قال فقير الله عبد الرحمان
الأبيات 91
قـال فقيـر اللـه عبـد الرحمان ابـن علـي الديبع راجي الغفران
الحمــد للــه العلــي الأمجــد وصـــل يـــا رب علـــي محمــد
وبعــد فالتاريــخ علــم نـافع فــاعن بــه فكــم لــه منـافع
فــان مـن يعلـم علـم مـن مضـى لــدى جميــع العـالمين مرتضـى
وهـاك خـذ يـا ذا النهـا موقفا نظمـــــا فصــــيحا محققــــا
فيمــن ولـي زبيـد منـذ اختطـت إلــى زماننــا بتســع المـائة
فــالق ســمعا نحــو مـا أقـول واللــه عــوني وهــولي كفيــل
زبيـد بـالتحقيق يـا أخا الرشد اختطهــا فـي شـهر شـعبان وقـد
مضـى مـن الهجـرة ضـعف المـائة وأربــع مــن ســنوات الهجــرة
محمـــد نجـــل زيــاد الأمــوى مستخلف المأمون ذي البأس القوي
جعلهـــا المــذكور دار ملكــه ولــم يـزل إقليمهـا فـي ملكـه
وعــــام خمســــة وأربعينـــا ومـــائتين مـــات ذا يقينـــا
فخلــف ذا المــذكور إبراهيــم ســــليله الموفـــق الحليـــم
وبعـــد تســع وثمــانين مضــت ومــائتين مــات ذا ثــم ثبــت
فـي الملـك نجلـه زيـاد ثـم لم تطــل بــه مــدته بــل انعـدم
ثـم أبـو الجيـش أخـو ذا اسحاق نخبــة إبراهيـم زاكـي الأعـراق
ودام ملكـــه ثمـــانين ســـنة ولثلاثمـــــــائة ولســـــــنه
مـن بعـد تسـعين تـوفي عـن ولد طفــل زيــاد اســمه هـذا أحـد
مــا قيــل بــل قيـل إبراهيـم وقيـــل عبــدالله يــا حليــم
ثـــم تـــولى أمـــره رشـــيد عبــد أبيــه البطــل الشــديد
فضـــبط الملـــك لــه وماتــا غيــر بعيــد فحــوى الثباتــا
فــي أمـره عبـد رشـيد الحسـين ابــن ســلامة الموفــق الأميــن
كــان مــن الملـك لـه حقيقتـه وابـن أبـي الجيـش لـه تسـميته
وكــان عنــد المسـلمين مرتضـى وضــبط الملــك زمانــا وقضــى
قــام ثلاث بعــد أربـع المـائه فرحمــه اللــه عليــه هــاميه
ثــم أقــاموا مــن بنـي زيـاد طفلا صـــغيرا غيـــر ذى رشــاد
واســم هــذا الطفــل عبـدالله كفلــه عبــد الحســين الزاهـي
مرجــان مقتنــي نفيــس ونجـاح فقتـــل الطفـــل نفيــس وأزاح
ســنة ســبع ثــم أربــع مضــت مـن المائتين وبذا الطفل انقضت
دولـــة الانجــاد بنــي زيــاد فملكهـــم يكـــون بالتعـــداد
مــدته بالضــبط ضــعف المـائة ثـــم ثلاث مـــن ســـنين صــحت
ثـــم تنـــافس نفيــس ونجــاح علــى تـولي ملـك مـولاهم فصـاح
نفيــس مــن بــاب زبيــد قتلا وأخـــذ الملــك نجــاح ســهلا
وجــازه مــن عـام اثنـتي عشـر وأربــع المـائين بعـد الهجـرة
إلـــى وفــاته بعــد اثنــتين وأربــع مــن المــائة وخمسـين
وطلــب الــدين عزيــز النصـره فحـــازه تـــوران رب الشــهرة
وذاك بعــد قتلــه عبـد النـبي فــاحفظ هديــة مـا أقـول تصـب
ثـم تـولى توازن شاه ملك اليمن ثــم أخــوه طغتكيـن ذو المنـن
للتســع والخمسـين والخمسـمائة ولثلاث وتســـــــعين هيــــــه
مــن بعــد خمسـمائة مـات وقـد ولــي ابنـه المعـز بعـده عـدد
ســنين ثــم مـات قتلا فـي سـنة ثمـاهن وتسـعين وفـي الملك ثبت
ســنة إحــدى عشــرة مـات وقـد وليهــا المســعود بعــده وسـد
خللهــا مــن اثنـتي عشـر إلـى ســـنة خمــس مــع عشــرين ولا
أو الــتي تلــي وكــان آخــرا ملــك بنــي أيــوب عنـه آخـرا
ثــم ولــي منصــورها الرسـولي نيابــة الملــك فحقــق قــولي
لأربـــع التســعين والســتمائة مــات وقــد أقـام فيمـا وليـه
ولـــده الأشـــرف ثـــم ماتــا لســـت تســـعين ولمــا فاتــا
ولــي أخــوه الملــك المؤيــد وبعــــد ســــبعمائة تعــــدد
مـات سـنة إحـدى مـع العشـرينا وقـــد وليـــه بعــده ســنينا
ســـليله المجاهـــد الرســولي وقـــام فـــي مقــامه علانيــه
ولـــده الأفضــل مــات لثمــان من بعد سبعين وفي الملك استبان
