ما أومض البرق بالجرداء مبتسماً
الأبيات 34
مـا أومـض الـبرق بالجرداء مبتسماً إلاَّ تكفكــف دمــع العيـن وانسـجما
ولا تزمجَـــر رَعــدٌ أو همــى مطــرٌ إلاَّ وزاد لهيــب النــار واضــطرما
ولا تغنَّـــت بــذات الأيــك صــادحةٌ إلاَّ وبــدَّل دمــع العيـن منـه دمـا
ولا حــدا بنيــاق الحــي حاديهــا إلاَّ وأهــدى إلــيَّ الهــمَّ والألمــا
كــأنَّ مــا بــيَ مــن آلام ظَعنِهِمُـو مهــاةٌ ابتســمت عــن درٍّ ابتســما
خــود محجبــةٌ مــن نــور غُرَّتهــا شــمس بـدت بكمـال النـور مختتمـا
تشــكو روادفُهــا مــن قـدِّها ميلاً وقــدُّها يشــتكي مـن فَرعهـا ظلمـا
غَــزَت بقامتهــا للعاشــقين بهــا حـــتى أعــارتهُمُو الآلام والســقما
ســَلَّت سـيوفاً مـن الأجفـان نَحوهُمُـو وقـد أبـادتهُمُو تحـت الـثرى رِمَمَـا
وكـم لهـا مـن قتيـل في الهوى دنفٍ يســتعذبنَّ هواهــا لا يــرى ضــيما
لِلِـــه غانيـــة هـــدَّت لواحظُهــا قلبـاً كئيبـاً ولـن ترعـى لـه ذمما
لا غـروَ فـي فعلهـا بالعهد إن صدقَت وإن وَفَــت فزمــانُ الوصـل مغتنمـا
رضــيتُ فعلاً لهــا إذ كـان عنصـرها مــن بيـت آل فلاح القـادةِ الكُرمَـا
مختصــــَّة بِكَمِـــيٍّ باســـلٍ بهـــجٍ سلطان غيث الورى مَن قد حوى الشِّيمَا
شـهم يحـاول مـن فـوق السـِّماك بما يعلــو بــه وبحبـل اللـه معتصـما
تَســنَّمَ المجــد حــتى داس هــامَتَهُ فصــار منتــدباً بالرُّشــد ملتزمـا
فمــن فــتى عــامر لا شــك ان لـه منـاقب المجـد مهمـا أشـهرت عَلَما
هــم الأوائل فعَّــالون مــا حمـدوا مـن الفعـال بـه إذ راعَـوا الذمما
الراكبــو أعوَجِيَّــاتٍ وقــد عرفـوا يــوم التشـاجر والهيجـاء مُقتَحَمـا
لا يــأمن الجــارُ إلاَّ فـي جِوارِهِمُـو ويردَعــون الــذي يسـتركبُ الجُرُمـا
قـد مهَّـدوا المُلـك حـتى ذَلَّ حاسدهُم وأمَّنـوا الجـوَّ حـتى هـان مـا عظُما
قــد أشــرقت بِهِمُـو ايـام دولتهـم علـى سـرورٍ كـذا شـملٌ قـد التأمـا
الصــادرون مــن الوفَّـاد فـي سـَعَةٍ والــواردون إليهــم لا يَـرَون ظَمـا
يســقي رياضــَهمُو مـن صـوب غاديـةٍ مـواطر الغيـث تحيـي نَبـتَ ما عُدِما
وحـال منهـا ربيـع الـوقت وابتهجت مـن الأهـالي بـه زهـر قـد انتظمـا
أمـر الخلافـة قـد قـام الرئيـس به منهــم ومجتهـد فـي كـل مـا عَلِمَـا
بـورِكتَ مـن مَلِـكٍ حُـزتَ الخلافـة مـن آبـائك الصـيدِ بـل أجـدادك العُظما
إنــي أتيتُـكَ حيـن الـدهر أمرضـَني مـن فاقـةٍ أورَثَـت فـي قلبيَ الغَممَا
وقــد مَــدَدتُ أيــادي فـاقَتي لكُـمُ ومـن رأى بحَـر جـودٍ يـترك الـدِّيمَا
ظننــت فيــك بآمــالٍ أســَرُّ بهــا مـا خـاب قاصـدكُم ياصـفوة الكُرَمـا
فهــاك أبيــات نظــم منـك راجيـة حُسـن القبـول فبحـر الجود منك طَما
غَـرَّاء ترفـل فـي بُـرد الشـباب وإن بــدت فلا عجــب أن قُلـتُ بـدرُ سـما
لقـد حَـوَت بعـض مـدح فيـك مختصـراً فــإنَّ مــدحَكَ لا يُحصــَى لــه رسـما
لا زِلـتَ مبتهجـاً فـوق المـرام بمـا تهــواه مــن أمـلٍ بـالله معتصـِما

قصائد أخرى لسالم بن عبد الله الكراني