إليك فؤاداً لا تمل نوادبه
الأبيات 31
إليــك فــؤاداً لا تمــل نـوادبه ودونــك دمعــاً لا تغــب سـواكبه
لعمـر أبي لم يبق في القوس منزع غـداة حـدا الحـادي وزمت ركائبه
ودار التصـابي بـأن للبين رسمها ونيـل دجـى الأيـام مـدت غيـاهبه
هـو الـدهر لا يلـوي لشاكٍ تقاذفت بــه غمــرات أردفتهــا سـحائبه
فكـم صـال فتكـاً غيـر مثنٍ عنانه لســلم وكـم كـرت لحـرب كتـائبه
أبـاد ذوي التيجـان مـن عهد آدم وكسـرى علـى ذحـل قضـى ومرازبـه
ولا مثـل طـود غـاله غـائل الردى فمــادت أعــاليه ودكـت جـوانبه
وبحــر بعيــد المـد عـب عبـابه وقـد طبـق الـدنيا وجاشت غواربه
وبــدر علــومٍ قــد تغيـب نـوره فـاظلم أفـق الـدين واغبر جانبه
فـذاك علـى نجـل جعفـر مـن سـمت علـى هامـة الجوزاء فخراً مناقبه
قضـى فقضـى الـدين الحنيفي بعده وســدت لعمــري طرقــه ومـذاهبه
أقول على الدنيا العفا إن عصرنا لقـــد كــثرت زلاتــه وغرائبــه
وهـا أنـا مـذ نيطـت على تمائمي يحــاربني يــا ويلــه واحـاربه
ومـن حـارب الأيـام والدهر جاهداً فأجـدر بـه أن ينثنـي وهو غالبه
ذرونـي أسـل مـاء الجفون لتنطفي لواعـج مـا ضـم الحشـا وجـوانبه
فـي النفـس أمر ضاق عن وسع بعضه برغمــي أكنـاف الحمـى وسباسـبه
ويـا طالمـا ضـر الحليم اصطباره وجرعــه الـورد الـذعاف مشـاربه
لتبـك المعالي ما استطاعت لماجد مضـى فمضـت من ذا الزمان أطايبه
وتبكـي علـوم الآمال مبدي عويصها إذا مـا ظلام الجهـل مـدت غياهبه
فيـا هـاجراً حاشـاه لا عـن ملالـةٍ وتــراك وجــد لا يبــارح لاهبــه
علمنـا بـأن العلـم قـوض والأسـى تزايــد والسـلوان عـزت مطـالبه
تعـاظم هـذا الخطـب فالناس واجد أباعــده فيــه اسـتوت وأقـاربه
أعزيكــم يـا آل جعفـرٍ عـن فـتىً بعيـد منـاط الفخـر جـم مـواهبه
أخـو همـم لا الـدهر بـالغ شأوها وصــارم عــزم لا تفــل مضــاربه
وبحـــر علــوم لا يمــل حــديثه جليـس ولم يكتب سوى الخير كاتبه
وثــم معــال لا أطيــق عــدادها ثناءاً وهل يقوى على الرمل حاسبه
فصـبراً بني العلياء فالصبر مغنم تبشــر بــالأجر الجميـل عـواقبه
فـأنت جبـال الحلـم فـي كل أزمةٍ وطــالعه وقــف عليكــم وغـاربه
نجــوم سـماء كلمـا انقـض كـوكب بـدا كـوكب تـأوي إليـه كـواكبه
ولا زال رضــوان المهيمـن واصـلاً ثـرى حلـه مـولى الفخـار وصاحبه
ولا بـرح الرحمـن يهـدي له الحيا وكـل امـرئٍ يهـدي لـه ما يناسبه
إبراهيم صادق
45 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن صادق بن إبراهيم بن يحيى العاملي الطيبي.

شاعر، من أهل قرية الطيبة من جبل عامل بلبنان مولده ووفاته فيها.

أقام بالنجف 27 سنة تعلم فيها الأدب وفقه الإمامية.

له منظومة في (الفقه) نحو 1500 بيت. وشعر كثير عالي الطبقة.

1867م-
1284هـ-