الأبيات 69
صــالت علــي يــد الزمــان فشـتت شـــملي بخطـــب مظلـــم الأرجــاء
وتنكــــرت اعلامنــــا وتبــــدلت وطمـــت علينـــا ابحــر الاســواء
ان الخطـــوب إذا تــواتر وقعهــا أودت بصـــــاحبها إلــــى اللأواء
ومـن الامـور المفجعـات اولى النهى مــوت الشــيوخ القــادة العلمـاء
لا غـــرو ان ممــاتهممن اعظــم ال اهــــوال والآفــــات والبلـــواء
يــا سـايلي عمـا تـرى مـن وحشـتي وتـــــوجعي وتــــأوهي وضــــناء
دعنــي رعــاكم اللـه انـي مـوجعه مــترادف الزفــرات فــي الاحشــاء
دعنـي ومـا بـي مـن كـروب قـد علت فـــي بــاطني وبظــاهري وخفــائي
انــي رميــت بمزعــج مــن هــوله هـــدت جميـــع مفاصـــلي وقــواي
يــا عيـن جـودي بالـدموع وبعـدها ســـحي الـــدماء بدمعــة حمــراء
ان الخطـــوب جميعهــا فــي مثــل هــذا الخطــب هينـة فخـذ انبـائي
لـو كـان مـا بـي مـن اسـى وتوجـع بالشـــم عـــادت لحظـــة كهبــاء
هـــذا الزمـــان وهــذه عــاداته فيمــن مضــى مــن سـاير القـدماء
قـد كنـت فـي حلـل السرور اجول في زمــن الحــبيب خليفــة الخلفــاء
واظــل فــي ظــل النــزوح قاعـدا ومشــــــاهدا لطلائع الســـــعداء
حــتى عــدت ايـدي المنـون وبـددت شـــملي بمصــرع خيــرة الصــلحاء
كيـف السـلو وقـد نعـي حـبر الورى شــيخ الشــيوخ يتيمــة الشــرفاء
بحـر المعـارف والعلـوم ومنبـع ال عرفـــان قطـــب دوايــر الفضــلاء
كهـف اليتـامى فـرد اربـاب النـدا ومســــاعد الــــوراد بالاعطـــاء
فخــر الوجــود حبيبنــا اسـتاذنا مجلــي ســحاب المحــل والباســاء
فـــرد الزمــان وقطبــه واساســه ومغيـــث أهــل الجــدب بالاســداء
خيــر الخيـار وحامـل الاعبـاء مـن أهـــل الخلافـــة مكبــت الاعــداء
شــمس ســماء العــارفين وغــوثهم وامـــام أهــل الفضــل والاهــداء
ليـث الليـوث وقـادة القـادات وال بحـــر الخضـــم ونخبــة الامنــاء
قـد حـل فـي بـرج السـعادة وارتقى حــتى ســما مجــدا علـى الجـوزاء
كــل العصــور تفــاخرت فـي مجلـس فغـــدا المقــدم عصــره يــا راي
فـي القـرب قد بلغ النهاية وارتوى مــن سلســبيل الســعد كـاس هنـاء
كيــف البقـاء وقـد عـدمت ذخيرتـي بئســت حيــاة بعــد مــوت شــفاي
ســري وروحــي بــل وكعبـة مقصـدي بـــل راحـــتي ومطــالبي ومنــاي
بــو بكــرٍ العطــاس فــرد زمـانه قطـــب الوجــود وســيد النقبــاء
يـا صـاحبي هيـا تنـوح علـى الـذي نــــاحت عليــــه مجـــالس الاملاء
الا علـــى ذاك الحـــبيب وفقـــده اه علــى المجلــي دجــى الظلمـاء
الا عليــــه توجعــــا وتلهفــــا ياحســرتي مــن لــي يزيـل عمـائي
اه عليــــه تاوهــــا وتحســــرا اه علـــى شـــيخي مزيـــل عنــاي
تبكـــي عليـــه معــارف وعــوارف ومجــــالس التقريـــر والافتـــاء
ومحــــابر ومجــــارس ومغــــارس ومحافــــل الارشــــاد والاقـــراء
