راخ لها في حلق البرين
الأبيات 33
راخ لهــا فــي حلــق الـبرين واشـدد عليها حلق الوضين
ورام بهــا كــل نــوى شـطون تجمـع بيـن السهل والحزون
نــافرة مـن أنـس القطيـن تحسـبها بيـن الصـوى والـبين
خالطهــا مــس مــن الجنــون مـا طمثـت بالفحل والجنين
ولا درت مــا رقــة الحنيـن كأنهــا مــا ســمعت أنينـي
علـى فـراق الثغب المعين مــن كنـز عمـري وثـرى يمينـي
والمـوت أشهى من مقام الهون ومــن ســؤال باخــل منـون
مــدحي لـه أشـد مـن منـوني عــاملته وليـس مـن زبـوني
فردنــي بصــفقة المغبــون يــا ذل أبكــاري وذل عـوني
إن رضــيت بـالمنع والمـاعون مـن صـاحب يبخـل بالتأمين
إذا دعـوت اللـه لا يغنينـي حرصــاً علــى سـجية الضـنين
أخلاقــه كـثيرة التلـوين ونفســـه بوعـــدها تلـــويني
أمــا ورأي فــارس معيــن فـــرب طـــود شــامخ حصــين
سـامي العلـى منقطـع القريـن ليـث لـه الخطـي كـالعرين
يفـتر عنـه ناجـذ المنـون إذا اســتدارت برحــى طحــون
قــد ضـرب الظهـور بـالبطون كــأنه ينطــق عــن كميــن
مـن الصـواب والحجـى الرصـين لـو قـال للخطـوب لا تكوني
لاذت مــن الحــراك بالسـكون ولــم تطـر جاثمـة الوكـون
وانحــل عقــد الـزرد المصـون وذاب منـه جامـد الجفـون
يـا ماجـد الـدنيا وسيف الدين ومســتخف الراجـح الرزيـن
عنــد مقــامي شــدة وليـن لـو لم تكن باللؤلؤ المكنون
ذا خــبرة مــا غلقـت رهـوني في عرض هذا الجوهر الثمين
علــى خليـق بالثنـا قميـن صـب مـن الحمـد بمـا يصبيني
مــازال فـي حادثـة تعرونـي يقـوم فـي صدر الزمان دوني
أبلـج طلـق الـوجه والجـبين شـماله فـي الجـود كاليمين
سلســاله مــن كـرم وديـن لا كــامرئ سلســاله مـن طيـن
قـدرت لمـس الوابـل الهتـون فقلــت للآمــال لـن تمينـي
إن صـــافحت يمينــه يمينــي إذا عــرت معروفـه ظنـوني
ألقــى عليهــا ثلـج اليقيـن كـم صـان وجه الأدب المصون
يبــذل ممــا ليـس بـالمنون وكـم لـه عنـدي مـن الديون
لكــن أؤدي الفـرض بالمسـنون وأسـعد بأعيـادك كـل حيـن
مــادام وفـد البلـد الأميـن معتلجــاً بأبطــح الحجــون
مــن أشــعث الــرأس ومـن دهيـن
عمارة اليمني
315 قصيدة
1 ديوان

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.

 

1174م-
569هـ-