زارتك تخطرُ كالقضيبِ قواما
الأبيات 35
زارتــك تخطـرُ كالقضـيبِ قوامـا خُـود تَزيـدُ إلـى المُحِـبِّ غَرامـا
حَوراءُ لو أهدت إلى البَدرِ الضيا عِنـدَ التمـامِ لما اختشى الإظلاما
أهــدت لعاشـِقِها السـقامَ لأنَّهـا ملأت لواحِظَهــا المــراضَ سـقاما
خطــرت تجــرُّ ذُيولَهــا فكأنَّهـا كــالروضِ أهـدى زهـرَهُ البَسـاما
كالبــدر وجهـاً واللآلـئ مبسـماً والظـبي لحظـاً والقضـيب قوامـا
فكأنَّهــا شــمسٌ تُريــك بكفّهــا بـدراً منيـراً إذ تـديرُ الجامـا
فـي حُبِّهـا عاصـيتُ قـولَ لُـوائمي أو كيــفَ يَســمَعُ عاشــِقٌ لوَّامـا
كــم بِـتّ ذا وجـدٍ وقلـبي خـافِقٌ ويزيـدُ فـي شـوقي لهـا تهيامـا
ولكـم سـهرتُ الليـلَ طوعاً للهوى ومنعــتُ لحظـي أن يـذوقَ منامـا
ولكـم وقفـتُ علـى رسـومِ ديارِها وسـَكَبتُ مـن دمعـي عليـهِ غَمَامـا
ووقَفـتُ أنتظـرُ الحـبيبَ فلم أجد أحــداً عــدا الغِـزلان والآرامـا
وســهرت ليلـي والنجـومُ كأنهـا دررٌ عــدمنَ مـن النحـورِ نِظامـا
ورأيــتُ وجـهَ الصـبحِ لاحَ فخِلتُـهُ الباشـا أبا الحسن العليّ مقاما
ملــكٌ إذا مــا لاح يُخجـل وجهُـه قمـرَ السـماءِ ويـدهشُ الضـرغاما
ملــكٌ جــوادٌ عــادلٌ نصـبت لـهُ أيـدي السعادة في السماءِ خياما
ذُو هِمــــةٍ عربيـــة وضـــخامةٍ عجميـــةٍ قــد زانــت الأيامــا
جمـع النـدى والحلم والإغضاء عن ذنـب الجنـي والعفـو والإكرامـا
لـم تـدر راحتـه المخيـمُ فخرُها إلا النــدى والســيفَ والأقلامــا
ملـــكٌ همــامُ رأيــهُ وســماحُهُ بحـــرٌ وشــمسٌ تطــرُدُ الإظلامــا
تخشــى ملـوكُ الأرضِ سـطوةَ بأسـهِ لــو شـاهدُوهُ لقبلُـوا الأقـداما
كـم غـارةٍ كـانَ الخليـلَ لنارِها وبــهِ غــدت بــرداً لـه وسـلاما
فـتراهُ يـومَ الحـربِ ليثا ضاريا وتـراهُ فـي يـومِ النـوالِ غماما
ملــكٌ تجمعــتِ المعــالي عنـدَهُ وعلــى الملـوكِ تقسـَّمَت أقسـاما
طـودُ العلـومِ الشامِخَاتِ ومن غدا فــي كُــلِّ فــنٍّ ســيداً وعصـاما
لو كان في الزمنِ المُقدَّم لم يكُن فـي النحـوِ يومـاً سيبويه إماما
أحيـا دُرُوسَ العلـمِ بعـدَ دُرُوسِهَا وأشــادَ شــرعَ مُحَمَّــدٍ وأقامــا
فـافخر بـه قـد شيدَ المُلكَ الذي لــولاهُ أهــدمَ رُكنــهُ إهــداما
أكــرِم بَـدَولَتِهِ المُعظَّمَـة الـتي قـد ألبسـت ثَـوبَ البهـا الأياما
فِبِـــهِ تهــدَّنَتِ البلادُ وأشــرَقَت وَغَــدَت جُفُـونُ الظـالمينَ نيامـا
يرعــى رعيتــهُ بعيــنِ رعايــةٍ وَيُحــافِظُ الصــلواتِ والأحكامــا
يـا أيُّها الملكُ الذي ملك البلا دَ بِعَـــدلهِ وتنعمـــت إنعامــا
فــإذا تشــيعنا بِحُبِّــكَ إنَّنــا يَــومَ القيامـةِ لا نـرى الآثامـا
وإذا رأينـا المجـد سـارَ بوفدِهِ يَومــاً فـأنتَ لـهُ عَـدَوتَ مَقَامَـا
طَــوَّقتَ أجيــادَ الأنـامِ مَحاسـِناً وكســوتَهم مــن فضـلِكَ الإنعامـا
لا زِلــتَ نُــوراً يَهتَـدي بضـيائهِ مـن ضـَلّ فـي لَيـلِ الخُطوبِ وَهاما
محمد العياضي
4 قصيدة
1 ديوان

محمد المختار بن محمد بن محمد الشريف العياضي، أبو عبد الله.

شاعر تونسي، ولد بباجة، وتعلم في الكتّاب بمسقط رأسه، ثم ارتحل إلى تونس الحاضرة لمواصلة الدراسة في جامع الزيتونة، تقرب من علي باشا الأول وامتدحه بقصائد حماسية إلى أن ولاه خطة الكتابة في ديوانه سنة 1156هـ.

من آثاره: (مفاتح النصر في التعريف بعلماء العصر)، و(ديوان شعر).

1760م-
1173هـ-