الصبا في سوق أزهار الربيع
الأبيات 37
الصـبا فـي سوق أزهار الربيع أقبلــت تمتـار طيـب المنـدل
فغــدت تبتــاع منهـا وتـبيع نشــر ذيــاك العـبير الشـمل
سـعد هـذا الروض مطلولا الأديم والصــبا رقـت حواشـي مرطهـا
ســرحت وفرتــه كــف النسـيم فهـي تفلـي جعـدها مـن سبطها
وإذا رجلــت الــورد الشـميم نــثرت أوراقــه مــن سـمطها
خـل عـن نضـوك في هذا المربع وامـش واسـتقبل هبـوب الشمال
دونك النوار ذا الشكل البديع فـاجتن واشـمم أو اشمم واجتل
أتــرى سـعد الشـقيق الأحمـرا هــو مـن خـدي حبيـبي سـرقوه
وتــرى هـذا الغـزال الأعفـرا فبمــن أهــواه عينـا شـبهوه
وشـذا القيصـوم حيـث انتشـرا مثلــه يوجــد والشـاهد فـوه
والأقـاح افـتر عـن ثغـر لموع حاكيــا مبســمه فــي الرتـل
وبكــى النرجـس والطـل دمـوع وحكــى منــه ســواهي المقـل
يـا بلقسـي وأرانـي قـد فديت أنفــس الأنفــس مــن عشــاقه
مـن رشـاً فـي خـده ورداً رأيت أحــدقت فيــه ظبــا أحـداقه
فهـو يحميـه ومـا منـه جنيـت ايـــرى لحظــي مــن ســراقه
ملـق أبصـر مـا بـي مـن ولوع فأشــاب الجــد بعــد الهـزل
وعلـى الحـالين الفـاني مطيع وهــواني فــي هـواه لـذ لـي
مسـترقي هـو بـاللحن الرقيـق يتعاطـــاه بألفـــاظ حســان
غنـج يـزور عـن مثـل الشـقيق ورشـا يفـتر عـن سـمطي جمـان
ثغــره والريــق كـأس ورحيـق لـم ير الراووق يوما والدنان
غيــر أنـي رشـفه لا أسـيتطيع ولعمــري هــو أقصــى أملــي
أنـا مـالي غير دمعي من شفيع وهــو لا يقبلــه مــن قبلــي
ذو دلال دلنــي حتفــي عليــه فجفــا لا قــدر اللــه جفـاه
وأنـا الصـعب وطـوعي في يديه فمـتى أرجـو خلاصـي مـن هـواه
فـاليه المشـتكى مـن مقلـتيه أنــا لا أشـكوه يومـا لسـواه
مــن سـهام لا تقيهـن الـدروع وهـي فـي غيـر الحشى لم تنصل
فبعيـن الحـب إن أمسـى صـريع وأنــا مرمـى العيـون النجـل
مـا لمـن أهـواه يومـا لا يفي بــذمامي والوفــا مـن شـيمي
أنــا مــالي لا أرى خلا وفــي يحفــظ الــود ويرعــى ذممـي
أســفي لـو كـان يجـدي أسـفي حيــث لـم أحـظ بغيـر النـدم
ضــاع ودي وكـذا الـود يضـيع عنـد ذي قلـب مـن الـود خلـي
أنـا مـازلت علـى حسن الصنيع وعلــى غيـر الوفـا لـم يـزل
مـن عـديري فيـه والعذر هواه ولقـــد لاح بخــديه العــذار
أكمـــام وشـــقيق وجنتـــاه أم هـو الريحـان حول الجلنار
كســر الجفـن وذا سـيف نضـاه كيــف لا ألقــاه إلا بانكسـار
ذو قـوام نوعـة الغصـن ينـوع وسـوى بـدر السـما لـم يحمـل
صــعدة أشــرعه دون الشــروع مــن لمـاه وهـو أشـهى منهـل
حسن البهبهاني
18 قصيدة
1 ديوان

حسن بن محمد بن عبد الصمد المعروف بالبهبهاني.

فاضل أديب وشاعر لبيب.

ولد في النجف وبها نشأ، وأخذ العلم على شيوخها وأكمل القراءة والكتابة، ونظم الشعر.

وهو معدود في الطبق الوسطى من معاصؤيه.

توفي في النجف بعد مرض طويل من غلطة طبيب.

1943م-
1362هـ-