الأبيات 31
| لئن سار في المدح الورى أحسن السير | فمــا الســبق إلا للإمـام البوصـيري |
| فمــا كــل مـاء مثـل صـدا ولا يـرى | كسـعدان مرعـى لا ولا الخيـل كـالطير |
| ومــا روق الــراووق مثــل مــدامه | ولا ســـبكت نــار كــذيالك التــبر |
| إذا لمعـــت أنــوار بردتــه فمــا | يـــرى معهـــا لألاء نجــم ولا بــدر |
| وإن ماســت الهمزيـة الغـادة الـتي | تــتيم ســلت كــل قلـب مـن الصـدر |
| بلفـــظ كعقـــد فصـــلت جنبـــاته | ومعنــي كمـا تلقيـه نافثـة السـحر |
| إذا تليــت آياتهــا أذعنــت لهــا | علـى الرغـم فرسـان البديهة والفكر |
| وإن مــدحت أهــدت إلــى كـل معطـس | صـبا سـحر قـد صـافحت راحـة الزهـر |
| وإن ســـألت هـــزت معــاطف ســامع | كمـا اهـتزّ نشـوان المـدامه من سكر |
| ومهمـا رثـت حثـت علـى الحزن كل من | تسـلى وأنسـت مـا لخنسـا علـى صـخر |
| وإن جــادلت أهــل الكتـابين جـدلت | وألقمــت اللــد الملاعيــن بالصـخر |
| وإن فــاخرت خـرّت لهـا الشـم خضـعا | وألقــت عليهــم كـل قاصـمة الظهـر |
| ومـــا هـــي إلا روضــة لاح زهرهــا | فنونــا وماسـت فـي غلائلهـا الخضـر |
| أو البحــر مـا زالـت تغـوص خـواطر | بلجتهــا حرصــا علــى طلــب الـدر |
| وكـم خاضـت الأفكـار فيها فما انقضت | عجـائب مـا فيهـا فحـدث عـن البحـر |
| يحـــق لبوصـــير الفخــار بأنهــا | قــرارة ذاك الحــبر دون قـري مصـر |
| هــو البــدر وهــي هالــة ومـديحه | ضـياء سـرى مـن كـل قطـر إلـى قطـر |
| لقـد جـاء بيـت الفـوز من حيث بابه | وأم مديــح المصـطفى الطيـب النشـر |
| ومــد إلــى خيـر الـورى كـف سـائل | وأعــرض عــن زيـد سـواه وعـن عمـر |
| كـذاك يكـون الرشـد والقصـد والهدي | وإلا فخبــط العمــى فـي مهمـه قفـر |
| رأى المــدح إلا فــي النـبي تخرصـا | وزورا وقــول الــزور يقبـح بـالحر |
| فــآثر صــرف القــول للغـرض الـذي | إذا أمــه ذو فاقــة جــاء بـالوفر |
| هنيئا لــه الــذكر الجميــل معجلا | وتـاج الرضـى بعد الشفاعة في الحشر |
| إذا ورد المـــداح ثمـــدا مرنقــا | فقاصــد مـدح المصـطفى وارد البحـر |
| فلا نـــور إلا مــن ســناه ولا هــدى | ولا فــوز إلا مــن نـدى كفـه الغمـر |
| فلــولاه مــا بـان الرشـاد ولا بـدت | شــوامخ أعلام المفــاز لمــن يسـري |
| إذا خـــدم الأملاك والرســـل مــدحه | ونـادت بـه الآيـات فـي محكـم الذكر |
| وصــار لســان الكـون يثنـي وأهلـه | عليـه كمـا تثنـي الرياض على القطر |
| فكيــف ينــال القـول غايـة مـدحه | وهــل تـذرع الأرض البسـيطة بالشـبر |
| ولكنمـــا الأمــداح أرشــية إلــى | ميـاه النـدى يـدلي بهـن ذوو الفقر |
| وكلهــم يســعى علــى قــدر وســعه | فمــن مقــتر عـان ومـن واحـد مـثر |