قضى المجد حزنا مذ قضى العالم الرضا
الأبيات 30
قضى المجد حزنا مذ قضى العالم الرضا وأظلـم أفـق الـدين مـن بعـد أن أضا
وصـــوح روض العلــم وانقــض نجمــه وولـــى رعيـــل المكرمــات وقوضــا
وفاضــت دمــوع العلـم إذ فـاظ ربـه وأصــلي الأسـى أحشـاءه جمـرة الغضـا
قضــى عــالم الــدنيا الأدوزي نحبـه فخلــف وجـدا دائمـا مـا لـه انقضـا
قضــى فتــولت بهجـة الـدين واكتسـت ثيــاب حــداد خطــة العلـم والقضـا
فمـــن بعـــده للمشـــكلات يحلهــا بصـــارم ذهـــن حيــث وجهــه مضــا
ومــن لفنــون العلـم يبـدي مصـونها ويظهــر مــن أســرارها مــا تغمضـا
بنـــار ذكـــاء يســـتطير شـــراره ونــور ضــمير ضــاء كـالبرق أومضـا
وهمــة نفــس دونهــا النجـم لا تـرى تميـــل لشــيء مــن حطــام تعرضــا
بحــق لجفــن الــدين إرســال دمعـه علــى بـدره ألـذ نـوره طبـق الفضـا
أمــام ســما بــالعزم والجـد قـدره وشــاد بنــاء أســه قبــل مـن مضـى
وأعلـى منـار العلـم والمجـد والتقى وســـاس صـــعاب المكرمــات وروضــا
فصــبر ابنــي يعقـوب للحـادث الـذي ألـــم فأضــنى كــل قلــب وأمرضــا
فمــا المــوت إلا مثــل ديــن مرتـب علــى كــل حــي والمغــارم تقتضــى
فـذو الـوفر والإقلال والجهـل والحجـى ســواء كمــا ســيان نــذل ومرتضــى
فليـــس بمنــج حاتمــا جــود كفــه ولا دفــع الصمصـام عـن عمـره القضـا
ولا نفعــت ســيف ابــن ذي يـزن قصـو ر غمـدانه الشـم الـتي اختار وارتضى
ولا رد عــن كســرى الملــوك جنــوده ولا صـــانه مـــا بالمــدائن بيضــا
ولـم يغـن شـيئا عـن كليـب بـن وائل وعمـر بـن هنـد مـا استجاشـا وقبّضـا
ولا صــرفت صــرف الــردى عـن جذيمـة هنـــات قصــير حيــن كنــى وعرضــا
ولا عــن بنــي مـاء السـماء نعيمهـم بـــوجه ســـرور بــالخورنق أبيضــا
أتــى حــادث الــدهر المشـت عليهـم وحثهـــم حـــادي الفنـــا وحرضـــا
فيــا ســعد مــن يسـعى لأمـر معـاده وأغضــى عـن الـدنيا الدنيـة معرضـا
ولــم تلهــه الآمــال علمــا بأنهـا كمثــل ســراب حيــث يممــه انقضــى
ومــا فقــد مثــل الشـيخ إلا رزيـة شــوى حرهــا قلــب الجليـد وأرمضـا
لئن ســنت الخنســاء لبــس صـدارها مــدى عمرهــا لمـا رأت صـخرها قضـى
فـل لا نـرى فـي سـنة الوجـد والوفا مـن الحـق أن تلقـى القلـوب وتقرضـا
ولكننـــا نرجـــو ثـــواب مصـــابه ونلقـى قضـاء اللـه بالسـمع والرضـى
فيـا لـك مـن نجـم خـوى بعـدما هـدى ويــا لــك بحــرا فــاض ثـم تغيّضـا
عليــك ســلام مثــل ذكـرك مـن فـتى رأى الحــزن لا يغنــي عليــك ففوّضـا