طالعت نعشك والقرين الفرقد
الأبيات 47
طـالعت نعشـك والقريـن الفرقد لا تعجبـوا فـالنعش فيـه محمـد
رفعتــه أملاك الســماء مظنــةً إن الســماء لهـا إمـام يلحـد
وهبطـت فـي وادي الغـري لتربةٍ لـك فـي صـفايحها مـزار يعبـد
فــي مشــهد ضـجت مـآتم أهلـه أســفاً عليــك فكـل دارٍ مشـهد
للَـه تربتـك الزكيـة كـم بهـا عكفـــت ملائك ركـــع أوســـجد
وتضــمنت علمـاً وحلمـاً راسـخاً ونـداً وبـدر هدىً وفيها السؤدد
واسـتنزلت فلك المكارم وانطوى فيهــا خضــم بالفضـائل مزبـد
عجبـاً لهـا ضـمت مـآثرك الـتي مـن دون عـدتها الرمـال يعـدد
يـا ظاعنـاً عنـا وخلـف جـذورةً فــي قلــب كــل موحـدٍ تتوقـد
أبــداً فلا نـار تبـوخ ولا حشـاً منــا تقــر ولا عيــون تجمــد
وأضــالع مقرحــةً وطـرف أرمـد وحشــاً مؤججــة وعيــش أنكــد
وأضــالع مســجورةً بلظـى جـوىً وحشاشــة طــاحت ووجــد سـرمد
مـن للأمـائل فـي شـواكل دينها مـن للأرامـل بعـد يومـك يرفـد
مـن للسـداد وقـد تعتفـي نهجه فأغــار أقــوام وقـم أنجـدوا
مـن للعبـاد وقـد أضاعت رشدها في الدين والدنيا وأنت المرشد
مـن للياتـامى كـاليء أو كافل مــن للأيــامي مسـعف أو مسـعد
مـن للأنـام مـن المهالـك منقذ مـن للمـروع مـن الحوادث منجد
مــن للممالــك سـاعد ومسـاعد ولأنـت طالعهـا السـعيد الأسـعد
مـن فـي ثغـور المسلمين مرابط رصـد وأنـت لها الرصيد المرصد
مــن للشـريعة جـامع لشـتاتها فالشـمل منهـا إذ نعتـك مبـدد
مـن للمحـاريب الـتي أحييتهـا متبتلاً فـــي ليلهـــا تتهجــد
أقـرت بعـد مفـاخر بـك قد زهت والسـيف مـن بعد الضريبة يغمد
ومرحـت فـي سـعة الجنان وكظنا ســجن بحـافته الصـواعق ترعـد
مــاذا أقــول معزيـاً إخـوانه ولهــم حجــى راس علاه ومحتــد
قـل يا أبا المهدي لا تجزع فما حــي وإن طــال البقـاء يخلـد
وهـو العليـم بـأن عاقبة الأسى في النشأتين على العواقب تحمد
وبعـــزه ســـلوان آل محمـــدٍ وبغيـر شرعته الورى لم يقتدوا
رمـز الكتـاب بأنه النجم الذي لـولا سـناه عليهـم لـم يهتدوا
ضــرب الجلال عليـه رائق روقـه وعلـى شـمائله الخناصـر تعقـد
يـا آل جعفـر أنـت البحر الذي هـو للعوالم في العلوم المورد
ولأنتـم الـبيت الحـرام لنا به أمـن وينجـح فـي فنـاه المقصد
لكم المساعي الغر والمدح التي فيهــن ألســنة الثنـاء تغـرد
لكـم الأيـادي المالكات رقابنا طـراً فنحـن لكـم جميعـاً أعبـد
شــيدتم الإسـلام وانتقضـت بكـم ملــل الضــلال تنصــر وتهــود
وإذا ادعيـت لكـم مقامـاً دونه زحـل فـأقلام الفضـا لـي تشـهد
لا يســـتهل وليــدكم إلا بمــا فيـه شـعار الـدين سـاعة يولد
أثـر المفـاخر فـي سواكم مرسل وحــديث فخركــم صــحيح مسـند
إن غـاب منكـم سـيد عنـا يقـم فينــا بأعبــاء الأمامـة سـيد
أصــل لكــل فضـيلة فصـل بكـل قضـــية ملـــك مطــاع أصــيد
فــرع قــويم بــاب علـم جنـة مســتحقب نقــل الشـريعة سـيد
بـالرأي فـي فصـل الخطاب مؤيد بـالوحي فـي علـم الكتاب مسدد
يـا مفـرداً فـي حضـرة أنست به وكـذاك مـن سـكن المقابر مفرد
كـم لـي علـى مثواك وقفة ناشدٍ لـو كـان يسـمع ميـت مـن يشند
أرثيـك يـا مـن لم أحط بثنائه ومـن المحيـط بعـد مـالا ينفـد
فـي زفـرة حنت الضلوع على حشاً ذابـت فهـاهي لـي قـذاً تتصـعد
أو حســرة تزجـي سـواجم عـبرةً فــي أجرعيـه فمـبرق أو مرعـد
منــي إليــك تحيــة موصــولة مـا إن تـزال بها الملائك تصعد
إبراهيم قفطان
34 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن حسن بن علي، بن قفطان، من آل رباح.

فاضل، من شعراء النجف، ولد توفي بها.

له كتاب في (الرهن) وأكثر شعره في التهاني والمدائح والمراثي.

1862م-
1279هـ-