لقدْ خَفَقَتْ في النَّحر ألويةُ النَّصْرِ
الأبيات 29
لقـدْ خَفَقَـتْ فـي النَّحر ألويةُ النَّصْرِ وكـانَ انمحـاقُ الشـَّرِّ في ذلك النَّحر
وفتــحٌ عظيــمٌ يعلــمُ اللــهُ أنَّـه ليستصـغر الأَخطـار مـن نـوب الـدهر
عَلَــتْ كلمــاتُ اللــه وهــيَ عليَّـةٌ بحــدِّ العــوالي والمهنَّـدة البُتْـر
تبلَّــج ديــنُ اللــه بعــدَ تَقَطُّــبِ ولاحــت أســارير العنايـة والبشـر
محـا البغـيَ صمصام الوزير كما محا دُجـى الليـل في أضوائه مطلع الفجر
وكــرّ البلا فــي كــربلاء فأَصــْبَحَتْ مواقـف للبلـوى ووقفـاً علـى الضـّرّ
غــداة أبـادَتْ مفسـدي أهـلِ كـربلا وكــرَّت مواضــيه بهمــا أيَّمـا كَـرِّ
فـدانت ومـا دانـت لمـن كـانَ قبله مـن الـوُزَراء السـَّابقين إلى الفخر
ومـا أدركـوا منهـا مرامـاً ولا مُنًى ولا ظفِــروا منهــا بلــبٍّ ولا قشــر
وحــذَّرهم مــن قبــل ذلــك بطشــه وأَمْهَلَهُــمْ شـهراً وزادَ علـى الشـهر
وعــامَلَهم هــذا الــوزيرُ بعــدله وحاشـاه مـن ظلـمٍ وحاشـاه مـن جور
وأنــذرهم بطشــاً شــديداً وســطوةً وبــالغ بالرُّسـْلِ الكـرام وبالنّـذر
ولـو يصـبر القـرم الـوزير عليهـم لقيـل بـه عجـز ومـا قيـل عـن صبر
وصــالَ عليهــم عنــد ذلــك صـولةً ولا صـولةَ الضـرغام بـالبيض والسمر
وســـار بجيــش والخميــس عرمــرم فكالليـل إذ يسري وكالسيل إذ يجري
وقـد أفسـدوا شـرَّ الفسـاد بأرضـهم إلـى أن أتـاهم منه بالفتكة البكر
رمتهــم بشـهب المـوت منـه مـدافعٌ لهـا شـررٌ فـي ظلمـة الليل كالقصر
رأوا هول يوم الحشر في موقف الردى وهـل تنكـر الأَهـوال في موقف الحشر
فـــدمَّرهم تــدمير عــادٍ لبَغْيهــم بصـاعقةٍ لـم تُبْـقِ للقـوم مـن ذكـر
ألــم ترهــم صــرعى كـأَنَّ دمـاءهم تســيل كمــا سـالت معتقـة الخمـر
وكـم فئةٍ قـد خـامر البغـيُ قلبَهـا علـــى أنَّهـــا بأحبولــة الحصــر
فراحــت بهـا الأَجسـاد وهـي طريحـةٌ تـداس علـى ذنـبٍ جنَتْـه لـدى الوزر
فــإنَّ مــرادَ جــارٍ علــى الــورى ولا بــدَّ أنْ يجـرى ولا بـدَّ أن يجـري
تجــول المنايــا بينهـم بجنودهـا بحيـث مجـال الحـرب أضـيق مـن شبر
تَلاطَـمَ فيهـا المـوجُ والمـوجُ من دمٍ تَلاطُـمَ مَـوجِ البحـر فـي لُجَّـة البَحر
فلاذوا بقــبر ابــن النــبيّ محمـد فهـل سـُرَّ فـي تـدميرهم صاحب القبر
فـإن تُركـوا لا يـترك السـيف قتلَهم وإن ظَهَـروا بـاؤوا بقاصـمة الظهـر
ولا برحـــت أيَّـــامه الغــرُّ غُــرَّةً تضـيءُ ضـياءَ الشـمس في طلعة الظهر
ولا زال فــي عيــدٍ جديــد مؤرِّخــاً فقـد جاءَ يوم العيد بالفتح والنصر
الأخرس
377 قصيدة
1 ديوان

عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب.

شاعر من فحول المتأخرين، ولد في الموصل، ونشأ في بغداد، وتوفي في البصرة.

ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.

له ديوان يسمى (الطراز الأنفس في شعر الأخرس -ط).

1873م-
1290هـ-