وغواســــق ومقاعــــد ومجــــامع فــي غيــب لاهــوت الحمـا التنـائ
وحقــــايق ودقــــايق ورقــــايق ابـــدا خرائدهـــا بحســن ذكــاء
ولطـــايف وطرايـــف قــد أودعــت فــــي ســـرس الســـر والاســـماء
ومراكــــع ومســــاجد ومعابــــد ومـــواهب جلـــت عـــن الاحصـــاء
ومراتــــع ومواضــــع ومســــامع حظيـــت بحســن الفهــم والاصــغاء
وهوامــــع وطوالــــع ولوامــــع مـــن حضــرة التقريــب والادنــاء
فــاز الحــبيب بمفخــر مـا مثلـه وكـــذا تكــون مــواهب الكرمــاء
يـا حبـذا مـا قـد حـبي مـن نحلـة فــي محضــر خــال عــن الرقبــاء
لهفــي علــى زمــن مضـى فـي حيـه فـــي زمــرة مــن ســادة نجبــاء
اســفاً علــى ذاك الحــبيب وفقـده فـــي محضـــر الاقطــاب والبــدلاء
رعيـــاً لأيــام مضــت فــي ربعــه فــاقت علــى الاعيـاد فـي الاحيـاء
يــا صــاحبي مـا للزمـان يروعنـي بمصــــارع الاحبــــاب والفضـــلاء
عجبـــاً لـــه هلا احـــل جيوشـــه بكتـــــايب البـــــاغين والجهلاء
بوســا لــدار كــان اخــر أمرهـا ســكنى القبــور وصــحبة الخرسـاء
اف لشـــخص كـــان جـــل مـــراده جمعـــاً ومنعـــا ناســيا لفنــاء
يـا أهـل العقـول تفكـرو وتبصـروا ايــدوم فـي ذا الـدار وقـت هنـاء
لا بــد بعــد الحلــو ذوق مــرارة وكـــذاك بعــد الانــس ذوق عنــاء
ان الحيــاة حيــاة أهــل زهــادة وعبـــــادة وقناعــــة وحيــــاء
طــابت لهــم أوقـاتهم وصـفت لهـم عـــن شــايب التكــدير والايــذاء
ذاقــوا المـرارة حلـوة لمـا رأوا مــا كــان فيهـا مـن وفـور جـزاء
طـوبى لهـم نعـم الرجـال همـو وقد فـــازوا بحســـن مــواهب وثنــاء
يــا نفـس ان جـار الزمـان تثبـتي لــو رود حكــم قــد جــرى بقضـاء
ثــم اذكــري مــوت الحـبيب محمـد خيـــر الانـــام وســيد الشــفعاء
ولئن نــأى عنــك الحــبيب فســره بـــاق لـــدى الاخــوان والابنــاء
ثــم ارجعــي نحــو الالــه بهمــة علويـــــة وتضـــــرعي بــــدعاء
قــولي بعــزم جــازم يــا ربنــا يــا دايــم المعــروف والنعمــاء
يا ذا الجلال وذا الجمال وذا البها يـا ذا العلـى يـا ارحـم الرحمـاء
هبنــا وكــل المســلمين مواهبــا لا تحتصـــي يــا ملجــا الفقــراء
واجـل صـدى ريـن القلـوب وكـن لنا متوليـــا فـــي ســـاير الآنـــاء
واخلــف علينــا شــيخنا وحبيبنـا بالسـعد فـي الـدنيا وفـي الأخـراء
وانشــر فـتيت المسـك مـن صـلواتك الحســنى علــى المخصـوص بالإسـراء
والآل والاصــحاب مــا كتبــت علــى ظهـــر الطـــروس كتابــة بعــزاء
وشــدت ســويجعة الحمــام فـاظهرت مــا بالشــجعي مـن شـدة البرحـاء
علي بن محمد الحبشي
285 قصيدة
1 ديوان

علي بن محمد الحبشي العلوي.

فاضل، من وجوه العلويين في حضرموت. له نظم وحميني في (ديوان - ط).

1915م-
1333هـ-