الأبيات 24
يـا ربـة الصـوت الرحيـم رجعي وافشــى هــواك مثلــي وذيعـي
ويــا حمامـات الغصـون اسـجعي وطــــارحيني فــــي ســـجوعي
ويـا غصـون البـان نـوحي معـي وشــــاركيني فــــي ولـــوعي
ويــا بــروق الأبرقيـن المعـي واجـــري علــى خــدي دمــوعي
شــابكي ومثلـي لا يلام إن بكـا عـــذري لأهــل اللــوم واضــح
واحـل مـن غـرب الـدموع لوكـا واســـقي بهـــا غــادي ورائح
واســاجل الورقـا لعـل البكـا يطفــي الجــوى بيـن الجوانـح
قـد كنـت لا أبكـي وقلـبي معـي واليــوم قــد فــارق ضــلوعي
لمـا انتظـم مـن حب ذاك الرشا فــي عقــد جيــده كالوســاطه
مـن صـوره ربـي علـى مـا يشـا عــاذه مــن العــاين وحــاطه
قطـع له الحسن البديع حين نشا قميـــص علـــى قــده وخــاطه
محجـوب عـن عينـي وعـن مسـمعي إلا خيــــاله فــــي هجـــوعي
ومـا لصـبري عـن وصـاله وجـود مـا زاد بقـي إلا الشـوق عنـدي
ولاح مــا بـي للعـذول الحسـود وقـــد كتمـــت الحــب جهــدي
لـولا بنـات الشـوق فوق الخدود لــم يعلــم العــاذل بوجــدي
طــولت يــا عـاذل فمـا تـدعي قصـــر فـــإني لســـت أوعــى
هل لي إلى ماضي اللقا من سبيل كــم ذا تلعــب بــي الأمــاني
وكـم يكـون الصـبر طال الطويل آهـــي علـــى ماضــي زمــاني
أيـام ظـل الوصـل فـوقي ظليـل والخـــل أطــوع مــن بنــاني
واليــأس لا يـدنو إلـى مطمعـي وكلمــــا أهــــواه طــــوعي
حـتى قضـى بـالبين رب العبـاد وفرقتنـــا أيــدي المقــادير
وحـال مـا بينـي وبيـن المراد خبـــوت تجهلهـــا اليعــافير
يـا ليـت شعري ما مضى هل يعاد ويصــلح الشــي بعــد تغييــر
يـا مـن يجيب السائلين إن دعى يســـر إلـــى صــنعا رجــوعي

القاضي عبد الرحمن بن يحيى الآنسي، الصنعاني.

شاعر شعبي رقيق، ولد ونشأ في صنعاء، درس علم العربية والفقه والحديث، وأكب على المطالعة واستفاد بصافي ذهنه الوقاد علوماً جمة ولا سيما في العلوم الأدبية فهو فيها أحد أعيان العصر المجيدين، ولي القضاء.

كتب الشعر بنوعيه الفصيح والعامي وبرع في صناعة الشعر العامي، كانت له مكانة في قلوب اليمنيين يحسده عليها امرؤ القيس في المتقدمين وأحمد شوقي في المتأخرين، وشعره مسيطر على كل نفس يمنية. وكان معاصراً للإمام الشوكاني. توفي في صنعاء.

له (ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار - ط) ديوان شعره.

1835م-
1250هـ-

قصائد أخرى لعبد الرحمن بن يحيى الآنسي