هو البارق العلوي ينبض عرقه
الأبيات 32
هــو البــارق العلــوي ينبـض عرقـه وتجلــو لــك الآثـار فـي الأرض مزنـه
وميـــض مـــن الآراء لا مــا تخــاله وقطـــر مـــن الأقلام لا مـــا تظنــه
ومــا السـيف مصـقول الفرنـد بمـائج كمــا مـاج مـن عضـب البصـيرة متنـه
إذا ملــك الانســان رأيــاً ومزبــراً تمنــع عــن فتــح الملمــات حصــنه
وكيــف وعضــب الــرأي يبهــر ضـربه وزج اليــراع الصــلب يبهــر طعنــه
ألا قطعــت مــن زنــدها يــد كاســل مقيــم علــى لهــو وقــد جـد ظعنـه
يشـيد مثـل الصـرح جسـماً علـى الهوى ويهـــدمه مــن حيــث يثبــت ركنــه
فيــا راكـب الخمسـين والعيـش مشـرع تصــادم فــي روع مــن الـذعر سـفنه
أمالــك مــن أمــارة الســوء زاجـر يســوس لــك الجــاش الــذي لا تعنـه
فهـل بعـد عـوز الماء عن مغدر الصبا يرنـــح فــي غــض الشــبيبة غصــنه
أتــى الشـيب بالشـهباء وهـي كتيبـة بهـــا حــزب خطــب مرهــب مرجحنــه
يبكيــه إرجــاف الظنــون ومـن بكـى لهــا حــق أن لا تضــحك الـدهر سـنه
وتســـهره الآمـــال والفــوز ضــائع عليهــا كمـا قـد ضـيع النـوم جفنـه
شـرى الحسـن مـن بـاع الحيـاة بموته ولا ثمـــــــن إلا الملام وغبنــــــه
هــوى بجنــاح الطيــش ينفــض ريشـه وأصـــبح رهـــن الـــذاريات مكنــه
يفــاخر فــي تلــك الرفـاة دفائنـاً يعـــز عليهـــا أن يـــؤخر دفنـــه
إذا ما اقتفى المرء الذليل ابن نفسه بـــأخلاقه فــالعز أن تقبــل ابنــه
أرى المجـد فـي الإنسـان ثغـراً يسـده ونهجــاً علــى الـذكر الجميـل يسـنه
جمـــال الفـــتى إحســانه وجميلــه وليــس جميلاً بــالفتى الضــرب حسـنه
وليـــس ســواء مــزئر حــول غيلــة وبــــاغم ســــرب يشـــرئب أغنـــه
يــدك ابــو الأشــبال هضــبة قرنــه وخشــف الظبــا بـالقهر يكسـر قرنـه
أحــب المخلــى يطلــق الجــد رأيـه وأبغضـــه والقيــد بــاللهو ســجنه
وأعشــق مــن تصــبو الفنـون فـؤاده فلا فـــن إلا وهـــو بالجـــد فنـــه
وأهــوى نزيفــاً جــامه مــا يصـوغه والفــاظه الصــهباء والفكــر دنــه
جلاهــا ســراجاً فـي العبـوق ومثلهـا توقـــد فــي قلــب الدجنــة ذهنــه
أمنــت بهــا خطــف المخــاوف انمـا تخوفهــا مــن طــال بــالنوم أمنـه
فشــمر لهــا ذيــل المجــد وردعهـا بــه خــاطب العليــاء يعبــق ردنـه
فـدىً لمنيـر الليـل فـي جمـرة الذكا خمـــود دخـــان الموقـــدين يجنــه
إذا مـا جـرى ذكـر المصـافات للعلـى تراكــض مــن خلــف الــترائب ظعنـه
يســل كهامــا مــن لسـان وكـم نبـا وفــي لمــس أعــراض الكــرام يسـنه
فلـــم يمتلـــي إلا بنقـــص صــواعه ولــم يســتقم إلا علـى النحـس وزنـه
أحلتــه أحلام الكــرى منبــت المنـى فــاهزله المرعــى الـذي فيـه سـمنه
جواد الشبيبي
50 قصيدة
1 ديوان

الشيخ جواد بن محمد بن شبيب بن إبراهيم بن صقر البطايحي الشهير بالشبيبي الكبير.

عالم جليل، وأديب فذ، وشاعر خالد.

ولد ببغداد، وتوفي والده ولم يتجاوز الأسبوع من عمره، فرحلت به أمه إلى النجف، وتربى على جده لأمه الشيخ صادق أطيمش في الشطرتين، فأخذ عنه الشعر والأدب والعلم.

ثم رحل مع أمه إلى النجف سنة الوباء 1297، ثم إلى بغداد حيث توفي هناك ودفن في النجف.

1943م-
1363هـ-