محمود شوكت ما غشيت فروقاً
الأبيات 26
محمـود شـوكت مـا غشـيت فروقـاً حـتى مهـدت مـن الصـواب طريقـا
سـقياً لهمتـك الـتي قـد شـاكلت يـوم المغـار مـن الرياح خريقا
يـا خـن تـداركت الخلافـة بعدما أمسـى بهـا الخطـر الأجـل حقيقا
أسـمع لقمـري المديـح وقـد غدا غصــن النجـاح بجانبيـك وريقـا
بك قد أراد اللَه أن يمحو البلا ويلــم شـمل الدولـة المفروقـا
مــا إن أتـاح مـن الظلام دجنـةً حــتى أتــاح مـن الهلال شـروقا
قـد جـاءك النصر المبين مصافحاً فغـدا لـك المجـد الصميم عينقا
وملكــت للخطــب العصـي مقـادةً ببــديع رأيٍ لــم يكـن مسـبوقا
تـــدير مضــاء العزيمــة أروعٍ جعـل المضـاء على السداد طبيقا
لـك عنـد أمتـك الـتي أنقـذتها فضــل يطــوق جيــدها تطويقــا
أنحـى عليهـا الخـائنون بكيدهم فــرددت سـهم أذاهـم المرشـوقا
أنفـوا مـن الشـورى وطاب لديهم قتــل الكــرام دعـارةً وفسـوقا
أعجلتهــم لمــا كــررت عليهـم أســداً مريـر السـاعدين حنيقـا
خفقـت قلـوب الظـالمين بقدر ما شـهدوا لمنصـور اللـواء خفوقـا
سـدروا فمـا أبقى التحير ألسناً منهــم ولا أبقـى التخـوف سـوقا
تلقــاهم صــفر الوجـوه كـأنهم دهنـوا المحـاجر والجباه خلوقا
أنفـذت فيهـم سـطوة قـد غـادرت جــف النفــاق ممزقــاً تمزيقـا
مـا أيمـن الحرب التي من نارها أحرقـت مسـكاً مـن ثنـاك فتيقـا
أمطـرت مـن ديـم المنايا بعدما قـدمت مـن لمـع السـيوف بروقـا
لمـا أهنـت القصـر فـي شـرفاته أكرمـت بيتـاً فـي الحجاز عتيقا
بـات المتـوج فـي أسـارك عنـوةً سـبحان مـن تـرك العزيـز رقيقا
وذعـرت شـر الغيـد فـي أكنانها فغــدا تناغيهــا لـديك شـهيقا
تـدعو وقـد دوت المـدافع جوهراً مـا كـان جوهرهـا ليفـرج ضـيقا
مـن للحسـان وقـد تميـس بنعمـةٍ مــا شــارفت نكـداً ولا ترنيقـا
جزعـت علـى الـدنيا عشـية آنست ممـا دهاهـا الـبين والتفريقـا
ورأت أزاهرهــا ببلــدز خضــبت بــدمٍ يــرد الياســمين شـقيقا
نسيب أرسلان
79 قصيدة
1 ديوان

نسيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.

شاعر، من الكتاب المفكرين، من نوابغ الأمراء الأرسلانيين، ولد في بيروت، وتعلم بالشويفات، ثم بمدرسة الحكمة ببيروت، وأولع بشعر الجاهليين والمخضرمين، فحفظ كثيراً منه، وقال الشعر وهو في المدرسة، فنظم (واقعة سيف بن ذي يزن مع الحبشة) في رواية ذات فصول، وأتم دروسه في المدرسة السلطانية ببيروت. وعين مديراً لناحية الشويفات (بلبنان) فأقام نحو عشر سنوات، محمود السيرة، واستعفى، وسكن بيروت. ولما أعلن الدستور العثماني انتخب رئيساً لنادي جمعية الاتحاد والترقي في بيروت. ثم نقم على الاتحاديين لسوء سيرتهم مع العرب، فانفصل عنهم، وانضم إلى طلاب (اللامركزية) وأخذ ينشر آراءه في جريدة (المفيد) البيروتية، فكان لمقالاته فيها أثر كبير في الحركة العربية، ثم استمر مدة يلاحظ تحرير تلك الجريدة متطوعاً. كان مجلسه في مكتبها مجمع الكتاب والادباء وقادة الرأي. ولما نشبت الحرب العامة (سنة 1914م) انقطع عن أكثر الناس ولزم بيته. ثم انتقل إلى الشويفات (سنة 1915) وانصرف إلى استثمار مزارعه ومزارع شقيقيه شكيب وعادل، ولم يزل في انزوائه إلى أن توفي، وكان أديباً متمكناً، جزل الشعر، حلو المحاضرة، سريع الخاطر في نكتته وإنشائه، بعيداً عن حب الشهرة، يمضي مقالاته في المفيد باسم (عثماني حر).

1927م-
1346هـ-