الأبيات 83
ســـقت شــآبيب غيــث رائح هطــل ديـار علـوة لـو هجـن الهواجس لي
وصـانها مـن يماني الوشي ما نسجت صــناع وسـميها الـدلوى والحملـى
حــتى تُـرى ورباهـا بعـدما عريـت تهتَـز مـن حلـلٍ مـن روضـها الخضِل
مسـرورةً ان بكـت عيـن السماء بها تفـتر أزهارُهـا عـن ثغرهـا الرتل
منــازل سـحبت هيـف المصـيف بهـا أذيالهـا بعـد هيـف الخـرد الخدل
واسـتبدلت مـن صـباها كـلّ مغزِلَـةٍ مـن طـول مـا أمنـت تخطو على مهل
يمشـي بهـا الاخنـس الـذيال متئدا مشـي الهلـوك عليها الخيعَل الفضل
ان أصـبحت مـن نعـاج الخنـسِ آهلَةً وهجـن مـا هجـن مـن وجـد ومن خبل
فكــم جنينـا ثمـار الأنـس دانيـة وكـم هصـرنا غصـون اللهـو الغـزل
إذ كنــت لا أبتغــي بهــن منزلـة نعــم ولاهـن بـي يبغيـن مـن بـدل
دهـرا تعاورنـا صـافي الحديث بها شــمّ غطارفــة ليســوا ذوى خطــل
مــن كــل أروع كالمــاذي شـيمته حلــو الفكاهــة مـزاح أخـي هـزل
ضـــخم الدســيعَة غريــد تُرَنّحُــه كـأس الشـبيبة ميـس الشارب الثمل
صـعب البديهـة ماضي العزم منصلتا طـود أخـي جلـد فـي الحادث الجلل
دع ذا وشــمر لمـا ترجـى عـواقبه ومـا بـه تبلُـغُ الأقصـى مـن الأمـل
فقـد عرفـت لـو اجـدى ما عرفت به طـورا اخـا هـزل طـورا أخـا غـزل
وكـم بكيـت علـى أثـر الظعان صبا وكــم نـدَبتَ اسـىً مطموسـة الطلـل
وكــم عزفــت مــع الخلان تقـدمهم وســـاعفتك ذاوت الأعيــن النجــل
غيـد بهـن دواعـي الشـوق قد ختمت ختـم الرسـالة عنـد الخاتم الرسل
محمــد ســيد اكــونين ســيد مـن يمشـي علـى الأرض مـن حـاف ومنتعل
محمــد ســيد الهــادين سـيد مـن جـابت بـه البيد قود الأينق الذلُل
محمــد ســيد الأقطــار ســيد مـن حـاز العلا مـن ذوي الأمصار والنقل
محمــد خيـر مـن حـل الجميـل بـه وخيــر منتجــع فـي أزمـة المحـل
مــن للعصـاة شـفيع للمضـام حمـى للمســنتين ربيـع كالحيـا الهطـل
للمجرميــن مجيــر مــن جرائمهـم ان مســهم جــزع مـن سـيء العمـل
شـفيعهم إذ لـواءُ الحمـد فـي يده أمــانهم غـوثهم مـن ذلـك الوجـل
للمهتــدين ســنا للمـوملين غنـى للمشــتكين منــى للمرسـلين ولـى
للطــــائعين دواء للبغـــاء دوى للمظلميـن ضـياء فـي دجـى الظلَـل
للمســتجير أمــان للمريــد هـدى نـور تـراه عيـون المبصـرين جلـى
بـــدر حلاه بــه الآفــاق حاليــةٌ علاؤه فــوق كــل المرســلين عــل
مـن آل عبـد منـاف قـد علـت شرفا بــه أنــافت أعــاليه علـى زحـل
مــن حـاز كعـب بنـي كعـب بِرُمّتـهِ ومــن بـه كعـب حلـت دارة الحمَـل
لـــواء آل لــؤى تــاج غالبهــا نضـارة النضر حلي النضر في العطل
معــد عودتهــا عــدنان معــدنها مـرَدُّ مـا سـلبت مـن صـالح الـدوَل
مــن خصــه ربــه بـالنور معجـزةً منـــزلا جملا ناهيـــك مــن جمــل
ان عورضـت فضـحَت مـن كـان عارضها أو جـودلت جـدلت مـن كـان ذا جدل
أو خوصـمَت خصـمت أو فـوحمت فحمَـت أو كوثِرضــت كثَــرَت لكـن بلا ملـل
محــت فصـاحتها مـن كـان ذا لسـنٍ فكلهــم بــرمٌ بــالنطق مـن خجـل
مــن خصــه ليلـةً الاسـرا بمنزلـة مـا نالهـا سـيد مـن مرسـل وولـى
مـن انتهـى منه روح القدس مرتقيا حـتى رأى الملـك الـديان عـن قبل
مــا نــاله باحتيـال لا فـإنّ لـه عنايــة ســبقت فــي ســابق الأزل
فمـا اسـتفاد اسـتمد العلم اجمعه وقـلّ ذا مـن علـوم العـالم الأزلى
مـن كـان ردأ إذا جـرد الجياد به تختـال بيـن مواضـي الـبيض والأسل
ثبـت الجنان إذا ما الخيل زايلها أهــوال حـرب كحـر النـار مشـتعل
يمشـي الهوينـا خلال الحـرب متشدا يلقـى الكتيبـة بسـاما علـى جـذل
