حل بي نظمكم باحلى المواقع
الأبيات 39
حـل بـي نظمكـم باحلى المواقع قـول لطـف ظـرف الدعابـة جامع
ورغبتــم ومــن ذكرتـم حضـوري فـي حمـاكم وان اكـون المسارع
فجزاكــم عمـا اشـتهيتم خيـراً ربنـــا انــه مجيــب وســامع
واطــال الاعمـار منكـم ولا كـا ن لكــم بالــذي تحبـون فـاجع
وذكرتـم لنـا ضروباً من الحلوى الــتي تأكلونهــا بــالمرافع
وبهــا تصــنعون اقـراص شـيبا ن ولوزينجـــاً وغيــر صــنائع
ذا طعــام إن لــذ فهـو غليـظٌ كظـــةٌ للرغيــب غصــة بــالع
قلـت فـي وصـفه هـو اللَه نافع قـل علـى ثقلـه هـو الله دافع
فـانعموا بالتقـامه واسـتلذوا والعقــوا عقبـه رؤوس الاصـابع
ايـن هـذا ممـا هنا يصلح الطا هـي طعامـاً للهضـم يصـلح نافع
عندنا البحر نجتني افخر الاسما ك منـــه وتــأكلون الضــفادع
وجبــال نصـيد منهـا صـنوف ال طيـر مـا بيـن نـاهض ثـم واقع
واذا لـم يكـن هنـا غير ان ال حــر فيهــا يعيـش دون منـازع
فهـو يكفـي حظـا لقلبي وان سا لـت علـى غربـتي غروب المدامع
لــم تبقـى لـي الاراذل بالشـه بـاء مـن مـأرب ولا مـن مطـامع
لا ولا اشـــتهي ســـواكم ولا أر غـب فيهـا من بعد تلك الوقائع
غير قرب الفريدة اللطف ذات ال صـون والحسـن والذكا والبدائع
ربــة الفضـل والفضـائل مريـا نـا الـتي ذكرهـا يسر المسامع
والـتي أزانهـا الكمال اذا زا ن سـواها الحلـى وسدل البراقع
ذاك لا بــدع انهــا بنـت حـوا وحـديث التـوراة في الامر ذائع
اشــبهتها والام للبنــت طبعـاً اقـرب الشـبه مـا لـذلك دافـع
بيـد ان التفاح في البرد لا ين ضـج والطعـم منـه بالحمض فاقع
وهـو فـج كالخـل طعمـاً فان ما لـت الـى اكلـه فمـن ذا يراجع
غيـــر مســتنكرٍ محبتهــا الاح مـاض حـب النسـاء للحمـض شائع
مـا عسـى ان يكـون تفـاحكم ان لاثمارنــــا تحـــن الاضـــالع
ولـدينا الترنـج اضـحى يحـاكي اكــر التـبر فهـو اصـفر لامـع
وكـذاك الرمـان فـالحب كاليـا قـوت لونـاً والقشـر ابيض ناصع
يفضــلان التفـاح لونـاً وحجمـاً وانـا تعلمـون فـي ذيـن والـع
ذا غرامــي طفلا غلامــاً وشـيخاً وصـــبياً فـــتى وكهلاً ويــافع
ولــدينا مــن كــل فاكهـة زو جـان من عرفها شذا المسك ضائع
كــل ارضٍ لهـا نبـات لـذا يـخ تلـف النبـت بـاختلاف المواضـع
وبهــذي البلاد انــواع اثمــا رٍ فمـاذا النقـا ووادي الاجارع
وبــودي اذيقكــم ثمــر المـو ز الشـهي اللذيـذ يشـبع جـائع
وكـذا التمـر وهو كالشهد طعماً طلعـه كـالنجوم فـي الافق طالع
وطويـل الرمـاح مـن قصب السكر مصــاً فمــا رمــاح المعــامع
انمـا دبسـنا مريـق ومـا يغني وجــود الاشـياء والـدبس مـائع
فــاذا عـدت نحـوكم جئت منهـا بالهـدايا لكـم مـتى أبت راجع
مـا علـى اللّـه مـن عسير وإني لســميع الـدعاء بالـذل ضـارع
وهو حسبي نعم الوكيل وإن يخذل عبــدا وافــاه بـالقلب خاشـع
جبرائيل الدلال
28 قصيدة
1 ديوان

جبرائيل بن عبد الله بن نصر الله الدلال.

صحافي، له نظم حسن، من أهل حلب، مولداً ووفاة، أقام في باريس مدة عمل بها في جريدة (الصدى) العربية، لسان حال السياسة الفرنسية، واتصل بخير الدين باشا التونسي وقد ولي الصدارة العظمى بالآستانة، فانتقل إليها وأصدر فيها جريدة (السلام) وأقفلت بعد استقالة التونسي، فاشتغل ترجماناً، وكان يحسن التركية والفرنسية، ثم درَّس العربية في (فينّة) وعاد إلى حلب سنة 1884 بعد غيبة 20 عاماً، فنظم قصيدة أغضبت القسيسين، ترجم بها شعراً لفولتير (Voltaire 1694 - 1778) مطلعها:

عسرت لك الأيام في تجريبها وسرت بك الأوهام إذ تجري بها

وللقسيسين رأي معروف في فولتير، فوشوا إلى الحكومة بجبرائيل، فسجنته، ومات في سجنه، وجمع ابن أخته قسطاكي الحمصي منظوماته في كتيِّب سماه (السحر الحلال في شعر الدلال- ط).

1892م-
1310هـ-