لِمَنِ الدِّيَارُ رُسُومُهُنَّ خَوَالِي
الأبيات 73
لِمَــنِ الـدِّيَارُ رُسـُومُهُنَّ خَـوَالِي أَقْفَـــرْنَ بَعْـــدَ تَـــأَنُّسٍ وَحِلَالِ
عَفَّـى الْمَنَـازِلَ بَعْدَ مَنْزِلِنَا بِهَا مَطَــرٌ وَعَاصــِفُ نَيْــرَجٍ مِجْفَــالِ
عَـادَتْ تُقَـايَ عَلَـى هَـوَايَ وَرُبَّمَا حَنَّـتْ إِذَا ظَعَـنَ الْخَلِيـطُ جِمَـالِي
وَلَقَـدْ أَرَى الْمُتَجَاوِرِينَ تَزَايَلُواَ مِـنْ غَيْـرِ مَـا تِـرَةٍ وَغَيْرِ تَقَالِي
إِنِّـي إِذَا بَسـَطَ الرُّمَـاةُ لِغَلْوِهِمْ عِنْـدَ الْحِفَـاظِ غَلَـوْتُ كُـلَّ مُغَـالِ
رُفِـعَ الْمَطِـيُّ بِمَـا وَسَمْتُ مُجَاشِعاً وَالزَّنْبَـــرِيُّ يَعُـــومُ ذُو الْأَجْلَالِ
فِـي لَيْلَتَيْـنِ إِذَا حَـدَوْتُ قَصـِيدَةً بَلَغَــتْ عُمَــانَ وَطَيِّــئَ الْأَجْبَـالِ
هَــذَا تَقَــدُّمُنَا وَزَجْـرَي مَالِكـاً لَا يُرْدِيَنَّــكَ حَيْــنُ قَيْنِــكَ مَـالِ
لَمَّـا رَأَوْا جَـمَّ الْعَـذَابِ يُصِيبُهُمْ صــَارَ الْقُيُـونُ كَسـَاقَةِ الْأَفْيَـالِ
يَــا قُـرْطُ إِنَّكُـمُ قَرِينَـةُ خِزْيَـةٍ وَاللُّــؤْمُ مُعْتَقِــلٌ قُيُـونَ عِقَـالِ
أَمْسـَى الْفَـرَزْدَقُ لِلْبَعِيْـثِ جَنِيبَةً كَـابْنِ اللَّبُـونِ قَرِينَـةَ الْمُشْتَالِ
أَرْدَاكَ حَيْنُـكَ يَـا فَـرَزْدَقُ مُحْلِباً مَـا زَادَ قَوْمَـكَ ذَاكَ غَيْـرَ خَبَـالِ
وَلَقَـدْ وَسـَمْتُ مُجَاشـِعاً بِأُنُوفِهَـا وَلَقَـدْ كَفَيْتُـكَ مِدْحَـةَ ابْـنِ جِعَالِ
فَانْفُـخْ بِكِيـرِكَ يَـا فَرَزْدَقُ إِنَّنِي فِــي بَـاذِخٍ لِمَحَـلِّ بَيْتِـكَ عَـالِي
لَمَّـا وَلِيـتُ لِثَغْـرِ قَـوْمِيَ مَشْهَداً آثَــرْتُ ذَاكَ عَلَــى بَنِـيِّ وَمَـالِي
إِنِّــي نَـدَبْتُ فَوَارِسـِي وَفَعَـالَهُمْ وَنَــدَبْتُ شــَرَّ فَــوَارِسٍ وَفَعَــالِ
نَحْــنُ الْـوُلَاةُ لِكُـلِّ حَـرْبٍ تُتَّقَـى إِذْ أَنْــتَ مُحْتَضـِرٌ لِكِيـرِكَ صـَالِي
مَـنْ مِثْلُ فَارِسِ ذِي الْخِمَارِ وَقَعْنَبٍ وَالْحَنتَفَيْــنِ لِلَيْلَــةِ الْبَلْبَـالِ
