الأبيات 28
خـبر حـدثت بـه الركبـان فـــي أقاصـــي الثغـــور
فـــاقيمت بنظمــه الأوزان مــــن جميـــع البحـــور
واسـتطيبت لصـوغه الألحـان ضــــــربها والنقـــــور
وتلاهــت بــذكره الغــزلان بالخـــــدور والقصــــور
أذكـر النـاس غـرة الإسـلام وشـــــــباب الزمــــــن
فأضـافوا إلـى فتوح الشام فـــي الحـــديث الحســـن
مـا بـدا مـن بشاشة الأيام بفتـــــــوح اليمــــــن
للــوزير الأجـل رب الشـان فــــي مــــوز الحفـــور
بالسـعادات تجـري الأقـدار ليــــــس بالاحتيــــــال
حسـد القطـر سـائر الأقطار حيــــن حـــاز الكمـــال
وتفشـــاه عـــاض مــدرار بشــــــريف الخصــــــال
مســتعيناً بربــه المنـام فـــي الــورود والصــدور
غــادة الأرض جبلـة الغنـا للــــــوزير المطـــــاع
أسـفرت عـن جمالهـا الأسنى بعـــد طـــول القناعـــد
لا يليـق الـذميم بالحسـنا ليـــس فـــي ذا الطبــاع
لا تـرى مـن تقـارن الضدان غيــــر ســـوء النفـــور
جنـت الأرض نجـدها والغـور وعراهـــــــا كمـــــــد
ثـم قـالت متى يدور الدور عنــــد أهــــل الرصـــد
نـأمن الإبتداع ورسم الجور مثــــل هــــذا البلـــد
نستوي في الكمال والنقصان والســـــرور والشــــرور
ســتزان الأمـور بالقسـطاش بعــــد عشــــرٍ لخمــــس
يبدل الذيل بالعنق والراس ويــــرى اليـــوم أمـــس
مثـل مـا بدلت بنو العباس مـــن بنـــي عبــد شــمس
يرفـع الله قدر أهل الشان بصـــــــلاح الأمـــــــور
ثبـت اللـه دولـة القـائم ببقــــــاء الــــــوزير
قاعـداً فـي نظامهـا قـائم مستشــــــاراً مشــــــير
نـاظراً فـي أمورهـا حـاكم بالقليـــــل والكــــثير
مـن ينـاديه مـن حسودٍ هان أو عـــــــدوٍ تبــــــور

القاضي عبد الرحمن بن يحيى الآنسي، الصنعاني.

شاعر شعبي رقيق، ولد ونشأ في صنعاء، درس علم العربية والفقه والحديث، وأكب على المطالعة واستفاد بصافي ذهنه الوقاد علوماً جمة ولا سيما في العلوم الأدبية فهو فيها أحد أعيان العصر المجيدين، ولي القضاء.

كتب الشعر بنوعيه الفصيح والعامي وبرع في صناعة الشعر العامي، كانت له مكانة في قلوب اليمنيين يحسده عليها امرؤ القيس في المتقدمين وأحمد شوقي في المتأخرين، وشعره مسيطر على كل نفس يمنية. وكان معاصراً للإمام الشوكاني. توفي في صنعاء.

له (ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار - ط) ديوان شعره.

1835م-
1250هـ-

قصائد أخرى لعبد الرحمن بن يحيى الآنسي