الأبيات 35
أعيــذك مـن تقريـر مـا لا يقـرر وانهـاك مـن إنكـار ما ليس ينكر
فســلم لاحكــام المهيمــن انهـا جـرت بقضـاء اللـه وهـو المقـدر
ودونـك فاسـلك مسـلك الصـدق انه بـد العبـد يلقـى ما بروم ويظفر
قواعـده فـي الحـق بـالحق اسسـت ووارده بـالفوز فـي العـود يصدر
تخيـره قـوم فنـالوا بـه المنـى فللــه مـا نـالوه ممـا تخيـروا
هـو المقصد الأسنى لمن كان قاصدا ومجتمــع الــذكرى لمــن يتـذكر
وقـد عـز فـي أربـاب عصري سلوكه وبـــالعجز كــل منهــو يتعــذر
ومــا علمـوا أن المـواهب نعمـة مـن اللـه فيهـا يقـدم المتـاخر
فيحعـل عسـى تلقـى لداعيك سامعا لقولـك مـن بعـد العمى فيه يبصر
وقـل يا لقومي ان نهج التقى عفت مراســمه والــوقت فيــه تنكــر
فهـل قـايم للـه فـي اللـه راغب يجـدد فـي التقوى الذي كاد يقبر
بجـــد وتشـــيمر وعــزم وهمــة وفـي طلـب المجـد الرفيـع يشـمر
فمـا خسـر العمـر النفيـس وفاته بــه ربحــه الا الغــبي المقصـر
أخـا الصـدق اني قد بذلت نصيحتي لعلــك فيمــا لقتــه لـك تفكـر
وتجمـع منك الهم في الصدق قاصدا بــذلك إقبــال الـذي هـو مـدبر
وتحفـظ حـق المصـطفى فـي طريقـه وتحـي مـوات العلـم فينـا وتنشر
فجــرد وجــدد منـك عزمـة صـادق لعـل بـك الـدين الحنيفـي يظهـر
ولسـت أرى أمـرا يسـر فـؤاد مـن بـه الكون يزهو في الوجود ويفخر
سـوى دعـوة الهـادي الشفيع محمد وتبليغهـا فـي كـل مـا عنه يؤثر
وقـد أعـرب القـران عنهـا بشاهد مــن العلــم لا يخفـى ولا يتغيـر
فــدونك آيــات الكتــاب فإنهـا أبـانت عـن السـر الـذي لا يعـبر
وكـل لـه فيهـا مـن الفهـم حظـه وحــظ أولـي العرفـان حـظ مـوفر
ومـن بات في الداجي سمير علومها تضـلع مـن انهـا رهـا فهـي كوثر
ألا ليـت شـعري هـل لفهمـي وقفـة علـى سـرها والقلـب بالسـر مشعر
أيـا مـن تعـدى فـي البطالة حده واعــرض والقــرآن داعيـه ينـذر
رويدك فاقصر عن تماديك في الهوى فمـن بعـد هـذا اليوم بعث ومحشر
ســوال طويــل لا تطيــق جــوابه ويــوم بــه كـل القبايـح تظهـر
فأين أولو العقل السليم ومن إذا تـــذكره مـــن خـــوفه يتــذكر
تحيــر قلـبي فـي زمـاني وأهلـه وليــس غريبـا منـه ذاك التحيـر
فــإني رأيـت الـوقت فيـه تغيـر فيـا ليـت شـعري هل يزول التغير
الا نــاطق بــالحق يسـعى يجهـده فيحيـي خـراب الـدين فينا ويعمر
رعايـــة حـــق للحــبيب محمــد يـــوازره فيمـــا اراد وينصــر
إلـى اللـه اشـكو سـؤ ذنب عملته فـارجوه ان يعفـو وارجـوه يغفـر
بجــاه رسـول اللـه افضـل شـافع واكــرم عبــد حبــه لــي متجـر
عليــه صـلاة اللـه مـا ذر شـارق واصـبح قلـبي منـه بـالقرب يسفر
علي بن محمد الحبشي
285 قصيدة
1 ديوان

علي بن محمد الحبشي العلوي.

فاضل، من وجوه العلويين في حضرموت. له نظم وحميني في (ديوان - ط).

1915م-
1333هـ-