عن الشاعر

إدريس بن سليمان بن يحيى بن مروان بن أبي حفصة (1) أبو سليمان: شاعر من مخضرمي الدولتين، من نوابغ بني ابي حفصة، لم تصلنا ترجمة ابن المعتز له في "طبقات الشعراء" وهو أخو مروان الأكبر وقد نقل عنه البيهقي صاحب "المحاسن والمساوئ" سيرة أخيه مروان بالكامل وهي من نوادر الأخبار تقع في زهاء عشر صفحات اولها: (فحدثنا إدريس بن سليمان بن يحيى بن يزيد بن أبي حفصة قال: كان سبب اتصال مروان بخلفاء بني العباس أن جارية يمانية أهديت إلى أبي جعفر المنصور فأنشدته شعراً لمروان) وأخبار إدريس تشهد أن بينه وبين أخيه مروان فارقا كبيرا في العمر، والتبس أمره على كثير من المؤرخين فأهملوا ذكره

قال الصفدي: (كان أعور وكان الواثق يقول ما مدحني أحد من الشعراء بمثل ما مدحني به  إدريس ) وأم جده يحيى تحيا بنت ميمون من ولد النابغة الجعدي. (انظر ما حكاه ابن خلكان عنها وعن نوابغ بني أبي حفصة في آخر ترجمة مروان بن أبي حفصة، وفيه أنهم اعرق أسرة في الشعر بعد أسرة حسان بن ثابت) ويحيى هذا وكنيته كما يقول ابن خلكان "ابو جميل" (2) هو ممدوح جرير بالقصيدة التي يقول فيها:

أزاداً سوى يحيى تريد وصاحباً         ألا إن يحيى نعم زاد المسافر

قال المرزباني في الموشح في ترجمة مروان بن أبي الجنوب: (وحدثنا محمد بن يحيى =يعني الصولي=، قال: كنّا يوماً عند عبد الله بن المعتز، فقرأ شعراً لمتوّج بن محمود بن مروان الأصغر ابن أبي الجنوب بن مروان الأكبر، وكان شعراً رديئاً جداً، فقال أشبِّهُ لكم شعر آل أبي حفصة وتناقصه حالاً بعد حال فقلنا: إن شاء الأمير. فقال كأنه ماء أسخن لعليل في قدح ثم استغنى عنه، فكان أيام مروان الأكبر على حرارته، ثم انتهى إلى عبد الله ابن السمط، وقد برد قليلاً، ثم إلى إدريس بن أبي حفصة، وقد زاد برده، وإلى أبي الجنوب كذلك، وإلى مروان الأصغر، وقد اشتد برده، وإلى أبي هذا متوّج، وقد ثخن لبرده، وإلى متوّج هذا، وقد جمد فلم يبقَ بعد الجمود شيء).

وقد ترجم ابن النديم لمن نبغ من الشعراء من هذه الأسرة وهم عشرة، منهم محمد ولد إدريس هذا، (انظر ديوانه في الموسوعة).

وأخبار هذه الأسرة تعج بالأباطيل، فيقال إنهم في أصلهم يهود من احفاد السموأل (3)، ويقال إنهم عرب من عكل من كنانة، واستمروا ثلاثة قرون على مناصبتهم العداء لأبناء الإمام علي بن أبي طالب (ر)، منذ مقتل عثمان بن عفان (ر)  وحتى مقتل المتوكل العباسي، لذلك نرى بعض المؤرخين يلحق ذكرهم بقوله: (لعنهم الله). كما فعل الخالديان في "الأشباه والنظائر"

واما إدريس فكان  من أصدقاء إسحاق الموصلي صاحب كتاب الأغاني الكبير، وفي كتاب الأغاني لأبي الفرج طائفة من أخباره، معظمها مما حكاه حماد بن إسحاق الموصلي عن ابيه. ومن طرائف ما حكى عنه حديثه عن قبر الأعشى أنه قال: (قبر الأعشى بمنفوحة وأنا رأيته؛ فإذا أراد الفتيان أن يشربوا خرجوا إلى قبره فشربوا عنده وصبوا عنده فضلات الأقداح) وفي منفوحة كان منزل الأعشى، وقد ذكرها في شعره في قوله: (بشط كنفوحة فالحاجر).

