لبنان سر قريبه وبعيده
الأبيات 10
لبنــان ســر قريبــه وبعيــده يـا مـن بصـيتك بـات يأرج عوده
يصـبو إليـك علـى سـحيق مـزاره فكــأنه صــب الفــؤاد عميــده
شــيدت أنــت مـن العلاء لـذكره مـا ليـس مثلـك مـن بنيه يشيده
وعرفــت منهـاج الصـواب فنلتـه يـا ربمـا عـدم الصـواب مريـده
مـا أنشـأ الأقـران معترك العلى إلا وأنـــت لـــديهم صـــنديده
ناســبت مـا أوتيتـه مـن رتبـةٍ وتكافــأ العقـد البهـي وجيـده
والمجــد ليــس بطـائعٍ إلا مـتى وافــاك والحـق الصـريح يقـوده
إن كان حسن البخت في درك الثنا وتملــك العليــا فـأنت سـيعده
أقبــل تهــاني صــادق بفـؤاده للصــادقين مــن الـولاء أكيـده
عجبـاً لمـن يهـديك شـعراً بعدما أضــحى لــديك طــويله ومديـده
نسيب أرسلان
79 قصيدة
1 ديوان

نسيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.

شاعر، من الكتاب المفكرين، من نوابغ الأمراء الأرسلانيين، ولد في بيروت، وتعلم بالشويفات، ثم بمدرسة الحكمة ببيروت، وأولع بشعر الجاهليين والمخضرمين، فحفظ كثيراً منه، وقال الشعر وهو في المدرسة، فنظم (واقعة سيف بن ذي يزن مع الحبشة) في رواية ذات فصول، وأتم دروسه في المدرسة السلطانية ببيروت. وعين مديراً لناحية الشويفات (بلبنان) فأقام نحو عشر سنوات، محمود السيرة، واستعفى، وسكن بيروت. ولما أعلن الدستور العثماني انتخب رئيساً لنادي جمعية الاتحاد والترقي في بيروت. ثم نقم على الاتحاديين لسوء سيرتهم مع العرب، فانفصل عنهم، وانضم إلى طلاب (اللامركزية) وأخذ ينشر آراءه في جريدة (المفيد) البيروتية، فكان لمقالاته فيها أثر كبير في الحركة العربية، ثم استمر مدة يلاحظ تحرير تلك الجريدة متطوعاً. كان مجلسه في مكتبها مجمع الكتاب والادباء وقادة الرأي. ولما نشبت الحرب العامة (سنة 1914م) انقطع عن أكثر الناس ولزم بيته. ثم انتقل إلى الشويفات (سنة 1915) وانصرف إلى استثمار مزارعه ومزارع شقيقيه شكيب وعادل، ولم يزل في انزوائه إلى أن توفي، وكان أديباً متمكناً، جزل الشعر، حلو المحاضرة، سريع الخاطر في نكتته وإنشائه، بعيداً عن حب الشهرة، يمضي مقالاته في المفيد باسم (عثماني حر).

1927م-
1346هـ-