وســوء تـدبيري إلـى أمـره
عبد الرحمن الريامي
9 قصيدة
1 ديوان
1917م-
1335هـ-