الأبيات 22
يـا مـن لقتـل الشجي تعمد وزاد دلا جفـــاه والصـــد
مهلا خــف اللـه فـي محجـب فــؤاده بــالغرام يوقــد
فجســـمه ناحـــل عليـــل وطرفـــه ســـاهر مســـهد
صــب غــدا حينــه قريبـاً جفـــاه محبــوبه وأبعــد
أدار كأســاً مــن مقلـتيه فمـال منهـا سـكرا وعربـد
وقـد حمـى عنـه كـأس ثغـرٍ حبابهـــا لؤلـــؤ منضــد
تـذود ذا الوجـد عـن لماه الـــواحظ ســيفها مجــرد
يشــهر حربــاً لمـن عصـاه وفــي فـؤاد المحـب يغمـد
جــــرده شـــادنٌ بـــديع قد تاه عجباً بالعطف والقد
أزرى ببـدر السـماء نـوراً وفــاقه بــالجبين والخـد
يلحــى علــى عشـقه عـذول أتهــم فــي لــومه وأبـج
ملـت ارتياحـاً اليـه لمـا كـــرر لـــي ذكــره وردد
بـاللَه يـا مقلـتيه رفقـاً مضـنا كمـا قد تجاوز الحد
وانتمـا يـا نهـديه صـدري عليكمـــا حســـرة تنهــد
ويــا قوامــاً لـه قويمـا لطعـن قلـبي لا تمـدد اليد
الا ترانــي دخلــت امنــا حمـى الأميـر السـامي محمد
مــولى لـه عنـدليب مـدحي علــى غصـون القريـض غـرد
تفعـــل اوصــافه بعقلــي فعل العقار الحالي المبرد
فكـر هـو الـبرق فـي مضاه عـزم حكـى الصـارم المهند
يــا ســيداً فضــله بحـزمٍ قصـر المعـالي بنـي وشـيد
دم ســالماً للعلـوم فخـراً وللمعــالي صــرحاً ممــرد
واقبــل بعفــوٍ قريـض خـلٍّ يهـدي اليـك الثنا المؤبد
جبرائيل الدلال
28 قصيدة
1 ديوان

جبرائيل بن عبد الله بن نصر الله الدلال.

صحافي، له نظم حسن، من أهل حلب، مولداً ووفاة، أقام في باريس مدة عمل بها في جريدة (الصدى) العربية، لسان حال السياسة الفرنسية، واتصل بخير الدين باشا التونسي وقد ولي الصدارة العظمى بالآستانة، فانتقل إليها وأصدر فيها جريدة (السلام) وأقفلت بعد استقالة التونسي، فاشتغل ترجماناً، وكان يحسن التركية والفرنسية، ثم درَّس العربية في (فينّة) وعاد إلى حلب سنة 1884 بعد غيبة 20 عاماً، فنظم قصيدة أغضبت القسيسين، ترجم بها شعراً لفولتير (Voltaire 1694 - 1778) مطلعها:

عسرت لك الأيام في تجريبها وسرت بك الأوهام إذ تجري بها

وللقسيسين رأي معروف في فولتير، فوشوا إلى الحكومة بجبرائيل، فسجنته، ومات في سجنه، وجمع ابن أخته قسطاكي الحمصي منظوماته في كتيِّب سماه (السحر الحلال في شعر الدلال- ط).

1892م-
1310هـ-