(1) قال أبو الفرج في أخبار اخيه مروان، (واسم أبي حفصة يزيد. وذكر النوفلي عن أبيه أنه كان يهودياً، فأسلم على يدي مروان بن الحكم. وأهله ينكرون ذلك ويذكرون أنه من سبي إصطخر ، وإن عثمان اشتراه فوهبه لمروان بن الحكم...: وشهد أبو حفصة الدار مع مولاه مروان بن الحكم، وقاتل قتالاً شديداً وقتل رجلاً من أسلم يقال له بنان. وجرح مروان يومئذٍ، أصابته ضربة قطعت علباءه فسقط، فوثب عليه أبو حفصة واحتمله، فجعل يحمله مرة على عنقه ومرة يجره، فيتأوه؛ فيقول له: اسكت واصبر؛ فإنه إن علموا أنك حي قتلت. فلم يزل به حتى أدخله دار امرأة من عنزة فداواه فيها حتى برىء؛ فأعتقه مروان ونزل له عن أم ولدٍ له يقال لها سكر كانت له منها بنت يقال لها حفصة؛ فحضنها، فكني أبا حفصة؛. قال: وكان مروان إذا ولي المدينة وجه أبا حفصة إلى اليمامة - وكانت مضافةً إلى المدينة - ليجمع ما فيها من المال ويحمله إليه. قال: فمر أبو حفص بقرية من قرى اليمامة يقال لها العرض، فوقف على باب فاستسقى ماء فخرجت إليه جارية معصرٌ فسقته فأعجبته؛ فسأل عنها ليشتريها؛ فقيل له: هي حرة، وهي مولاةٌ لبني عامر بن حنيفة. فمضى حتى قدم حجرً ، ثم تبعتها نفسه فتزوجها، فلم يخرج من اليمامة حتى حملت بيحيى بن أبي حفصة، ثم حملت بمحمد ثم بعبد الله ثم بعبد العزيز. فلما وقعت فتنة ابن الزبير خرج أبو حفصة مع مروان إلى الشام. وكان مروان بن أبي الجنوب يقول: أم يحيى بن أبي حفصة لحناء بنت ميمون من ولد النابغة الجعدي، وإن الشعر أتى آل أبي حفصة بذلك السبب. (إلى آخر ما ذكره من أخبار هذه الأسرة).

(2): قال أبو الفرج: حدثنا يحيى بن محمد بن إدريس، عن أبيه: أن يحيى بن أبي حفصة زوج ابنه جميلاً شريفة بنت المذلق بن الوليد بن طلبة بن قيس بن عاصم، فولدت له المؤمل بن جميل، وكان شاعراً ظريفاً غزلاً، وكان منقطعاً إلى جعفر بن سليمان بالمدينة، ثم قدم العراق فكان مع عبد الله بن مالك، وذكره للمهدي فحظي عنده، وهو الذي يقول في شكاةٍ اشتكاها عبد الله بن مالك: (ظلت علي الأرض مظلمةً =إذ قيل عبد الله قد وعكا)(يا ليت ما بك بي وإن تلفت = نفسي لذاك وقل ذاك لكا) وهو الذي يقول: (يا آح من حر الهوى إنما=  يعرف حر الحب من جربا) وذكر الأبيات التي تقدم ذكرها والغناء فيها.

(3): قال أبو الفرج في الأغاني: وأخبرني محمد بن إدريس قال: عكلٌ تدعي أن أبا حفصة منهم، يقولون: هو من كنانة بن عوف بن عبد مناة بن طابخة بن إلياس بن مضر، وقد كانوا استعدوا عليه مروان بن الحكم، وقالوا: إنما باعته عمته لمجاعةٍ؛ فأبى هو أن يقر لهم بذلك. ثم استعدوا عليه عبد الملك بن مروان أيضاً؛ فأبى إلا أنه رجل من العجم من سبي فارس، نشأ في عكل وهو صغير. قال محمد بن إدريس: وولد السموءل بن عادياء يدعونه والسموءل من غسان. قال محمد: وزعم أهل اليمامة وعكلٌ وغيرهم أن ثلاثة نفر أتوا مروان بن الحكم وهم أبو حفصة ورجل من تميم ورجلٌ من سليم، فباعوا أنفسهم منه في مجاعة نالتهم؛ فاستعدى أهل بيوتاتهم عليهم، فأقر أحدهم وهو السليمي أنه إنما أتى مروان فباعه نفسه وأنه من العرب؛ فدس إليه مروان من قتله. فلما رأى ذلك الآخران ثبتا على أنهما موليان لمروان. 

