اليَــوم
تُبعَــثُ
مِـن
أَجـداثِها
العـربُ
|
وَيَزدَهـــي
مِثــلَ
ماضــِي
عَهــدِهِ
الأَدَبُ
|
وَتُشــرِقُ
الشـَمسُ
فـي
البَيـداءِ
صـافيَةً
|
مِـن
بَعـدِ
مـا
طَمَسـَت
أَنوارَهـا
السـُحُبُ
|
نَجــدُ
الجَزيــرة
وَالأَغــوارُ
فـي
جَـذَلٍ
|
قَــد
اِســتَخَفَّتهما
الســَرّاءُ
وَالطَــرَبُ
|
ســَرى
إِلــى
قَفرِهــا
بُــوقٌ
يُبَشــِّرُها
|
كَـــأَنَّهُ
بـــارِقٌ
بِـــالغَيثِ
يَنســـَكِبُ
|
هَشـَّت
لَـهُ
فـي
ثَـرى
البَيـداءِ
أَعظمهـم
|
وَكــادَ
يُســمَع
مِنهـا
الشـعرُ
وَالخُطَـبُ
|
تِلــكَ
القِفـارُ
تَراهـا
اليَـومَ
مُجدِبَـةً
|
وَكــانَ
لِلفــنِّ
فيهـا
المَرتَـعُ
الخَصـِبُ
|
رَوضُ
البَيــانِ
بِهـا
كَـم
كـانَ
مُزدَهِـراً
|
شــَدوُ
البَلابِــلِ
فــي
أَفنــانِهِ
عَجَــبُ
|
كَــم
أَشـرَقَت
فـي
نَـواحي
أُفقِهـا
شـُهُبٌ
|
ســَرَت
عَلــى
ضـوئِها
الأجيـالُ
وَالحِقَـبُ
|
كَــم
أَهـدَتِ
البِيـدُ
لِلـدُنيا
حَضـارَتَها
|
صــَريحَةً
لَــم
يَشــُبها
الغـشُّ
وَالكَـذِبُ
|
حَضـــارَةٌ
رفَـــعَ
الفُرقــانُ
ذروتَهــا
|
أَساســُها
وَحــدةُ
الإِنســانِ
لا
الغَلَــبُ
|
لَـــو
اِســتَظَلَّ
بِضــافي
ظِلِّهــا
أُمَــمٌ
|
في
الأَرضِ
ما
اِختَصَموا
يَوماً
وَلا
اِحتَرَبُوا
|
طَغــى
العقــوقُ
وَغَـدرُ
الأَقربيـنَ
عَلـى
|
هَــذا
التُــراثِ
فَأَضــحى
وَهـوَ
ينتَهِـبُ
|
بــاعُوا
اللآلــئَ
كَالأَصــدافِ
مِـن
سـَفَهٍ
|
وَعُـذرُهُم
أَنَّهُـم
فـي
الغَـوصِ
مـا
تَعِبُوا
|
لَــولا
يَـدٌ
مِـن
أَبـي
الفـاروقِ
سـابِغَةٌ
|
فـي
اللَـهِ
وَالحَـقِّ
مـا
تُسـدي
وَما
تَهَبُ
|
أَســدى
إِلــى
لُغَــةِ
الفُرقـانِ
مَكرُمَـةً
|
لَيســَت
تَفـي
شـُكرَها
الأَسـفارُ
وَالكُتُـبُ
|
بِــالأَمسِ
حــاطَ
كِتـابَ
اللَـهِ
مِـن
عَبَـثٍ
|
وَاليَـومَ
يُسـدي
إِلـى
الفُصـحى
وَيَحتَسـِبُ
|
وَكَـــم
أَيـــادٍ
عَلــى
الآدابِ
شــاهِدَة
|
بِـــأَنَّ
مصـــرَ
إِلــى
آمالِهــا
تَثِــبُ
|
يُعينُـــهُ
عَبقَـــريُّ
الـــذهنِ
مُحتَمِــلٌ
|
عِبـــءَ
المَعـــارِفِ
نَهّــاضٌ
بِهــا
دَرِبُ
|
عيســى
ســَمِيُّك
أَحيــا
المَيـتَ
مُعجِـزَةً
|
وَأَنــتَ
تَفعَــلُ
مـا
تَحيـا
بِـهِ
العَـرَبُ
|
