أسالم دهري في المرام وفي القصد
الأبيات 22
أسـالم دهـري فـي المرام وفي القصد فينقـض مـا أبرمـت للصـلح مـن عقـد
واســأله الرحمــى فيبــدي ازوراره ونفرتــه عنــي فيــاعظم مـا يبـدي
وكــم لــي أسترضــيه وهــو مغاضـب ولا يرعــوي عمــا جنــاه علـى عمـد
لـي اللـه كـم لاقيـت فـي طرف الهوى لـي اللـه كـم جرعـت مـن غصـص الصد
لـي اللـه كم قاسى الفؤاد من النوى وشــدته حــتى بلغــت إلــى الحــد
لـي اللـه مـا جملت في الحب من ضنى ومــا بــي حــب فـي سـعاد ولا دعـد
فيـاليت شـعري هـل أرى الدهر منصفي فيــذهب عنــي مـا برانـي مـن وجـد
واطـــرح عنـــي عتبـــه وشـــكاته وانــزع عنـي مـا لبسـت مـن الجهـد
صـــبرت وإن الصــبر صــبر مــذاقه ولكـن مثـال الصـبر أحلـى من الشهد
لئن لـم أنـل مـن ذا الزمان لبانتي فــإني عليــه مــا حييـت لمسـتعدي
ومــن ينصـف المظلـوم منـه ويكتفـي بـه غيـر مـن يسعى إلى الأجر والحمد
سأقصـد مـأوى العـدل والحلم والندى عسـى عطفـة تبـدو مـن الطالع السعد
ومــن لــي بلقيــاه وبينـي وبينـه كمثـل الثريـا والـتراب مـن البعـد
بلــى بــابه المقصــود كــل يـؤمه فيظفــر بــالمطلوب فـوراً وبالرفـد
عليــك بــه فـانهض سـريعاً مبـادراً وســابق إلـى ظـل مـن العـدل ممتـد
شـريف اسـمه منـه اقتبـس كـل مطلـب تســاعدك الأقــدار بالنجـح والرشـد
وهــذي بنــات الفكــر منــي هديـة إلى الملك المنصور ذي الجود والرفد
فــإن أهملــت عــدلاً فــإني مهمــل وإن صـادفت وقـت القبـول فيـا سعدي
ومـا كنـت فـي بـاب القريـض مـبرزاً شـــهيراً ولكـــن تعــاطيته جهــدي
لأجــل امتحــاني لــذت فيـه بربنـا فأصـبحت ذا وجـد وقـد كنـت ذا فقـد
فهـــا أنـــا ضــيف زائر لحمــاكم وحسـبي رضـاكم فهـو نفس المنى عندي
ويــا ربنــا اعــط الأميــر مرامـه وظفــره بــالمطلوب منــك وبالقصـد
إدريس الجعيدي السلوي
13 قصيدة
1 ديوان

إدريس بن محمد بن إدريس بن عبد القادر بن الخياط بن علي بن عبد الله بن علي بن مسعود، الجعيدي، السلوي، أبو العلاء.

فقيه أديب، فلكي العصر وحاسبه، رحالة شاعر، ينتمي إلى أسرة شريفة، كانت تستوطن تطوان، ولد في مدينة سلا، حيث كانت مزدهرة بالعلوم الإسلامية والعربية، وفيها جماعة وافرة من العلماء والأساتذة القراء الذين يعتمد عليهم في تحقيق الفنون ودرس أصول العلوم والمتون. ونشأ السلوي في هذا الجو مع شغفه بالعلم وحب أهله، فاستفاد من هذا الجو الثقافي، وكان من المولعين بالرياضيات والهندسة والتعديل والرصد، مع ولوع بالأسفار والتجوال، حيث زار البلاد الحجازية، وتجول في أوروبا.

له: (إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار)

1890م-
1308هـ-