وفي طبقات الشعراء لابن المعتز: وكان يحيى بن أبي حفصة تزوج عمرة بنت إبراهيم بن النعمان بن بشير الأنصاري على صداق عشرين ألف درهم، وسير إليها مهرها قبل أن يبنى بها، ولام الناس إبراهيم في ذلك وقالوا: زوجت عبداً وفضحت نفسك وأباك. وأرادوه على انتزاعها فأبى وعظم الأمر في ذلك جداً ففي ذلك يقول إبراهيم:

فما تركت عشرون ألفاً لقائل         مقالاً ولم أحفل مقالة لائم

فإن كنت قد زوجت مولى فقد مضت         به سنّةٌ قبلي وحب الدراهم قال: ويقال: إن أبا حفصة كان يهودياً، فأسلم على يدي عثمان، فأثرى وكثر ماله، وتولى الخزن لبني أمية، وتزوج خولة بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم، وكان قيس بن عاصم سيد أهل الوبر، فقال في ذلك القلاخ الشاعر يهجو مقاتل بن طلبة:

نبئت خولة قالت حين أنكحها         لطالما كنت منك العار أنتظر

أنكحت عبدين ترجو فضل مالهما         في فيك مما رجوت الترب والحجر

لله در جياد أنت قائدها         برذنتها وبها التحجيل والغرر

وقال في ترجمة مروان الأصغر (وكان أبو السمط هذا ناصبياً. فإن كان هذا حقاً فلعنه الله عليه). وانظر ديوان آمنة بنت الوليد


الدواوين (1)

القصائد (6)

عرض جميع القصائد
إدريس بن أبي حفصة
إدريس بن أبي حفصة

قال أبو الفرج في "الأغاني" أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد بن إسحاق ...

إدريس بن أبي حفصة
إدريس بن أبي حفصة

قال أبو الفرج في "الأغاني" قال حماد: وقال لي أبي: كان إدريس سخيا من ...

إدريس بن أبي حفصة
إدريس بن أبي حفصة

الأبيات قطعة من قصيدة في رثاء إسحاق الموصلي صاحب الغناء قال أبو الفرج: 

إدريس بن أبي حفصة
إدريس بن أبي حفصة

القصيدة من شعر إدريس في "الحماسة البصرية" وهي في ترجمته في الوافي قال: ...

إدريس بن أبي حفصة
إدريس بن أبي حفصة

الأبيات قطعة من قصيدة له في مدح الخليفة الواثق العباسي واسمه هارون قال الصفدي: ...

إدريس بن أبي حفصة
إدريس بن أبي حفصة

البيتان من شعره في ترجمته في كتاب "المذاكرة في القاب الشعراء"


شعراء عاصروا الشاعر

صخر بن الجعد الخضري المحاربي: شاعر من اهل نجد من قرية بنجد تسمى (أظفار) (1) بالقرب من نهر يسمى (جنان) تولع ببنت عمه كأس بنت بجير (أم داود) وخطبها من أخيها (وقاص) وتاخر في حضور موعد الخطبة فزوجها أخوها لرجل آخر، فانقلبت صحبته مع وقاص إلى عداوة ومحبته

سلمة بن عياش العامري
8 قصيدة
1 ديوان

سلمة بن عياش (ويقال: عباس) العامري أبو حفص ترجم له ياقوت في معجم الأدباء وهو عنده ابن عباس ورجح د. إحسان عباس (1) أن الصواب في اسم ابيه عياش قال ياقوت:

 مولى بني حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن النضر بن كنانة: أحد

عمرو بن عبد العزيز السُلمي (1) : شاعر من مخضرمي الدولتين من بني سُليم. لا نعرف من أمره سوى ما حكاه الوزير ابن الجراح في ترجمته في كتابه (من اسمه عمرو من الشعراء"، ويفهم مما حكاه أنه أحد الثائرين على بني العباس في بلاد الشام قال:

الأمير التميمي
1 قصيدة
1 ديوان

الأمير التميمي: أمير بني تميم في عصره، ولا يعرف اسمه، ولا عصره، وصلتنا قصيدة من شعره عن طريق البصائر والذخائر لأبي حيان وقد يكون فيما لم يطبع من الكتب بعد شيء من أخباره، وأضفنا ديوانه إلى الموسوعة لندرة قصيدته وهي قوله: