سرور المعالي عاد والعود اجمل
الأبيات 58
سـرور المعـالي عـاد والعود اجمل وهـــذا محياهـــا بـــه متهلــل
بــدت للملا تزهــو بأحســن منظـر تصــور معنـاه علـى الـذهن معظـل
عليهــا مــن الإقبـال حلـة مفخـر مـن الـتيه إذ تمشـي بهـا تترفـل
أجــل مــن العقيـق عقـد بجيـدها مـن السـعد منظومـاً وأبهـى وافضل
تهـز قـوام العجـب مـن طـربٍ بهـا أهـل أحـرزت مـن دهرهـا مـا تؤمل
نعـم حلـت الأفـراح وارتحـل الأسـى وأدبــرت الأكــدار والصـفو مقبـل
وزان سـماء المجـد بـدر بهـا بدا لــه فلــك الأفضـال والعـز منـزل
ونـوار روض الجـود قـد فـاح نشره بـأطيب مـن نشـر الكبـا حين يشعل
وهـب نسـيم الفـوز للنـاس بالمنى بيــوم بــه فــاز الاغـر المفضـل
تزينـت له الدنيا وباهت به الملا واســـعد الآمــال فيــه المؤمــل
ســأجعله مــا عشـت عيـداً معظمـا وأوصــي بـه بعـدي إذا مـت يجعـل
خليلـي قـد طـاب الزمـان فأسـرعا إلـى الـراح إن الأنس بالراح اكمل
أدر أيهـا السـاقي الكـؤوس فإنها لكـل صـداً فـي جـوهر القلـب صيقل
شـمولاً بهـا تـزداد لطفـا شـمائلي ويرتـاح بـالأفراح بـالي المبلبـل
إذا بــرزت مـن دنهـا فـي كؤسـها تــوهمت أن البــدر للشـمس هيكـل
تخــبر عــن عــادٍ القـديم وتبـع بـأبلغ معنـى مـا على الشرب يشكل
أحـاديث لـو تتلـى علـى ورع صـبا إليهـا وعـن حاناتهـا ليـس يعـدل
هنيئاً لأقمـــار بهـــالات انســهم بـدور بشـمس الـراح تقفـي وتقبـل
لعمـري لقد فازوا كما فزت بالمنى بقــرب كريــمٍ طــل نعمـاه مسـبل
اجـــل مهيـــب مرهـــب لأعــدائه وايمــن مـن يرجـى إذا حـل مشـكل
أغــــر عليـــه للمعـــالي دلائل تلـوح وعنـوان السـنا ليـس يجهـل
لــه همــة تــدني لـه كـل شاسـع وتستسـهل الصـعب الـذي ليـس يسهل
ســـريعاً بطيئاً صـــفحة وعقــابه بعيـداً قريبـاً حيـن ينـوي ويسـأل
لـه ثـاقب الـرأي المنير إذا دجى ظلام مهــم منــه ذو اللــب يوجـل
بـه يقتـدي مـن سـاعدا للـه جـده ويـــزور مرتـــاب شــقي فيخــذل
يصــور أشــكال الحقــائق عقلــه بآلــة فكــر والفــؤاد السـجنجل
فيعـرف كنـه الشـيء مـن قبل كونه فيقضــي بمـا يختـار منـه ويفعـل
ولا شــك أن المــؤمن الـبر نـاظر بنـــورٍ مــن الرحمــن لا يتــأول
خــوارق للعــادات آيــات مجــده تحيـر بهـا الأذهـان والعقـل يعقل
إلينـا بـدت فـي بعثه لم تزل بها إلـى العـالم الأخبـار تروى وتنقل
يقولـون مـن هذا الكريم الذي أتى أذا ملــك أم ذا مـن اللـه مرسـل
تبــارك مــن أعطـاه مـا يسـتحقه مـن الملـك مـا أعطـا سليمان أول
علاء وتســـديداً ومجــداً وســؤدداً ورأيـاً عليـه فـي المهـم المعـول
