الأبيات 24
لقـد عـز عـز التقـا مـن قنع بمـا قـد قسـم لـه كثر أو قل
فمالــك وللـدن يـا مـن طمـع فلا صـــان نفســـه ولا حصـــل
فـدن الشـراب النظيـف قد رجع معطــب وسـخ مثـل كـوز الخـل
ومـن حـل فيـه كـل يوم يفتجع بــأحوال تجنــن وهـول أهـول
لـذا سـامحت بـه شيوخ القرود لأشــخاص مــن نســل آدم خـاص
فهـم فيه محابيس من غير قيود مقــاطيع وماشـي لهـم أقـراض
ومـن سـار منهـم فعلهـا حدود فـراق الطيـور محبـس الأقفـاص
ومـن زاد ثناهـا فما غير وقع ببـــاقي عقــاب ذنبــه الأول
ولـو تـاب ما عاد لبرد العما وقمـل تطـاير شـرار مـن نـار
وفـي حيـث تبصـر نجـوم السما مــن الأرض أقـرب مـن السـمار
وفيـه أمـر للصيف ما فيه حما وأمـر الشـتا يقطـم المسـمار
ومـن شـدة الحـال فيه من طلع إليـه قـال مـتى شاقتلع منزل
فقـل للنجـوم أرجمـي من يعود ليســـترق الســمع باللمســه
وقـل للعميـان جـي بـه حيـود وذا راح قــل هـو قتـل نفسـه
وقـل للقمـل رقصـيه مـن قعود بحكـــه تضــيع عليــه حســه
إلى أن يقول ليت وما زاد رجع إليـه ليـت مـن زاد نزل منزل
فمـا فيـه خصـله مليحـه تحـب سـوى قـرب دار الضـيا العالم
ومــن مشــق خطـه سلاسـل ذهـب ومــن خطبتــه تقعـد القـائم
ومـن صـار اسـحق فـي المنتسب يبـاهي بـه الشـم فـي القاسم
ففيـــه تفـــاريقهم تجتمــع بمــا دق مــن فضـلهم أو حـل
وشـيخ الإلهـي الـذي إن يحـاق فتلميـــذه فيـــه أفلاطـــون
وأتبــاعه فيـه أهـل الـرواق واســـــراقيون ومشـــــاءون
كـذاك النفـوس الشـريفه تراق إلــى حيــث ينقطـع الراقـون
سـقا راعـد البـارق الملتمـع بمخضــر ثـوب الربـا المخضـل

القاضي عبد الرحمن بن يحيى الآنسي، الصنعاني.

شاعر شعبي رقيق، ولد ونشأ في صنعاء، درس علم العربية والفقه والحديث، وأكب على المطالعة واستفاد بصافي ذهنه الوقاد علوماً جمة ولا سيما في العلوم الأدبية فهو فيها أحد أعيان العصر المجيدين، ولي القضاء.

كتب الشعر بنوعيه الفصيح والعامي وبرع في صناعة الشعر العامي، كانت له مكانة في قلوب اليمنيين يحسده عليها امرؤ القيس في المتقدمين وأحمد شوقي في المتأخرين، وشعره مسيطر على كل نفس يمنية. وكان معاصراً للإمام الشوكاني. توفي في صنعاء.

له (ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار - ط) ديوان شعره.

1835م-
1250هـ-

قصائد أخرى لعبد الرحمن بن يحيى الآنسي