القصيدة من مشهور شعر جميل وفي الأبيات الثلاثة (1و 3 و20) لحن قديم وضعته جميلة البهزية وكانت صديقة لبثينة، روت عنها القصيدة برمتها مع قصتها التي تحكي فيها آخر عهدها بجميل.
وأما جميلة البهزية فسيدة الغناء العربي على الإطلاق، وأستاذة الشيوخ معبد ومالك بن أبي السمح وابن سريج وطبقتهم، سيرتها مشهورة، ولكنها تعج بالأخبار الواهية كقصة حجها مع خمسين مغنية من مغنيات بغداد، وهي قصة شهد أبو الفرج الأصفهاني أنها ملفقة. وفيما يلي قصة بثينة كما نقلتها جميلة:
قال أبو الفرج:
| أَلَا مِـــنْ لِقَلْــبٍ لَا يَمُــلُّ فَيَــذْهَلُ | أَفِــقْ فَـالتَّعَزِّي عَـنْ بُثَيْنَـةَ أَجْمَـلُ |
| ســـَلَا كُــلُّ ذِي وُدٍّ عَلِمْــتُ مَكَــانَهُ | وَأَنْــتَ بِهَــا حَتَّـى الْمَمَـاتِ مُوَكَّـلُ |
| فَمَـا هَكَـذَا أَحْبَبْـتَ مَـنْ كَانَ قَبْلُهَا | وَلَا هَكَــذَا فِيمَـا مَضـَى كُنْـتَ تَفْعَـلُ |
| أَعِـنْ ظُعُـنِ الْحَـيِّ الْأُلَـى كُنْـتَ تَسْأَلُ | بِلَيْــلٍ فَــرَدُّوا عِيرَهُــمْ وَتَحَمَّلُـوا |
| فَأَمْسـُوا وَهُـمْ أَهْلُ الدِّيَارِ وَأَصْبَحُوا | وَمِـنْ أَهْلِهَـا الْغِرْبَانُ بِالدَّارِ تَحْجِلُ |
| عَلَـى حِيـنَ وَلَّـى الْأَمْـرُ عَنَّا وَأَسْمَحَتْ | عَصـَا الْبَيْـنِ وَانْبَتَّ الرَّجَاءُ الْمُؤَمَّلُ |
| وَقَـدْ أَبْقَـتِ الْأَيَّـامُ مِنِّي عَلَى الْعِدَى | حُســَاماً إِذَا مَــسَّ الضـَّرِيبَةَ يَفْصـِلُ |
| وَلَسـتُ كَمَـن إِن سـيمَ ضـَيماً أَطـاعَهُ | وَلا كَــاِمرِئٍ إِن عَضـَّهُ الـدَهرُ يَنكُـلُ |
| لَعُمْـرِي لَقَـدْ أَبْـدَى لِيَ الْبَيْنُ صَفْحَةُ | وَبَيَّـنَ لِـي مَـا شـِئْتَ لَـوْ كُنْتُ أَعْقِلُ |
| وَآخِــرُ عَهْــدِي مِــنْ بُثَيْنَـةَ نَظْـرَةٌ | عَلَـى مَوْقِـفٍ كَـادَتْ مِـنَ الْبَيْنِ تَقْتُلُ |
| فَلِلَّــهِ عَيْنَـا مَـنْ رَأَى مِثْـلُ حَاجَـةٍ | كَتَمْتُكِهَــا وَالنَّفْــسُ مِنْهَـا تَمَلْمَـلُ |
| وَإِنِّــي لَأَســْتَبْكِي إِذَا ذُكِـرَ الْهَـوَى | إِلَيْــكِ وَإِنِّــي مَــنْ هَــوَاكِ لَأَوْجِـلُ |
| نَظَــرْتُ بِبِشــْرٍ نَظْـرَةً ظَلْـتُ أَمْتَـرِي | بِهَـا عَبْـرَةً وَالْعَيْـنُ بِالـدَّمْعِ تُكْحَلُ |
| إِذَا مَــا كَـرَرْتُ الطَّـرْفَ نَحْـوَكِ رَدَّهُ | مِـنَ الْبُعْـدِ فَيَّـاضٌ مِـنَ الدَّمْعِ يَهْمِلُ |
| فَيَـا قَلْـبُ دَعْ ذِكْـرَى بُثَيْنَـةَ إِنَّهَـا | وَإِنْ كُنْــتَ تَهْوَاهَــا تَضــَنَّ وَتَبْخَـلُ |
| قَنَـاةٌ مِـنَ الْمُـرَّانِ مَـا فَوْقَ حَقْوِهَا | وَمَــا تَحْتَــهُ مِنْهَــا نَقـاً يَتَهَيَّـلُ |
| وَقَــدْ أَيْأَسـَتْ مِـنْ نَيْلِهَـا وَتَجَهَّمَـتْ | وَلَلْيَـأْسُ إِنْ لَـمْ يُقْـدَرِ النَّيْلُ أَمْثَلُ |
| وَإِلَّا فَســَلْهَا نَــائِلاً قَبْــلَ بَيْنِهَـا | وَأَبْخِــلْ بِهَـا مَسـْؤُولَةً حِيـنَ تُسـْأَلُ |
| وَكَيْــفَ تُرَجِّـي وَصـْلَهَا بَعْـدَ بُعْـدِهَا | وَقَـدْ جُـذَّ حَبْـلُ الْوَصـْلِ مِمَّـنْ تُؤَمِّـلُ |
| وَإِنَّ الَّتِـي أَحْبَبْـتَ قَـدْ حِيـلَ دُونَهَا | فَكُــنْ حَازِمــاً وَالْحَـازِمُ الْمُتَحَـوِّلُ |
| فَفِي الْيَأْسِ مَا يُسْلِي وَفِي النَّاسِ خُلَّةٌ | وَفِــي الْأَرْضِ عَمَّـنْ لَا يُؤَاتِيـكَ مَعْـزِلُ |
| بَــدَا كَلَــفٌ مِنِّــي بِهَـا فَتَثَـاقَلَتْ | وَمَـا لَا يُـرَى مِـنْ غَائِبِ الْوَجْدِ أَفْضَلُ |
| هَبِينِـــي بَــرِيئاً نِلْتِــهِ بِظُلَامَــةٍ | عَفَاهَــا لَكُــمْ أَوْ مُــذْنِباً يَتَنَصـَّلُ |
هذه القصيدة ليست من الديوان وقد عثر بها الدكتور حسين نصار في منتهى الطلب.
هذه القصيدة ليست من الديوان وقد عثر بها الدكتور حسين نصار في منتهى الطلب.