الأبيات 24
يـا حمـامي علـى داري ينـوح لا تـزد فـي شجا قلبي الكئيب
أنـت تـدعو هديل من عهد نوح وأنـا أدعـو حبيب عهده قريب
رحمتاه لي ولك يا ذا الصدوح مـن دعانـا إلـى مـن لا يجيب
غيـر قل لي لم أخترت السطوح والعلالـي علـى الغُصن الرطيب
قــال مـا قـدره ربـك يكـون والقضــا حتـم والأفلاك تـدور
تيمتنــا مـن الأنـس العيـون والثغـور المليحـه والنحـور
فنسـينا البسـاتين والغصـون وألفنــا مقاصــيرَ القصــور
قلـت لـه بـح بعيبك لي أبوح بعيـوبي إليـك واللـه رقيـب
قـال فـي ذلـك القصر المشير المــواجه لــدارك مـن عـدن
غـانيه مـن رآهـا مـن بعيـد أو قريـب طـاش عقلـه وافتتن
وافــؤاداه واإنــس الوحيـد تلـك لـي مثلمـا هـي لك شجن
ليتنـي فـي جناحك حين تروحض ليتنـي فـي القفص مثلك ربيب
يا هناك حين تخطر في المقام وبنـــان الرشــا تســتنطقك
ترتشــف حبهـا رشـف المـدام يـا مـدام الجمـال ما أعتقك
فتغنـــا بألحــان العظــام للمليحـــه وطـــرب منطقــك
واسـتعذ مـن جفاهـا والنزوح والملـل بالمعـاذ المسـتجيب
وتفضـــل بتقبيـــل القــدم عــن رفيقـك وقـل هـذا سـلام
مــن معنــى وجـوده كالعـدم يطلـب الوصـل مـا وصله حرام
الحـرام قتـل عاشـق قـد عصم شـرع الاسـلام دمِـه بين الأنام
وان قطعتي له الياس شا يروح والقيــامه تـودي مـن يغيـب
يـا صـفي الهـدى مـا حـالكم فـــالخواطر بكــم متعلقــه
فاذكرونــا كــذكرانا لكــم رب ذكــرى كمـا قـال الثقـه
أنعــم اللـه تعـالى بـالكم وجمــع بيننــا مــا فرقــه
وســلامي لكــم عرفــه يفـوح مـن قميص النسيم من غير طيب

القاضي عبد الرحمن بن يحيى الآنسي، الصنعاني.

شاعر شعبي رقيق، ولد ونشأ في صنعاء، درس علم العربية والفقه والحديث، وأكب على المطالعة واستفاد بصافي ذهنه الوقاد علوماً جمة ولا سيما في العلوم الأدبية فهو فيها أحد أعيان العصر المجيدين، ولي القضاء.

كتب الشعر بنوعيه الفصيح والعامي وبرع في صناعة الشعر العامي، كانت له مكانة في قلوب اليمنيين يحسده عليها امرؤ القيس في المتقدمين وأحمد شوقي في المتأخرين، وشعره مسيطر على كل نفس يمنية. وكان معاصراً للإمام الشوكاني. توفي في صنعاء.

له (ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار - ط) ديوان شعره.

1835م-
1250هـ-

قصائد أخرى لعبد الرحمن بن يحيى الآنسي