الأبيات 25
يـا ليلـة أمرهـا عجيـب بـالرغم عن هجمة الرقيب
نلـت بهـا غايـة الأماني حـتى زمـاني غـدا يطيـب
كـم أطلعـت مـن بدور تم لا تعـرف النقـص والمغيب
طـالت وطـابت وأسفرت عن حســن وأنـس وخيـر طيـب
ثـم مضـت كـالبريق لمعا مســرعة ســرعة النجيـب
فخلفــت قلبنــا كئيبـا وجفننــا دمعــه ســكيب
هـي فتـاة الزمـان لكـن مـن نورهـا قرنهـا مشيب
ليلــة بــدر وكـل بـدر طلــع فيهـا فلـن يغيـب
كنـا بهـا والحسـود غاف وغافـــل زورة الحــبيب
فنـم طيـب الحـبيب عنـا والطيـب كـم نم عن حبيب
نــم إلـى عـاذل أتانـا يتلـوه واش مـع الرقيـب
فهجمـــوا غــرة ولكــن قـد فـرّج اللـه في قريب
فخرجــوا ظــافرين منـا بصـفقة الخاسـر الكئيـب
ولـم نـزل نحـن بين كاس وغصــــن آس ولا رقيـــب
كأننــا فـي جنـان عـدن كوثرنـا الشـاي والحليب
عسـلنا الشـهد من شفاه وخمرنـا ثغرهـا الشـنيب
وشـربنا الريق من لماها يـا مـا أحيلاه مـن شريب
وحورنهـا العين ما نراه مـن أوجـه حسـنها غريـب
سـفرن صـبحا ولحـن بدرا ثــم تلفتــن كــالربيب
وقلـن فلتنظـروا بـدورا ولتصـفوا حسـنها العجيب
جــبين نـور وثغـر نـور يفــتر عـن لؤلـؤ رطيـب
طـــرّة مســك وخــد ورد نكهــة عطـر وريـح طيـب
لحــظ مهـاة وجيـد ريـم وقـد رمـح حكـي القضـيب
وكــم جمـال وكـم كمـال يعجـز عـن وصـفه الأديـب
في ليلة البدر قد تجلّى يـا ليلـة أمرهـا عجيـب