دهى الإمارات رزء روع العربا

* نشرت في صحيفة الخليج 3/1/2005 بعنوان الفاجعة.

الأبيات 44
دهــى الإمــارات رزء روع العربــا ورجـة ضـاق منهـا الشـرق واضـطربا
طــوى الــردى عربيـاً فـي شـمائله نبـل وفـي خُلْقـه المحمـود روح صبا
وقـــائداً ملهمــاً كــانت ملاحمــه مجـداً بنـاه علـى التوحيد فانتصبا
وافــى الإمــاراتِ أشـتاتاً فوحَّـدها مـن بعـد مـا غرقـت في خلفها حقبا
وواصـل الجهـد فـي عـزم وفـي ثقـة يبنـي ويرفـع فـي أرجائهـا النصبا
حـتى غـدت فـي بلاد العـرب شـامتها وكوكبــاً يتحــدى نــوره الشــهبا
وغــرة فــي جــبين الشـرق ناضـرة وواحــة رملهــا أضــحى بـه عشـبا
وورشـــة نشــطت فيهــا ســواعدها فحولتهــا قصــوراً تنطــح السـحبا
لاقــت بوحــدتها فــي ظــل دولتـه أمانهــا ورأت فيــه أخــاً وأبــا
بـالعلم زايـد أوصـى واستضـاء بـه وليـس كـالعلم نـور يكشـف الحجبـا
كــم شــاد للعلـم أبراجـاً محصـنة ومنشـــآت غــدت للشــعب مكتســبا
سـقى ببترولهـا المعطـاء كـل ثـرى جَـدْباً فعـاد بمـا يجـري بـه ذهبـا
كـالغيث فـي كـل قطـر منـه غاديـة تــروي بوابلهـا الأغـوار والهضـبا
شــلال خيــر يســر الأبعــدون بــه ويكـرع الشـهد منـه كـل مـن قربـا
وعـــاش زايـــد مســكوناً بــأمته يلقــى كقادتهـا الأهـوال والنوبـا
يهــتز للشــعر فـي أبهـى مجالسـه وينتشـــي بأغــاني طيــره طربــا
أحيــا الأصــيل ولـم يفتـأ يجـدده ولا يبــالي بمـن لامـوا ومـن عتبـا
مبــارك لــك شــعب أنــت قـائده مـتى دعـوت إلـى الجُلَّـى سـعى خببا
روائع القــول عــن دنيـاك عـاجزة سـيان مـن بـذ فـي شـعر ومـن خطبا
دنيـا بكـل غـوالي المجـد زاخـرة ملأت فيهـا نـوادي العلـم والكتبـا
يمضــي الرجـال ولا يبقـون مـأثرة وأنـت مـن أتعـب الـدنيا وما تعبا
أنـا العليـل ! الـذي لم تلهه علل عــن راحـل زاد فـي أوصـابه وصـبا
صـاح النعـاة فهد الحزن من سمعوا صـوت النعـاة وظنـوا نعيهـم كـذبا
أيفقــد البــدر فــي ليلاء مظلمـة وأمـة العـرب فـي بحـر قـد اصطخبا
مـا ضـر لـو لـم يمت حتى يسر بما أعطــى لأمتــه الكـبرى ومـا وهبـا
يـا حامـل النعـش لا تسـرع فـإن به قلــوب شــعب إذا حركتهـا انتحبـا
أي القبــور ســيؤوي قمــة شـمخت وأي طــود تـوارى اليـوم واحتجبـا
فـي مشـية الشـيخ لكـن فـي عباءته عــزم الشـباب وقلـت طالمـا وثبـا
أعـزِزْ علينـا بـأن تبكيـك أمتنـا وأنـت مـن كنـت تبكـي كـل من نُكِبا
حــتى دعتـك إلـى اللقيـا ملائكـة فمــا عصـيت لمـا تـدعو لـه طلبـا
فمــن لأعمــدة العمــران يرفعهـا يبنـي السدود ويعلي وحولها القببا
ومــن يــرد عــن الجوعـان جـوعته ومــن يهـب إلـى الملهـوف محتسـبا
ومـــن لأمتـــه يحيـــا وتحزنـــه همومهــا فيعيــش العمــر مكتئبـا
مــؤرق الجفــن مــن ظلـم تكابـده ومــن غشــوم ســقانا صـابه نصـبا
لا تكرمـــوه بتمثــال فــإن لــه بكــل قلــبٍ مثــالاً شــامخاً نُصـبا
أبـا المـبرات جازى الله سعيك عن صــنائع وأيــاد لــن تضــيع هبـا
ارتـح قريـراً فقـد أطلقـت ألسننا ثنــا عليــك وإن ظـل الأسـى لهبـا
لـم ننـس ضـيفاً كبيراً كان يغمرنا حبـا وننسـى بـه الجيـران والقربا
قـد كـان أقـرب منـا وهـو مبتعـد ومغربــي الهــوى يرضـى بـه نسـبا
فـي مغربـي لـك أهـل كنـت تحضنهم وعاهــل كــان يحبـوكم بمـا وجبـا
كلاكمـــا كجنــاحي طــائر خلقــا لكـي يشـقا الفضـاء الرحب والحجبا
علـــى ضـــريحك رحمــات تبــاكره مـا لاح نـور ومـا هبـت ريـاح صـبا
محمد الحلوي
1 قصيدة
1 ديوان