يا دياراً علا سماها البكاءُ

نداء السماء ( والقصيدة نشرت في صحيفة الخليج 20/11/2004)

الأبيات 21
يـا ديـاراً علا سـماها البكـاءُ تـذرف الـدمع عـلّ فيـه العزاءُ
ليـتَ «يـا دار زايـد» بيـدَيْنا يَقْصـُرُ العمـر أو يطـول البقاءُ
لوهبنــا لزايــدٍ مــا لـدينا وتبـــارى لفَـــدْيِه الأوفيــاء
غيــر أنَّ إِرادة اللــه تُمْلَــى يفعـل اللـه بـالورى مـا يشاء
إِنْ قضـى زايـدٌ ففـي الروح باقٍ هـو في القلب حيث تجري الدماءُ
هــو أنشــودةٌ علــى كـل ثغـرٍ وهــو قَطْــر لكــل صـادٍ ومـاءُ
لـم يمـتْ زايـد ففـي كـل شـبر مـن ثـرى الأرض فيـه منـه بهاء
لـم يمـت زايـد.. بلـى هو لبّى إِذْ دعــاه إلـى السـماء نـداء
فـي جنـان الخلود في خير مأوى فــي رحــاب تــروده الأنبيـاء
ســوف تبكيـه أمـة غـاب عنهـا فــي زمـانٍ يعـز فيـه الرجـاء
قلبــه شــعّ بالحنــان كبــدرٍ أســفرت مــن صـفائه الظلمـاءُ
بسـمةٌ منـه تجعـل النفـس جَذْلَى وتـــداوٍ يكــون فيــه شــفاءُ
فــاقَ بـالحلمِ قلـبِ كـل حليـم واحتمــى فـي رحـابِه الضـعفاءُ
بــرّ بالطفـل والكـبير وسـاوى وترقَّــتْ علــى يــديه النسـاءُ
صــان بالجـد والكفـاح تراثـاً وأساســاً عليـه يعلـو البنـاء
للإِمــارات صــاغ عقـداً فريـداً لا تضـــاهي بريقَــهُ الجــوزاء
وحَّــد الشــعب تُرْبَــةً ومصـيراً رايــةً بـالعُلا حوتهـا السـماءُ
جـامع الشـمل مـذ عرفنـاه حيَّاً وعلــى قـبره التقـى الخُصـَماء
وعجيــبٌ يُتــاحُ للمــوت أمــرٌ مســـتحيلاً لا تظنّـــه الأحيــاءُ
يـا حـبيبَ القلـوب نَـمْ في سلامٍ رفـرف اليـوم فـي ثـراك لـواء
وســلام عليــك مــن كــل نفـسٍ حثَّهـــا اليــوم للتلاقــي ولاء