فَــاليَومَ
تَخلَــعُ
أَكفـانَ
البِلـى
لُغَـةٌ
|
قَــد
أُلبِســتها
وَأَثـوابُ
الصـِبا
قُشـُبُ
|
كَــم
حــاوَلَت
عصــبةٌ
إِطفـاءَ
جَـذوَتِها
|
وَنارُهــا
فــي
رَمــادِ
الغَبـنِ
تَلتَهِـبُ
|
لَــم
يَـبرَحُوا
سـاحِلَ
اللُّجِّـي
وَاِتَّهمُـوا
|
وَفـي
القَـرار
يَـتيمُ
الـدر
لَـو
طَلَبوا
|
لا
يَخجَلــونَ
حَيــاءً
إِن
همُــو
لَحَنــوا
|
فيهــا
وَفيمـا
سـواها
اللَحـن
يُجتَنـبُ
|
مــا
قصــَّرَت
لُغَـةُ
الفُرقـانِ
عَـن
غَـرَضٍ
|
وَلَــم
يُــؤدِّ
ســِواها
كُــلَّ
مــا
يَجـبُ
|
كَــم
فــي
مَعاجِمهـا
مِـن
طُرفَـةٍ
عَجَـزَت
|
عَنهـا
لُغـاتُ
الـوَرى
لَـو
تُكشـَفُ
الحُجُبُ
|
وَكَــم
ثَــرى
فــي
تُـرابِ
الأَرضِ
تَحقِـرُه
|
وَفــي
ثَنايــاهُ
لَــو
فَتَّشــتَه
الـذَهَبُ
|
قُــل
لِلـوَزير
بَقـاءُ
الخَيـرِ
فـي
عَمَـلٍ
|
بِالعـــاملين
فَقـــدِّر
حيــنَ
تَنتَخِــبُ
|
لا
يَخـــــدَعنَّكُم
جـــــاهٌ
وَلا
لَقَــــبٌ
|
فَكَــم
أَضــاعَ
عَلَينـا
الجـاهُ
وَاللَقَـبُ
|
لا
يُعجِبَنَّكُـــم
فـــي
الحَشــد
كَــثرتُهُ
|
قَـد
يَفعَـلُ
الفَـردُ
مـا
لا
تَفعَـلُ
العُصَبُ
|
وَلا
تَكُـــن
شــُهرةُ
الأَســماءِ
رائِدَكُــم
|
رُبَّ
اِشـــتِهارٍ
بِمَحــضِ
الحَــظِّ
مُكتَســَبُ
|
وَقَــد
بَلَونــا
أُناســاً
طــارَ
صـِيتُهُمُ
|
فَلَــم
نَجــد
غَيــرَ
قَــومٍ
جِـدُّهُم
لَعِـبُ
|
قَـد
حَيَّـروا
النـاسَ
مـاذا
يَصنَعونَ
لَهُم
|
إِن
يُطلَبـوا
هَرَبُـوا
أَو
يُـترَكوا
غَضِبوا
|
كِلُــوا
الأُمــورَ
إِلــى
قَــومٍ
ذَوي
دَأَبٍ
|
لا
يَفتُــــرون
وَلا
يُــــوهِيهمُ
نَصــــَبُ
|
مُستَرشـــِدين
بِـــذَوقٍ
فــي
بحوثهمُــو
|
مَـن
يَفقِـد
الـذَوقَ
لَـم
يَنهَض
بِهِ
الدَأَبُ
|
وَالاجتِهـــادُ
بِغَيــرِ
الــذَوقِ
مَضــيَعةٌ
|
ذُو
الجهـد
إِن
لَـم
يُعِنـهُ
الذَوقُ
مُحتَطِبُ
|
وَهَيئوا
لِعَظيــــم
الأَمــــرِ
عُــــدَّتَه
|
مِـــن
الكُفــاةِ
وَلا
تَغرُركــمُ
الرُتَــبُ
|
حَمَّلــتَ
مصــرَ
لِــواءَ
الشــَرقِ
قاطِبَـةً
|
فَالشــَرقُ
مِــن
حَولِهـا
يَرجـو
وَيَرتَقِـبُ
|
تَقَطَّعَـــت
قَبلَــكَ
الأَرحــامُ
وَاِبتَعَــدَت
|
وَاليَـومَ
فـي
المجمـعِ
المصـريِّ
تَقتَـرِبُ
|