تَقُولُ لِي عَمْرَةُ ماذَا الَّذِي

القصيدة في المعمرين (38):

الأبيات 16
تَقُـولُ لِـي عَمْـرَةُ مـاذَا الَّـذِي تَهْـذِي بِـهِ فِـي السـِّرِّ وَالْجَهْـرِ
قُلْـتُ لَهـا، وَالْجُودُ مِنْ شِيمَتِي: آمُرُكُــمْ فِــي الْعُسـْرِ وَالْيُسـْرِ
بِضــــَيْفِكُمْ إِنَّ لَـــهُ حُرْمَـــةً فَــاقْرُوا ضـُيوفِي قَحَـدَ الْجَـزْرِ
وَارْعُوا لِجارِ الْبَيْتِ ما قَدْ رَعَى قَبْلَكُـــمُ ذَاكَ بَنُـــو عَمْـــرِو
قُومُــوا لِضـَيْفٍ جـاءَكُمْ طارِقـاً وَجـــارِكُمْ بِـــالنَّيِّ وَالْخَمْــرِ
وَذَبِّبُــوا مَــنْ رامَ جِيرانَكُــمْ بِالســُّوءِ بِــالْبُتْرِ وَبِالســُّمْرِ
وَاخْشَوْشِنُوا فِي الْحَرْبِ إِنْ أُوقِدَتْ بِكُــــلِّ خَطِّــــيٍّ وَذِي أَثْــــرِ
وَلا تَهِــرُّوا الْمَـوْتَ إِنْ أَقْبَلَـتْ خَيْــلٌ تَعــادَى ســَنَنَ الــدَّبْرِ
فَــرُبَّ يَـوْمٍ قَـدْ شـَهِدْتُ الْـوَغَى بِســــابِحٍ يَنْقَـــضُّ كَالصـــَّقْرِ
أَقْـــدُمُ قَوْمـــاً ســادَةً ذادَةً بِيضــاً يُحــامُونَ عَــنِ الْفَخْـرِ
لَمَّــا احْتَـوَوْهُ جالَـدُوا دُونَـهُ وَطــارَ أَقْــوامٌ مِــنَ الــذُّعْرِ
فَــذاكَ دَهْــرٌ، وَمَحـارُ الْفَتَـى فِــي غَيْــرِ شـَكٍّ مُظْلِـمُ الْقَعْـرِ
أَوْ طَعْنَــةٌ تَــأْتِي عَلَـى نَفْسـِهِ فَهَّاقَــةٌ تَــأْبَى عَلَــى السـَّبْرِ
عُمِّــرْتُ دَهْـراً ثُـمَّ دَهْـراً وَقَـدْ آمُـــلُ أَنْ آتِــي عَلَــى دَهْــرِ
فَـإِنْ أَمُـتْ فَـالْمَوْتُ لِـي خِيـرَةٌ مِــنْ قَبْــلِ أَنْ أَهْـذِي وَلا أَدْرِي
خَمْسـُونَ لِـي قَـدْ أَكْمَلَـتْ بَعْدَما ســاعَدَنِي قَرْنــانِ مِــنْ عُمْـرِي

عُمارةُ بن عَوْفِ العَدْوانِيّ، شاعرٌ مخضرمٌ، أدركَ الإسلامَ، ذَكَرَ أبو حاتمٍ السَّجسْتانيّ أنَّهُ عُمِّرَ خَمْسِينَ ومِئَتَيْ سنةً، وأنَّهُ كان كاهناً أدركَ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضي الله عنهُ أَوَّلَ ما وَلِي، وهُوَ شيخٌ قد ذهَبَ بَصَرُهُ وخَرِفَ وأُولِعَ بالهَذَيان، وهُوَ يقولُ: اقْرُوا ضَيْفَكُمْ.