الأبيات 23
سـبحان مـن بيـده ثواب الإحسان للبـار والفـاجر عقـاب فجـوره
يـا صاحب الشرم اتزن بالميزان جـزاك علـى بغيـك حثيث السيره
أكـبر وغـره عزتـه في العصيان مــع السـلامه وانطـراد امـوره
والكـبر نكـاس والغريـر خـذلان كـم عـاثر فـي كـبرته وغـروره
تقـل خرف أو زاد عليه النسيان إن الخليفــه فـوق عـز سـريره
وأن نهمــه منـه تهـدم أركـان وأن هــده منــه تخــرب ديـره
وأن جنــده تحـت نصـر الرحمـن قـد لازمـه فـي وقفتـه ومسـيره
أومـا رماه بالشيخ أحمد شريان ليـث المعـارك وسـط كـل عكيره
فما لبو عامر نظير في الشجعان فلا تــدور فـي الرجـال نظيـره
أقبـل بقـوم اغمار من ذو غيلان ذي مـا تهـاب الموتَ وقت حضوره
تزارقوا في القاع مثل الحنشان وفـي الجبـل ألفوا ذياب صخوره
حتى اعتلوا أوكار طير العقبان ولزقــوا حــولي حصـون كـبيره
واسـتوخذوها قبـل صوت النسوان وامسـت كبيره في العيون صغيره
وبعـدها اوطـوا خميـس الشيطان فاسـتوخذوه لمحـة بصر في صوره
وأضـرموا بين السقوف والحيطان النـار تقارح مثل ما التعشيره
ففـي النهـار تبصر غمايم دخان والليـل لهائب في البلاد منيره
وأصـبح البـاغي بحصـنه حيـران محصـور مـن الأربع خطاه مقصوره
والنهب أحمال والقتول والأكوان والنـار والمعـول حـوالي سوره
وهـو قريـب أما قتيل أو هربان وإلا أسـير يحسـب حلـق زنجيـره
قـل للخليفه والوزير ما شريان وغلمتـــه الارجـــال مخبــوره
يستاهلوا بيض القروش والخمران بغشـيش وكسـوه بالـذهب مغموره
ذا قول وعاد أقوال لشاعر طنان هواجســه وقـت الحـروب كـثيره
والختـم صـلوا يا جميع الإخوان علـى النـبي وصـحابته وعشـيره

القاضي عبد الرحمن بن يحيى الآنسي، الصنعاني.

شاعر شعبي رقيق، ولد ونشأ في صنعاء، درس علم العربية والفقه والحديث، وأكب على المطالعة واستفاد بصافي ذهنه الوقاد علوماً جمة ولا سيما في العلوم الأدبية فهو فيها أحد أعيان العصر المجيدين، ولي القضاء.

كتب الشعر بنوعيه الفصيح والعامي وبرع في صناعة الشعر العامي، كانت له مكانة في قلوب اليمنيين يحسده عليها امرؤ القيس في المتقدمين وأحمد شوقي في المتأخرين، وشعره مسيطر على كل نفس يمنية. وكان معاصراً للإمام الشوكاني. توفي في صنعاء.

له (ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار - ط) ديوان شعره.

1835م-
1250هـ-

قصائد أخرى لعبد الرحمن بن يحيى الآنسي