الاشــرف ابــن الافضـل الغسـاني ومـــات بـــالتحقيق والبيــان
عــــام ثلاث وثمـــاني مـــائه ثـم ابنـه الناصـر عـالي الهمة
مـــات لســبع ولعشــرين مضــت بعـد الثمـان المـائة التي خلت
ثـم ابنـه المنصـور حـتى ماتـا عـــام ثلاثيـــن وبعــده أتــى
أخــوه إســماعيل ثــم الظـاهر وكــان ملكــه العظيـم الفـاخر
ســـنة إحـــدى وثلاثيــن كمــا حققـــه المؤرخـــون القـــدما
ومـات يحيـى الظـاهر بـن الأشرف ســنة اثنــتين وأربعيــن فــي
ثـــم وليهــا بعــده المظفــر ســــليل عمــــه وذاك عمــــر
ابــن المليـك الأشـرف الغسـاني ولتعـــز كـــان ذا اســـتيطان
فخـــرج الأتـــراك فــي زبيــد عــن طاعــة المظفــر الســعيد
وملكـــوا محمــد بــن عثمــان ابـن المليـك الأفضـل بـن غسـان
أول عــــام ســــت وأربعيـــن ثــم العبيـد ملكـوا المسـكينا
أحمـد نجـل الطـاهر بـن يوسـفا ســليل عبــدالله فيمــا عرفـا
ابــن المجاهــد الرسـولي علـي فلــم يكــن أهلا لمــاله ولــي
وملكـــوه فــي جمــادي الآخــر ولقبـــوه بالمليـــك الناصــر
ونهبـــت زبيـــد فــي أيــامه فلقـــب الخاســـر لاستشـــئامه
خلعــــوه فــــي ربيـــع الاول ســنة ســبع الأربعيــن فانقــل
ملكــوا المســعود نجـل الأشـرف ابـن المليـك الناصـر بن الاشرف
مــن ذلـك التاريـخ حـتى خلعـا لتســع خمســين وفيهــا ودعــا
فمائتــــان وثلاثــــون ســـنة وأربــــع دولتهــــم مـــبينه
وإذا أراد اللــه رحمـة الـورا أقـــام شــبلي طــاهر ويســرا
عليهمـــا عســـيره فقــا مــا وأحــرزا الــذي عليــه حامــا
وملكــــا البلاد ثـــم أخـــذا زبيــد عــام تســع وخمسـين ذا
مــن بعــد أخــذ عــدن لعــام وكـــم نالنـــا مــن الانعــام
علـــي المجاهـــد بــن طــاهر وصـــنوه عـــامر خيــر ظــافر
وملكـــــا البلاد والعبــــادا وقهــــرا وحســـما الفســـادا
وكــم لهــم يــا صـاحبي مـآثر وعـــام ســبعين تــوفي عــامر
وعـــاش بعـــده علـــي وقضــا عــــام ثلاث وثمـــانين مضـــى
ثــم ولـي المنصـور عبـدالوهاب ابــن أخيهمــا الحليــم الاواب
داود ذي الابـــد ســليل طــاهر أعظــم بــه مــن مالـك وقـاهر
وكـــــم مـــــاثر حميـــــدة كــــثيرة شــــهيرة عديــــدة
ومــــات للأربـــع والتســـعين ثــم ولــي ابنــه صـلاح الـدين
عـــامر الظــافر خيــر مالــك نجــا بــه اللـه مـن المهالـك
فهـو خيـار مـن خيـار ولـم تزل دولتــه تسـمو علـى كـل الـدول
فــاق الملـوك بـالتقى والـدين ورحمـــة الضـــعيف والمســكين
يمطــى الجزيـل ويزيـل الفقـرا ويبــذل الـدنيا ويبقـى الاخـرا
للــه كــم أحيــا بيـوت اللـه لا زال محروســـا بعيــن اللــه
وعــــونه مؤيــــدا منصـــورا مظفــرا طــول المــدى مسـرورا
والحمــدلله علــى مــا ألهمـا وبعــد صــلى اللــه ثـم سـلما
علـــى محمـــد اجـــل شـــافع والــــه وصــــحبه والتـــابع
ابن الديبع
6 قصيدة
1 ديوان

عبد الرحمن بن علي بن محمد الشيباني الزبيدي الشافعي، وجيه الدين، المعروف بابن الديبع.

مؤرخ محدث من أهل زبيد (في اليمن) مولده ووفاته فيها، مات أبوه في الهند، ولم يره، ورباه جده لأمه. له (بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد - ط) قسم منه، و(الفضل المزيد في تاريخ زبيد - خ) ذيل للأول، و(قرة العيون في أخبار اليمن - خ) اختصره من العسجد المسبوك، للخزرجي، وبلغ فيه حوادث سنة 923هـ، و(تيسير الوصول، إلى جامع الأصول، من حديث الرسول - ط) ثلاثة أجزاء، و(أحسن السلوك في من ولي زبيد من الملوك - خ) أرجوزة، و(تمييز الطيب من الخبيث - ط) في الحديث، ومعنى الديبع بلغة السودان الأبيض، وهو لقب لجده الأعلى علي بن يوسف.

1537م-
944هـ-