وذلـك فضـل اللـه يـؤتيه مـن يشا ويختــص بالتفضـيل مـن هـو أفضـل
فتبــاً لمــن نـاوى بطيـاً أمـاله نــذير بصــحب الفيـل عمـا يؤمـل
جسـور علـى الأخطـار لا يرهب الردى ثبــوت بيــوم الــروع لا يتقلقـل
إذا مـا عدى بالعاديات إلى العدا غشـاهم بويـل القارعـات الـتزلزل
ولـو انهـم يلقـون عـن ذاك موئلا لفـروا ولكـن مـا لهـم عنـه موئل
ويــومئذ أيــن المفـر لهـم وقـد أحـاط بهـم ليـل مـن الويـل أليل
بـه تخطـف الهـام المواضـي كأنها وحـق المعـالي الطير والهام خردل
وقـد نزل النصر العزيز لذي السنا وبــالتب بـاء المعتـدى المتطـول
فيـا فـائق الأقـران جـودا وسؤدداً وأسـنى أبـي فـي دبـي لـه العلـو
ومـن باسـه يخشـى وجـدواه يرتجدى فطـوراً وطـوراً يـردي خصـماً ويفضل
ومـن إن دعـي يومـاً سـواه بإسـمه لهيبتــه لـم تحمـل الخصـم أرجـل
عليــك بنصــر الحــق للـه حسـبة وكـن مقسـطاً فـي الحكم إياك تعدل
وراع الرعايــا باهتمــام وفطنـة ووالهـــم بالفضــل يــا متفضــل
وكــن فيهمــو ذا ســيرةٍ عمريــة فانــك عنهــم سـوف واللـه تسـأل
وخف دعوة المظلوم إذ ليس بينها و حجــاب وبيــن اللـه إيـاك تغفـل
بالبــاس بــادر كـل بـاغ مراجـم عنيـد لـه عـن شـرعة الحـق معـدل
وجــز لهـم بحـراً خميسـاً عرمرمـاً فمـن جحفـل يقفـوه كـالموج جحفـل
وشــن عليهــم غــارة اثـر غـارةٍ بيــوم بـه عـن طفلهـا الأم تـذهل
وحكـم اميـن المـارتين مـن الخطا بهـم فهـي بالأحكـام أمضـى وافصـل
إلى أن ترى الفجار صرعى من الثوى كــأنهموا علــوا بخمـرٍ وانهلـوا
وقـد عـدت من دار أبيت بها الثوا وجئت ســـريعاً نحــو دارك أعجــل
بهـا كنـت معبوبـاً على بثي الثنا عليكـم ومـا للعتـب فـي ذاك مدخل
فقلــت لمــن يعتـب رويـدك إننـي وحـــــق علاه نحــــوه مترحــــل
فلا تعتبـن أنـي مـدحت أبـا الثنا بمــا فيـه مـن فضـل كأنـك تجهـل
ففـي ابـن سـهيل يسمو شعري مفخرا وبــإبن ســهيلٍ كــل صـعب سيسـهل
مبارك بن حمد العقيلي
97 قصيدة
1 ديوان

مبارك بن حمد آل مانع، ابن عقيل.

شاعر علم من شعراء الإمارات، من فحول عصره، وهبه الله قدرة فائقة حيث جمع بين الإبداع في فني الشعر الفصيح والعامي، وكانت له القدرة على طرق جميع أغراض الشعر من مديح وهجاء وغزل وإخوانيات.

ولد بالأحساء، إلا أنه هاجر في صغره من الأحساء إلى دبي فاستقر وعاش فيها، ومن دبي انطلقت شهرته كشاعر غزلي متميز.

عنون الشاعر لديوانه الفصيح ب(كفاية المرام لأهل الغرام)، ولديوانه العامي ب(كفاية الغريم عن المدامة والنديم).

توفي في دبي.

1954م-
1374هـ-