صاح بي الدهر فاتبعت مسيره
الأبيات 26
صـاح بـي الدهر فاتبعت مسيره لأرى أيــن أيــن أيـن مصـيره
ظـل يحـدو ظعني على الأرض حتى ظلـع الظعـن والطريـق عسـيره
قلـت يـا دهـر هل قراري بعيد قـال لـي انظر بعينك الشريره
فتــأملت أيــن سـرنا وصـرنا وإذا نحــن وســط أرض كـبيره
قلـت هـذا المقـام قـال نعـم قلـت ومـا يـدعى فقال الحيره
قلـت لا خـرت ذا فحملـق مغتـا ظــاً كــوَحش بـأعيُن مسـتديره
قـال لي صه يا عاصياً فهنا قد سـقت كـل الـورى فما لك خيره
قلـت أنـى ولـم أجـد غير قفر فيـه أبكـي وحدي دموعاً غزيرة
قـال مـا أنت وحدك اليوم باك كــل عيــن بــدمعها مغمـورة
إنمـا المـرء لا يرى غير بلوا هُ فلابـن الإِنسـان عيـن قصـيره
فتمعنــــت برهـــة وإذا الأش يـاءُ بـانت لنـاظري والبصيره
قد رأيت الإنسان ملقى على الأر ضِ كملقــى بحـر بقفـر جزيـره
تائهـاً بائسـاً ودهر الشقا يد عـوهُ في التيه أن يكون سميره
يطلـب النصـر في منازلة البؤ سِ وهيهــات أن يصــيب نصـيره
وإذا مـا الآمـال سـرته فالخي بـة تـأتي لكـي تزيـل سـروره
كــل نفـس مطلوقـة أسـر قصـد وبقيــد الصـروف أضـحت أسـره
فــدموع تنهــل مـن كـل عيـن ترمـق الـدهر وهـي منهُ ضَريره
وقلــوب تضـج فـي لهـب اليـأ سِ مـن الفـوز بيـن غير وغيره
فملـوك تـدور فـي طلـب المـل كِ فتنمـي علـى الفنا مستديره
يسـتثيرون جمـرة العنف والدن يـا عليهـم نار العفاء مثيره
ورجــال مــن كـل وصـف وصـنف وذوات مــن كــل شـأن وسـيره
كلهـم راقصـون فـي مرسح الدن يـا وكـل يبكـي بعيـن كسـيره
وكـذا الكـل منشـد نغمة العي شِ ويشـــكو ســروره وشــروره
فجميـــع الأنــام راكضــة رك ضـاً إلى القبر وهي عنهُ نفوره
عنـد مـا هـذه الجـرائح بانت لــي ودهـري أفـادني تعـبيره
قلــت واللَــه لا طربـت بعيـش فـي زمـان أنـا غـدوت خـبيره
فرنسيس مراش
30 قصيدة
1 ديوان

فرنسيس بن فتح الله بن نصر مرّاش.

أديب، من الكتاب، على ضعف في لغته، له نظم كثير، في بعضه جودة وجزالة.

مولده ووفاته في حلب، عمي في أعوامه الأخيرة.

له: (رحلة إلى باريس-ط)، و(شهادة الطبيعة في وجود الله والشريعة- ط)، و(غابة الحق- ط)، و(مشهد الأحوال- ط)، و(المرآة الصفية في المبادئ الطبيعية- ط) رسالة، و(مرآة الحسناء- ط) ديوان منظوماته.

1873م-
1290هـ-