رمت بين الترائب والشغاف
الأبيات 35
رمـت بيـن الترائب والشغاف بقايـا القلب ثالثة الأثافي
والـوت بـالهوادي مـن لـوي فمـالت فـي أخادعها الضعاف
تنيف على الجبال بها رزايا تحـض بهـا الغطارف من مناف
تشـف علـى منـازل حـي فهـر بها النكباء عاصفة السوافي
لهـا طرف المباني قد تهادت فأمسـت وهـي واهيـة الطراف
بهـا البلـدي يندب عن وجيب يشـاطر فيـه نـزال الفيافي
واظهرهـا اقشـعرت مـن نعـي علـى الذكوات مرهوب الهتاف
وفـي وكناتها العقبان القت لهائلهـا القوادم والخوافي
أناسـفة بأحمـد ركـن صـبري هتــت علـي أروقـة السـجاف
لقـد جـاذبت منـه شريف أصل تميــد لفقـده فرعـاً شـراف
عزيـز ان يطـاوع وهـو صـعب وتعصـيني بـه عـرب القوافي
لقـد كفـأت بـه كف الرزايا دويـن الشرب أقداح التصافي
وغــض شــبيبة كـالخوط غـض لـواه الحتف في زمن القطاف
فلا مــرح يميــل بـه ولكـن لمـا يعلـوه من ثمر العفاف
فيـا ري الصـدى جففـت ريقاً عليـك وأنـت رقـراق النطاف
شـمائل كنـت أحسـبها شمولاً شـربت لفقـدها مـر الـذعاف
وأخلاق بنشــوتها انتشــينا وملنــا عـن معتقـة السـلاف
ويـا شمسـاً تحجبها المنايا برغمــي أن تكـور بانكسـاف
ويـا غصن المعاطف كيف أضحت تميل بك المنون إلى انعطاف
أليفـي قـم تلاف قـواي إنـي أراك رحلــت عنــي بـائتلاف
رحلـت ومـا رعيـت عهود ودي كأنـك قـد عزمـت علـى تلافي
أواصــل قاطعيـك بـأي عـذر تــبيت وأنــت للخلاق جــاف
يعالجـك الطـبيب وليس يدري بأنـك مـن عيـاء الداء شاف
كفـى حزناً عليك بأنك قنعنا مـن الأيـام بعـدك بالكفـاف
جرحـت العين فانبعثت رعافا وليـس العيـن جارحة الرعاف
ألا لِلّــه نعــش منـك ترمـى لـه الأضـلاع وجـداً بالثقـاف
تقـل عواتـق العلمـاء منـه سـريراً فـوق موج الدمع طاف
فقـل بـالليث عريسـا تهادى أمـالهم وليـس إلـى الزفاف
أكلـت دما إذا أنا لم أصير مطـافي فـي ضـريحك واعتافي
وإن أنـا لـم أوفي حق حزني عليـك فلسـت بالخل الموافي
ولـولا صـبر عمـك مـا ندبنا لـدى الجلى بألسنة القوافي
إمـام هـدى عليه قد اتفقنا برغـم العـاكفين على الخلاف
وطـود حجى ومنه قد التجأنا إلـى ظـل علـى العافين ضاف
وبحـر ندى ومنه قد ارتوينا إذا ما الغيث أخلف بالنطاف
خلا عمـا سـوى الأحكـام قلباً وبـــالمعروف ملآن الصــحاف
جواد الشبيبي
50 قصيدة
1 ديوان

الشيخ جواد بن محمد بن شبيب بن إبراهيم بن صقر البطايحي الشهير بالشبيبي الكبير.

عالم جليل، وأديب فذ، وشاعر خالد.

ولد ببغداد، وتوفي والده ولم يتجاوز الأسبوع من عمره، فرحلت به أمه إلى النجف، وتربى على جده لأمه الشيخ صادق أطيمش في الشطرتين، فأخذ عنه الشعر والأدب والعلم.

ثم رحل مع أمه إلى النجف سنة الوباء 1297، ثم إلى بغداد حيث توفي هناك ودفن في النجف.

1943م-
1363هـ-