سَلاَ دارَ ليلى هل تبينُ فَتنطِقُ

البيت الاول والثاني من أغاني العرب المائة المختارة، أوردهما أبو الفرج في صدر ترجمة ابن المولى والقصيدة في مدح الخليفة العباسي المهدي والد هارون الرشيد  قال:

عروضه من الطويل، الشعر لابن المولى. وذكر يحيى بن علي بن يحيى عن إسحاق أن الشعر للأعشى؛ وذلك غلط، وقد التمسناه في شعر كل أعشى ذكر في شعراء العرب فلم نجده، ولا رواه أحد من الرواة لأحد منهم، ووجدناه في شعر ابن المولى من قصيدة له طويلة جيدة، وقد أثبتناها بعقب أخباره ليوقف على صحة ما ذكرناه، إذ كان الغلط إذا وقع من مثل هذه الجهة احتيج إلى إيضاح الحجة على ما خالفه والدلالة على الصواب فيه.

والغناء في اللحن المختار لعطرد ثقيل أول بالسبابة في مجرى البنصر عن إسحاق ويونس

وعمرو، وفيه لأيوب زهرة خفيف ثقيل بالوسطى عن الهشامي وأحمد بن المكي. وفي غناء أيوب زهرة زيادة بيتين وهما:

وقال خليلي والبكا لي غالبٌ         أقاض عليك ذا الأسى والتشوق

وقد طال توقاني كفكف عبرةً         تكاد إذا ردت لها النفس تزهق

الأبيات 28
سـَلاَ دارَ ليلـى هـل تـبينُ فَتنطِـقُ وأنَّـى تـرد القـولَ بيـداءُ سـَملَقُ
وأنــى تــرد القـولَ دارٌ كأنهـا لطــول بِلاهــا والتقــادم مهـرقُ
عفتها الرياحُ الرامساتُ مع البِلَى بأذيالهــا والــرائحُ المتبعِّــقُ
بكــل شـابيب مـن المـاء خلفَهـا شـــآبيبُ مــاء مُزنُهــا متــألقُ
اذا رَيــقٌ منهــا هريقـت سـِجالهُ أعيــد لهــا كرفيـءُ مـاء وريـق
فأصــبح يرمــى بالرَّبـاب كأنمـا بـــأرجله منـــه نَعــام مُعَلَّــقُ
فلا تبــكِ أطلال الــديار فانهــا خبـالٌ لمـن لا يـدفع الشـوق عَولَقُ
وان ســـَفاهاً ان تُــرى متفجِّعــا بـــأطلال دار أو يقــودَك معلَــقُ
فلا تَجـزَ عضـن للـبين كـلُ جماعـة وجَــدِّك مكتــوبٌ عليهــا التفـرقُ
وخـذ بـالتعزى كـل مـا أنـتَ لابِس جديـداً علـى الأيـام بـال ومُخلـق
فصــبر الفـتى عمـا تـولى فـانه مـن الأمـر أولـى بالسـداد وأوفق
وانــت بالاشـفاق لا تـدفع الـردى ولا الحيـنُ مجلـوبٌ فمـا لـك تُشفِقُ
كـأن لـم يَرُعك الدهرُ أو أنتَ آمنُ لأحــداثه فيمــا يُغــادي ويَطـرقُ
وقــال خليلــي والبكـاليَ غـالبٌ أقــاضِ عليـك ذا الاسـى والتشـوقُ
وقـد صـال توقـافي أكفكـف عـبرةً علـى دِمنـة كادت لها النفسُ تَزهَقُ
وانســان عينــي فـي دوائر لجّـةٍ مـن المـاء يبـدو تـارة ثم يَغرقُ
وللـدمع مـن عينـي شـريحا صبابةٍ مُـرشٌ الرَّجـا والجـائل المـترقرقُ
وكنـت أخـا عشـق ولـم يـك صاحبِيِ فَيعـــذرنَي ممــا يَصــَبُ ويعشــَقُ
وقد يعذر الصبُ السقيمُ ذوي الهوى ويَلحَـى المحـبين الصـديقُ فَيخـرَقُ
وعـاب رجـالٌ أن عَلقتـث وقـد بدا لهم بعضُ ما أهوى وذو الحلم يعلَقُ
الـى القائم المهدي أعملتُ ناقتي بكــــل فلاةٍ آلهــــا يـــترقرقُ
اذا غـال منها الركب صحراء برحت بهـم بعدها في السير صحراءُ دردق
رمَيــتُ قَراهـا بيـن يـوم وليلـةٍ بفتلاء لـم ينكُـب لها الزَّور مِرفَق
مُــزَ مِّــرةً ســَقباً كـأن زمامهـا بجـرداء مـن عـمّ الصـنَّوبر مُعلَـقُ
موَّكلَـــةَ بالفادحـــات كأنهـــا وقـد جَعَلـت منهـا الثميلـة تخلقُ
بقـــى الملاهَيــقٌ أمــا رثــاله أصــم هجــفٌ أقـرعُ الـرأس نِقنِـقُ
تراهــا اذا اسـتعجلتها وكأنهـا علـى الأين يعروها من الروع أولق
موِّكــة أرض العــذيب وقــد بـدا فُســـرّ بــه للآئبيــن الخوَرنَــقُ
ابن المولى
21 قصيدة
1 ديوان

محمد بن عبد الله بن مسلم، مولي بني عمرو ابن عوف من الأنصار. شاعر متقدم مجيد، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، من اهل قباء، كان ظريفاً عفيفاً، حسن الهيئة، وهو القائل:

وبالناس عاش الناس قدماً ولم يزل    من الناس مرغوب إليه وراغب

ولد ونشأ في المدينة، ومدح بها عبد الملك بن مروان، وأسنّ، حتى لحق الدولة العباسية فمدح قثم ابن العباس (أمير اليمامة) وآخرين، ورحل إلى العراق فاتصل بالمهدي العباسي ومدحه، وسافر إلى مصر، فأكثر من مدح يزيد بن حاتم المهلبي.

786م-
170هـ-