إن في باريس لي كشف السما
الأبيات 37
إن فـي بـاريس لـي كشـف السما فـوق قـوس النصـر لا فـي بطمـس
حيثمــا عـاينت فيهـا كـل مـا طــــاب للأعيـــن أو للأنفـــس
يا أخا الذوق على ذا القوس قف وأرسـل الطـرف إلـى كل الجهات
والـزم الحـذر فكـم طـرف خطـف عندما استعلى على ذي الباهرات
فـــترى كـــل جلال لــو وصــف مثــل الثـابت فـوق السـائرات
كــل شــيء حيــر العقـل كمـا حـــارت الأفكـــار بــالملتبس
وأعــاد الكــف يزجـي القلمـا مـــا لأقلام هنـــا مـــن أرؤس
غيـر رسـم النـور مـا جال هنا مصـــحباً مرأتــه المســتطهرة
إنمــا المــرأة تسـتجلي لنـا ورق الغصــن وتخفــي الثمــرة
فكســـاق نحــو ظــام قــدرنا حامــل الطاســات دون المطـرة
يـا صـحابي يممـوا هـذا الحمى أنتــم السـارون تحـت الحنـدس
تغنمـوا الصـبح وتعطوا علم ما كــل نطــق دونــه فــي خــرس
إننــي قــد جئت بـاريس العلا ورأت عينــاي مــا قــد سـمعت
شــمت مــا لا نظـرت عينـي ولا ســمعت أذنــي ولا روحــي وعـت
آه مــا هـذي المبـاني والملا هــل بــروج أم نجــوم طلعــت
كــل حــي أم جمــاد قـد سـما وبثــوب المجــد والكـبر كسـي
مشـهد يسـطو علـى العقـل بمـا فيـه مـن آي بهـا الـدهر نسـي
مشــهد هيهــات يجلـي للعيـان سـره مـا لـم تجـل فيـه الفكر
إنمــا الظــاهر حـظ الحيـوان بينمــا البــاطن حــظ للبشـر
كـل شـيء لـك فـي ذا الأفق بان يقتضــي درســاً طــويلاً وســهر
فهـو مـن إبـداع فكـر العظمـا فــي زمــان الغـال لا الأنـدلس
لـو أتـى هـذا الزمـان القدما ضرســـوا أيـــديهم بالضـــرس
أدار الطــرف علـى هـذا الأمـد وتأمــل ذي الـدراري الزاهـرة
والأنــابيب الـتي مثـل الغـدد تغـرز النـور لتغـذي الباصـرة
وانظـر الشـهب المنيرات الجلد كيــف ترنــو بعيــون حــائرة
غلــب الليــل هنــا فانهزمـا وتــوارى فــي عبــاب الأطلــس
فالســماء الأرض والأرض الســما ههنــا فــاعجب لـذا المنعكـس
وتـــرى كـــل رداح للغـــرام وضـــعت وهـــي عليــه تحمــل
ذات قــدّ هــو للحسـن المـرام صــنم والــردف منهــا هيكــل
أيـن مـن عنـده كالخوط القوام وكتــــل الرمـــل ردف عبـــل
أيهـا الشـاعر زر هـذي الـدمى تكتســب منهــن طيــب النفــس
هــن فـي بـاريس علـم العلمـا ولكـــل النــاس كــل الهــوس
مـا بـدت بـاريس في هذا السنا قــط لــولا حـب تجميـع النشـب
زينوهــا بالمبــاني والبنــا والغــواني والأغــاني والطـرب
فســـعى كـــل إليهــا ودنــا ينفــق الفضــة فيهـا والـذهب
ولـذا المـال عليهـا قـد همـى مثــل صــوب العـارض المنبجـس
خلســـة طوعيـــة مــا حرمــا فعلهــا قــط علــى المختلــس
فرنسيس مراش
30 قصيدة
1 ديوان

فرنسيس بن فتح الله بن نصر مرّاش.

أديب، من الكتاب، على ضعف في لغته، له نظم كثير، في بعضه جودة وجزالة.

مولده ووفاته في حلب، عمي في أعوامه الأخيرة.

له: (رحلة إلى باريس-ط)، و(شهادة الطبيعة في وجود الله والشريعة- ط)، و(غابة الحق- ط)، و(مشهد الأحوال- ط)، و(المرآة الصفية في المبادئ الطبيعية- ط) رسالة، و(مرآة الحسناء- ط) ديوان منظوماته.

1873م-
1290هـ-