اهداء الكتاب
الى سادة اللهفة
المنحدرين من زمن ماحمل رجاله يوما
ساعات في معاصمهم
مثلهم لا يباهي بألماس الوقت بل بجمره
الجزائر 1973
بيروت2014
على مدى عمر خنت الشعر
كنت دائمة الانشغال عنه بكتابة ما يفوقه شاعرية
حرصت أن تكون الحياة هي قصيدتي الأجمل
لا تبحثوا في هذه النصوص عن أشعاري
ما هذه المجموعة سوى مراكب ورقية لامرأة
محمولة على أمواج اللهفة ما ترك لها الحب
من يد سوى للتجذيف بقلم.
أحلام
هذا الديوان من إعداد الباحثة بيان بازرباشي وكتبت في مقدمتها للديوان تقول:
لابد من بداية الأمر أن أقول انني من المعجبين بالروائية أحلام كتبت ما تعجز عنه غالبية النساء عن الإفصاح به
من مشاعر مكبوتة أو ظلم وما تعانيه في هذا المجتمع من رجعية تفكير وعادات تجعل المرأة في مواقف عاجزة
لا هي قادرة على الرد ولا هي قادرة حتى عن التعبير عن مكنوناتها الداخلية ولا على تغيير ما تعانيه من قهر
بواقعها المجبورة على العيش فيه حسب ما يريده الاخرون فيقتلون طموحها واحلامها ويعصفون عليها كبراكين
بحمم نارية ضد مستقبلها أو ما تكابده من جهد في مجتمع ذكوري يجعل الرجل هو المنتصر في جميع
المراحل الحياتية.
لم تكن عزيزتي أحلام ضد الرجل أبدا بل كانت تكتب ما تشعر به جميع النساء بكت بدموعهم وعاشت واقعهم
فتمثل واقعا متجسدا بأحرف وكلمات جعلتني أبكي تارة وتارة أخرى أشعر بالغضب وأخرى بالرغبة في تغيير هذا الرأي فأنا بالنهاية من ضمن كلماتها وحروفها وجسدتني برواياتها الآسرة التي أخذتني لعالم واقعي لحظي
وعلى المستوى الشخصي كنت أبحث عن كلمات لتواسيني بضياعي ولأنسى ما عانيته ولا أعرف ما الذي جعلني
أشتري أول رواية وهي النسيان وبدأت أدخل في أعماق الأحرف وأغوص في محيط عباراتها كسفينة من المشاعر
المكبوتة.
ومن أروع ما قرأته في رواية النسيان بعض الجمل التي غيرت كثيرا في أسلوب تفكيري
ص66
(ان رجلا غير مبال بألمك ليس أهلا لحزنك عليه فلا تمنحيه زهو أن يشمت بك قبل أن تبكي وتذبلي في انتظاره
اسألي نفسك إذا ما كنت واثقة من أنه على الطرف الآخر ثمة عاشق ولهان قادم من العصور الغابرة يبكيك في تلك
اللحظة ويخلص لغيابك... بربك ...كفى حماقة)
وما قالته ص77 في الرواية
(ادخلي الحب كبيرة واخرجي منه أميرة لأنك كما تدخلينه ستبقين ارتفعي حتى لا تطال أخرى قامتك العشقية)
وقولها: ص194
(كم من قصص حب كان يمكن انقاذها لو فكر العشاق بمنطق الموت لا بمنطق الحياة)
وفي رواية ذاكرة الجسد ص44
(دعيني اعترف لك بأنني في هذه اللحظة أكرهك وانه كان لابد من أن أكتب هذا الكتاب لأقتلك به أيضا
دعيني أجرب أسلحتك فربما كنت على حق ماذا لو كانت الروايات مسدسات محشوة بالكلمات القاتلة لا غير)
ولا ننسى رواية الأسود يليق بك
(قرأت يوما أن راحة القلب في العمل وأن السعادة هي أن تكون مشغولا إلى حد لا تنتبه أنك تعيس)
وبصراحة لم يكن لدي معرفة بأن رواياتها ذاكرة الجسد وفوضى الحواس وعابر سرير ما هي الا سلسلة متتابعة
ولها أيضا (قلوبهم معنا وقنابلهم علينا ) وكتاب( شهيا كفراق) لم يتسنّ لي أن أقرأها بعد لأقول أي شي عنها
ولكن لا بد أن أقرأها فأنا عاشقة أحرف أحلام ولن أستطيع إيقاف فضولي تجاه كلماتها
وعندما قرأت ديوان "عليك اللهفة" وجدت أنه ما هو الا واقع شعري لرواياتها التي قرأتها
"النسيان" و"ذاكرة الجسد" و"فوضى الحواس" و"الأسود يليق بك"
فعزيزتي أحلام فاجأتني بكلماته هو شرارة وشعلة وكمية هائلة من المشاعر الفياضة وتشعر وكأنها كتبته بدموعها وأهاتها أو بالمعنى الأصح بدموع النساء جميعاً.
بيان