الأبيات 28
يـا خلق ربي كيف يكن بي وايـن مخرجـي مـن ورطتي
فــارقت أحبـابي وقلـبي وطـــال عنهــم غيبــتي
فـانكرت حـتى صـفو شربي بهــــم وزادت وحشـــتي
سـاحد تحمـل مثـل غلـبي ولا جـــرت لـــه قصــتي
نـومي علـى عينـي محـرم وقلــبي الفاقــد مـذاب
ونــار أشــواقي تضــرم والصـبر مـن دونـه حجاب
والـبين حـده ليـس يعلم والحـب فـي سـن الشـباب
خصـله مـن الثنتين حسبي تســـيل منهــا مهجــتي
حنـت لي العيس وهي تسري رويــد يـا عيـس اثقلـي
فمـا حملـتي مثـل وقـرى غيـر الشـجي يعدى الخلي
فكــل مــن غنـى بشـعري بكـى وابكـى النـاس لـي
جـزى الجميع بالخير ربي وعـــاذهم مــن محنــتي
يـا راقصـه من فوق لدنا تــدفع وترفـع فـي شـمم
وتلتفــت يســرى ويمنـى وتلــوي أطــراف القـدم
وتســجع السـجع المثنـى علـى اختيـار أهل النغم
ليتـك دريـتي ما صنع بي غنـــاك حـــتى تســكتي
كـم بـات يبكيني ويذكري شـوقي ومـا كان لي شعور
أن الغنـا يضـحك ويبكـي ويبعــث أسـرار الصـدور
أو ان فـوج الريـح ينكي جـرح الـوداع عن المرور
يانـا علـى مـن جور حبي ليتــه أخــذني بـاللتي
نال الصفي في الفخر حظا لمـا اجتنـب فعل القبيح
واسـتجمع القـرآن حفظـا وأعــرب اعـراب الفصـيح
وارعـى التفقه عين يقظى وأحســن الشـعر المليـح
بنــي إن العلــم يربـى علــى المشـائخ بـالفتى
ويكســبه أجــراً وحمـدا واللــه يرفــع صــاحبه
فـاحرص عليه تهدى وتهدى وتلــق حســن العــاقبه
والجهـل إن الجهل كالدا وربمـــا أردى راكبـــه
فاسـلمه تسـلم كـل موبي ولتنفعـــــك وصــــيتي

القاضي عبد الرحمن بن يحيى الآنسي، الصنعاني.

شاعر شعبي رقيق، ولد ونشأ في صنعاء، درس علم العربية والفقه والحديث، وأكب على المطالعة واستفاد بصافي ذهنه الوقاد علوماً جمة ولا سيما في العلوم الأدبية فهو فيها أحد أعيان العصر المجيدين، ولي القضاء.

كتب الشعر بنوعيه الفصيح والعامي وبرع في صناعة الشعر العامي، كانت له مكانة في قلوب اليمنيين يحسده عليها امرؤ القيس في المتقدمين وأحمد شوقي في المتأخرين، وشعره مسيطر على كل نفس يمنية. وكان معاصراً للإمام الشوكاني. توفي في صنعاء.

له (ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار - ط) ديوان شعره.

1835م-
1250هـ-

قصائد أخرى لعبد الرحمن بن يحيى الآنسي