سلوا عن فؤادى مسبلات الذوائب
الأبيات 30
سـلوا عـن فـؤادى مسـبلات الـذوائب فقـد ضـاع مـن بين القلوب الذوائب
فلا سـلمت نفـس مـن الحـب قـد خلـت ولا كــان جفــن دمعــه غيـر سـاكب
ســبا مهجـتى لـدن المعـاطف أهيـف لــه لفتــات دونهــا كــل ضــارب
ولا عيـــب فيــه غيــر أن جفــونه بنتهــا علـى كسـر جميـع المـذاهب
وكــم أتقــى كســر الجفـون لأنهـا أعــدت لتفريــق السـهام الصـوائب
اذا ضــل عقلــى فــى ظلام شــعوره هــدانى محيــا منـه مصـباح راهـب
رقيــق رحيــق خصــره ورضــا بــه رمــانى بســهم مـن قسـى الحـواجب
تجــر فــؤادى ســين طرتــه ومــا ســمعنا بجـر السـين يعـزى لـذاهب
فلا تحسـبوا أنـى تصـنعت فـى الهوى فوجـدى قـديم لـم يـزل غيـر كـاذب
بنفســى لــويلات الوصــال وحبــذا زمــان وصــال كـان عـذب المشـارب
أمـا وعيـون العين لا شيء في الدنى ألــذ لنفســي مـن حـديث الحبـائب
علـى مَ تـرى يـا بـدر هجـري واجباً وفيـم تـروم البعـد مـن كـل جـانب
وحــتى مَ لــم تنظــر إلـيّ واننـي أنا الجار ذو القربى بعين المراقب
يفنــدني فيــه العــذول ومـا درى بــأن ســناه ضــوء سـود الغيـاهب
وحـبى لـه لـم يخـف فى الكون أمره كحــب العلا مصــباح أفـق الجـوائب
هـو الماجـد المفضـال أحمد من دعا بفـارس ميـدان الـوغى فـى الكتائب
لـه اللـه مـن مولى تفرد فى الورى بأوصـــاف مجـــد لا تعــد لحاســب
ســـجيته نصـــح العبــاد لأمرهــم وهمتـــه أضــحت بهــام الكــواكب
فــتى كلمـا أجـرى يراعـا بنـانهض لتحريــر ألفــاظ اصـطلاح التخـاطب
تـرى الـدر يزهـو مـن سـموط سطوره علـى صـفحات الحسـن مـن دون حـاجب
تحلــى بكــل المكرمــات فكـم لـه مــآثرُ لا تخفــى وكــم مـن منـاقب
لقـد شـاد بيت العز من بعد أن عفا فعـادت لـه النعمـاء مـن كـل جانب
وحـــاز بمضــمار البلاغــة غايــة بهـا فـاق بـل أضـحى مناخ المطالب
إذا مــا رأى ســحبان فارسـنا درى فصــاحته مــن لفـظ كنـز الرغـائب
فــأنت الــذي قــررت كــل فضـيلة وأنــت الـذي علمـت صـنع الغـرائب
تنزهــت عــن نـدٍ فلا غـرو أن تُـرى مـدى الـدهر فرداً في صدور المواكب
فيـا سـيدا قـد طاب فى الناس سيره كمــا أنــه مـن نسـل قـوم أطـايب
بفضــلك فاقبــل بنـت فكـر تزينـت بمــدحك لا ممــا حــوت مـن عجـائب
ودم ســالما فــى بسـط عيـش مؤيـد بــأمن وحفــظ مـن جميـع النـوائب
ولا زلــت أصــلا للجميــل ومحتــدا حميـد المسـاعى فى الورى والعواقب
عمر الأزهري
9 قصيدة
1 ديوان

عمر بن عبد الله الأزهري الصاردي الهاشمي.

ينتسب إلى عقيل بن أبي طالب، من شيوخ السودان وأدبائهم، ولد في الصوفي (من أعمال القضارف بالسودان) وتعلم في الأزهر، وعاد إلى السودان، فولي القضاء في عهد المهدية فأقام إلى أن توفي.

له شعر حسن.

1915م-
1333هـ-