أتاك هناء بالختان مشاب
الأبيات 30
أتــاك هنــاء بالختـان مشـاب وطــالعٍ ســعد مقبــل وشــباب
أقامـك فـوق النيريـن فمن يرم صــعوداً لمرقــاه رمـاه شـهاب
فلا تخـش كيـداً مـن عـدو فـإنه وحقـك مـن سـهم القضـاء مصـاب
علـوت على دست الرئاسة يا علي فطئهـا كمـا تبغـي فـأنت مثاب
تباشرت الدنيا ببشرك في العلا فكــم كبــد للحاســدين تـذاب
وجـددت بالـدار الجديدة موسماً سـما عـن بني حفص حضرت وعابوا
وبالقبـة الحمـراء عيشـك يانع يروقــك منهــا ســائغ وشـراب
منــازل أفــراح لـديك تجـددت تشــرف منهــا منــزه وقبــاب
حللـت بهـا كالبـدر بين كواكب ونــورك بـاد مـا عليـه ضـباب
مفــاخر عـن جـد بجـد وعـن أب وراثــة مجــد ليـس ذاك عجـاب
وبابــك مفتــوح لقصـد مكـارم وقـد سـد عـن نيل المكارم باب
تهنـأ بهـذا العـز والدهر طيعٍ لـديك وهاتيـك الحواسـد خابوا
لـك الله ما أبهى وأبهر سؤددا لغيــرك عنــدي لا تشــد ركـاب
وإن كنت في سن الشبيبة فالعدا وحقـك مـن صـولات بأسـك شـابوا
وإنـك بحـر المكرمـات لمن يرد وغيــرك فيــه بلقــع وســراب
لمـن يرتجـى عفـواً لديك يناله وللضـد يـا نجـل الكـرام عذاب
إذا مـا بـدا بدر جمالك ضالعاً تمــد إلـى ذاك الجمـال رقـاب
ترفـق فـإن الرفـق منـك سـجية وإنــك مـا تـدعو إليـه يجـاب
تــروع ابطــالاً وتـأمن خائفـاً وإنـك فـي ذي الحـالتين مهـاب
فبأســك للأســد العريـن مـروع ولـو مـد ظفـر مـن مطـاه وناب
فكـم مـن أعاد عن لقاك تحيروا وضــاقت عليهــم بيـدة ورحـاب
وإن غرقـوا في بحر بأسك فلتكن نكـال عليهـم مـا عليـك عتـاب
وإن جنــت الأيـام عنـك فإنهـا أنــابت وللجـاني إليـك متـاب
فلا تبـتئس مـن كيـد ضـد فإنما عليـك مـن المولى الرؤوف حجاب
ولا زلت عن رتب السيادة والعلى ورأيــك فـي كـل الأمـور صـواب
وعمــرك فـي عـز وربعـك عـامر وعمــر أعاديـك البغـاة خـراب
وذكـرك مـا بيـن المحافل ذائع يغنــى بــه لا زينــب وربــاب
فخـذ من ثنائي ما استطعت فإنه بجهــد مقــل قـد جفـاه صـحاب
اقلـد در المـدح جيـدك والثنا كمـا الـدر في جيد الملاح سخاب
فـأنت محـل المدح إن جاء مادح وكـل الـذي فـوق الـتراب تراب
ابن أبي دينار
11 قصيدة
1 ديوان

محمد بن أبي القاسم الرعيني القيرواني، أبو عبد الله، ابن دينار.

مؤرخ، شاعر، ولد في القيروان، وتعلم بالكتّاب في مسقط رأسه، ثم ارتحل إلى تونس لمواصلة الدراسة بجامع الزيتونة، ثم تصدر للتدريس بالجامع الأعظم مدة، ثم ولي القضاء في عهد مراد الثاني.

له (المؤنس في أخبار إفريقية وتونس - ط)، (مناقب الأئمة الأربعة - ط)، و(هداية المتعلم في آداب التعلم)، و( رضاب العقيق في الروض الأنيق في مجاراة الإخوان وأحوال الصاحب والصديق).

توفي في تونس العاصمة.

1698م-
1110هـ-