الأبيات 42
بروحـي معيـد الليالي نهاراً بـوجه بـه البـدر ليلاً أنارا
حـبيب بمنظـومه فـي الشـفاه تفـدى كبـار اللآلـي الصغارا
تعربــد ألحـاظه فـي الحشـى وذلـك يـا صـاح شـأن الكارى
شــفا رمقــاً هالنــا جرحـت ومجروحهـا راح يهوي الشفارا
ومرســل شــعر علــى وجهــه جعلـت لـه عشـق قلـبي شعارا
رنــا لــي غــزالاً ولاح ضـحى ومــاس قضـيباً وغنـى هـزارا
إذا دار لـي السـحر في جفنه رأيــت بــذلك كســراه دارا
هـو البدر ما بين زهر الربى وهبـت له الطرف والقلب دارا
هـو البحـر والـردف موجـاته فيا ويحه كم على الخصر جارا
بتقريبــــه أو بتبعيــــده يــذكرني نافعــاً أو ضـرارا
عــذيري عــذار علــى خــده تمنتـه فـي وجنتيها العذاري
تفــدي محيـاه حـور الجنـان ومـن حـور عينيه راحت حيارى
ولمـا بـدا الليـل مـن طرته أرانـا طـوال الليالي قصارا
وخضــراء نفســي علــى خـده غـدت شـامة حسـنها لن يجاري
ومــذ ضـاع فـي ردفـه خصـره ترامـى النطـاق عليـه ودارا
ولــم نــر قبــل اجتلا خـده ربـى سوسـن أنبـت الجلنـارا
منعــــم خــــد بتوريـــده كسـا مدمعي والصباح احمرارا
علـى منـبر الـدوح كـم خطبة لسـلطانه مـن خطيـب القمارى
غـزت سـود عينيـه ظبي الفلا ومـن خوفه في البوادي توارى
وبـدر الـدياجي وشـمس الضحى بـأفق العلا مـن محيـاه نارا
وكـل الـدراري الجـواري لـه جـوار لـذلك تزهـو افتخـارا
أغـــن غنـــي فكـــم مــرة نظـرت علـى وجنـتيه النضارا
لقــد هــدرت ورق عشـقي بـه فيـا عـاذلي فيه خل الهذارا
حــبيب أهيــم بـه حيـث لـم أجـد مثلـه في الرايا بيارى
إذا دار لـي من لماه الكميت أمات التصاحي وأحيا الخمارا
ولـو حـان راح دنـا نحو فيه لأســكر أدنــانه والعقــارا
فلا غـرو يـا عـاذلي فيـه إن شـربت التصابي وبعت العقارا
هـو الريم ما رام غصن النقا يحــاكيه الأوحــاز انكسـارا
ومـن شـعره الجعـد شـعري به غـدا مثلاً فـي البرايا وسارا
هــو الهاشــمي الـذي لحظـه إذا هشم العقل أفنى الوقارا
حقيقــي كــل الجمــال لــه وما الغير لا المجاز استعارا
عجيـــب لخـــال بخــديه إذ بنار الجحيم استطاب القرارا
أمـا لـي بـه أسوة في الهوى سـناها كبـدر الدياجي أنارا
لعمــرك مـا عشـقه غيـر خـا لـد فـي فـؤادي سـباه جهارا
وإن حـل خلـي بـأرض النجـود فـدمعي من البعد ما قط غارا
ويـا قلـب ماذا اللهيب الذي تركـت بـه دمـع عينـي بحارا
وصــيرتها النـار فـي حرهـا كما موجها راح يحكي الشرارا
فمــن لـي بخلـي بـأرض بهـا علا الطيـر عـوداً وعنى وطارا
ويـا حـار مـن لي ببرد لماه لأطفـء بـه مـن لهيـبي أوارا
ويـا أحـوم الطـرف لا تحر من فـؤادي بكسر الجفون انتصارا
أســارى محيــاك نحــن فقـل فــداء محيـاي هـذي الأسـارا
وخــذها تهاميــة لــن تـرى لتطويلهــا فــك الاختصــارا
عبد الرحمن العيدروس
227 قصيدة
1 ديوان

عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس الحسيني.

أديب، شاعر متصوف، فاضل، من اهل حضرموت. ولد بها في (تريم) وتوفي بمصر.

له تصانيف كثيرة منها: (لطائف الجود في مسألة وحدة الوجود-خ) رسالة، و(تنميق الأسفار-ط) جمع فيه ما جرى له مع بعض الأدباء في أسفاره، و(تنميق السفر-ط) فيما جرى عليه وله بمصر و(ديوان ترويح البال وتهييج البلبال-ط)، و(العرف العاطر في معرفة الخواطر) منظومة.

1778م-
1192هـ-