وقَفت على الشاطي تنوحُ وتندبُ
الأبيات 14
وقَفـت علـى الشاطي تنوحُ وتندبُ والليـلُ مـبيّضُ الجوانـحِ أشـيبُ
يمشـي الهِلالُ علـى رؤوس رياشـهِ ويلـوح مـا بيـن الخوافي كوكبُ
تتلعثـمُ النسمات في أُذنِ الفَضا وتثـورُ فـي صـدرِ السكونِ وتغضبُ
وتموت في الوادي الرهيب يلفّها غيــمٌ بــالوانِ الضـيآءِ مُـذّهبُ
نزلـت الـى الماضي فسالت دمعةٌ حمـرآءُ تطفـو في العيون وترسبُ
وتــذكرت رّب الجمــالِ مُشــرّداً بيـن الروابـي الخضـرِ وهومعذّبُ
وبصـدرها بعـد النـوى وبجفنها روحٌ متيّمــــةُ ودمـــعٌ صـــيّبُ
وقفــت علـى صـخرٍ شـديدٍ أصـلبٍ وبجنبهــا قلــبٌ أشــدُّ وأصـلبُ
وهـوت الـى حضـنِ المياه فضمّها مـوجٌ يجيـء علـى المياهِ ويذهبُ
فـاذا بهـا في الماءِ طيفٌ أبيضٌ يجـري بأعمـاقِ الميـاهِ ويهـربُ
أرأيـتَ بلّـورِ الصـباحِ مشعشـعاً يلهـو علـى وجـهِ المياه ويلعَبُ
ام راقـكَ الفجرُ الذبيحُ مجندلاً يهــوي علـى الاطلالِ وهـو مُخضـّبُ
أم راعـكَ الزهـرُ النـديُّ مُضرّجاً يهمــي لمصـرعهِ الأريـج الطيـبُ
هَــوّن عليــك فكــلّ حــبٍ زائلٌ وبكـــلِ صــدرٍ خــافقٌ يتعــذّبُ