فـي فيلـق كانتشـار الرجـل باسلة كـــأنّ عثيرهـــا دخــانُ مرتجــل
مــن كــل منتصــر بـاللّه مصـطبر والمـوت محتضـرٌ فـي الحرب ذي حيل
ذي همـــة بعلاء الـــدين عاليــة بـــاللّه معتصـــمِ عليــه متكــل
طـودٌ إذا حملـقَ المقـدام مـن جزع حــامي الحقيقــة لا هيابــة وكـل
يـدعى العـتيق وسـعدٌ فـي جوانبها يـدعى ابـن عوف ويدعى فارس الشبَل
يـدعى ابـن عفّـان والفاروق بعدهم يـدعون حمـزة والطيـار بعـد علـى
فيهــا فــوارس مـن غسـان صـابرةٌ إن اذهـل الطعن قلب الفارس البطل
صـــيد بطارقـــةٌ أســدٌ ضــراغمَةٌ مــا كـان مـن ورَع منهـم ولا وهـل
مـن آل قيلـة مـن آووا ومن نصروا وصـدقوا والـورى بـالزيغ فـي شغُل
وقومــوا أودَ الأعيــاص واصـطبروا للنائبـــات بلا ضـــجر ولا ملَـــل
وبــدلوا عــزة العــزى بــذلتها وصـيروا بالقنـا خفضـا علـى هبَـل
فكــــل ذي أمــــة ردوه إمّعـــة وكـــل ذي رفعــة حطــوه للســفَل
يمـــدهم مـــدد حيــزوم يقــدُمُهُ فـي جحفـل مـن جنـود اللّـه محتفل
تعــدو بهــم للـوغى جـرد مسـومة مـا كـان مـن عسـم فيهـا ولا خطَـل
قُـــب أياطلُهــا ظــام مفاصــلها مـا كـان مـن خـزل فيهـا ولا حلـل
شُم حوار كل أجرد مثل السيد مُنكَمِشِ معتــادة الكـر والاقبـال والشـَلَل
مـن كـل أجـرد مثـل السـيد منكَمِشِ كــأن متنيــة متنــا عاقـل وعـل
يقلــب الفــأس معبــاثٌ بمســحله ان كفّـه النكـلُ يمشـي مشـى مختبِلِ
ضـافي الخصـيل حديـد الصوت أصحلهِ ضـخم الدسـيع صـنيع أخلـقَ الكفـل
وكـــلّ طاويــةِ الأحشــاء ذابلــةٍ شـديدَةِ الشـدّ مثـل الخاضـبِ الزَعل
رحيبـةِ الشـدق والحيـزوم منجَمُهـا عـــار مناخِرُهــا كمــولجَي جيَــل
نهـــد مراكلهــا روحــا مقلصــة مــا شـانها صـكك شـوهاء كالجمـل
فكـم بها من بعيد الغزو قد رجعوا مــا بيـن منعلـة عجفـاء أو عقـل
ســائل قريشــا يبـدر يـوم ردهـم دون القليــب ظمـاءً جولـة الرسـل
منهــم كمــاةٌ بطعـن فـي نحـورهم مخلولــجٍ فيهــم طــورا ومعتــدِلِ
كـم غادروا في مجال الحرب منعفرا مــن ناشــىء سـيد منهـم ومكتهـل
والخيـل تعـثر فـي القتلـى مصَرّعةً كأنبهـا مـن نجيـع الجـوف في وحَلِ
وســل هــوازن إذ جـاءت بأجمعهـا يســـوقها لحنيــن ســائق الأجــل
كـم جـدّلوا مـن عزيـز منهم وسبوا قـد كـان قبـل رحـى البال والطوَل
ومـنّ فضـلا عليهـم بعـد مـا قسموا وصــار مخـولهُم مـن أوضـع الخـوَل
جاءتــك يـا سـيد الـدنيا مخَـدّرَةً عـذراء مـن مـدحكم تختـال في حُلَل
تـابى على المهر ما لم يأت نحوكم ومهرُهـا سـترُ مـا أجنـى من الزلَل
غــاليت لـو رفعـت خـوداً لغيركـم يـا سـيد الخلق يوم الغزو والخيل
ولا مغــالاة فــي مهــر تجـود بـه كـف تسـيل بمـا أشـهى مـن العسـل
لـو رمـت حصـر صفات الغير ساعدني وليـس لـي فيكـم بالحصـر مـن قبَل
فكيـف احصـى الحصى والشهب من عدد وكيـف ينـزَحُ طامى البحر في القلل
صـلى عليـك إلـه العـرش مـا سجعت ورق الحمـام ومـاس البـان بالشمل
مـــع الصــلاة ســلام لا يفارقهــا لا ينتهـى ابـدا يـا منتهـى أملـى

غالي بن المختار فال البوصادي.

شاعر، من أعيان علماء شنقيط، عقد قبيلته الوسيط، اشتهر باللغة والسيرة، كان فاضلاً ديناً، وفيه يقول حرم بن عبد الجليل العلوي أبياتاً أولها:

لله درك ما أغلاك من غالي يا ذا البصادي وما أعلاك من عالي

أنشد يوماً في مسجد قومه، أبياتاً حساناً من شعره، فلم يطربوا لها لأنهم ليسوا من أهل ذلك الفن، فقال لهم: ليتني لم أكن منكم.

قصائد أخرى لغالي بن المختار فال البوصادي