وَالـرِّدْفِ إِذْ مَلَكَ الْمُلُوكَ وَمَنْ لَهُ عِظَـمُ الدَّسـَائِعِ كُـلَّ يَـوْمِ فِضـَالِ
الـذَّائِدُونَ إِذَا النِّسـَاءُ تُبُـذِّلَتْ شـــَهْبَاءَ ذَاتَ قَــوَانِسٍ وَرِعَــالِ
قَــوْمٌ هُـمُ غَمُّـوا أَبَـاكَ وَفِيهِـمُ حَسـَبٌ يَفُـوتُ بَنِـي قُفَيْـرَةَ عَـالِي
إِنِّـي لَتَسـْتَلِبُ الْمُلُـوكَ فَوَارِسـِي وَيُنَــازِلُونَ إِذَا يُقَــالُ: نَـزَالِ
مِـنْ كُـلِّ أَبْيَـضَ يُسْتَضـَاءُ بِـوَجْهِهِ نَظَــرَ الْحَجِيـجِ إِلَـى خُـرُوجِ هِلَالِ
تَمْضــِي أَســِنَّتُنَا وَتَعْلَـمُ مَالِـكٌ أَنْ قَـدْ مَنَعْـتُ حُزُونَتِـي وَرِمَـالِي
فَاسـْأَلْ بِـذِي نَجَـبٍ فَـوَارِسَ عَامِرٍ وَاســْأَلْ عُيَيْنَـةَ يَـوْمَ جَـزْعِ ظِلَالِ
يَــا رُبَّ مُعْضـِلَةٍ دَفَعْنـا بَعْـدَما عَــيَّ الْقُيُـونُ بِحِيلَـةِ الْمُحْتـالِ
إِنَّ الْجِيـادَ يَبِتْـنَ حَـوْلَ قِبابِنا مِـنْ آلِ أَعْـوَجَ أَوْ لِـذِي الْعُقَّـالِ
مِـنْ كُـلِّ مُشـْتَرِفٍ وَإِنْ بَعُدَ الْمَدى ضــَرِمِ الرَّقـاقِ مُناقِـلِ الْأَجْـرالِ
مُتَقــاذِفٍ تَلِــعٍ كَــأَنَّ عِنــانَهُ عَلِــقٌ بِــأَجْرَدَ مِـنْ جُـذُوعِ أَوالِ
صـَافِي الْأَدِيـمِ إِذا وَضـَعْتَ جِلالَـهُ ضـافِي السـَّبِيبِ يَبِيـتُ غَيْرَ مُذالِ
وَالْمُقْرَبـاتُ نُقْـودُهُنَّ عَلى الوَجى بَحْــثَ السـِّباعِ مَـدامِعَ الْأَوْشـالِ
تِلْـكَ الْمَكارِمُ يا فَرَزْدَقُ فَاعْتَرِفْ لا سـَوْقُ بَكْـرِكَ يَـوْمَ جَـوْفِ أُبـالِ
أَبَنِـي قُفَيْـرَةَ مَـنْ يُـوَرِّعُ وِرْدَنا أَمْ مَــنْ يَقُــودُ لِشـِدَّةِ الْأَحْمـالِ
أَحَسـِبْتَ يَوْمَـكَ بِـالْوَقِيطِ كَيَوْمِنا يَــوْمَ الْغَبِيــطِ بِقُلَّـةِ الْأَدْحـالِ
ظَــلَّ اللَّهَـازِمُ يَلْعَبُـون بِنِسـْوَةٍ بِــالْجَوِّ يَــوْمَ يُفِخْـنَ بِـالْأَبْوَالِ
يَبْكِيـنَ مِـنْ حَـذَرِ السـِّبَاءِ عَشِيَّةً وَيَمِلْــنَ بَيْــنَ حَقَــائِبٍ وَرِحَـالِ
لَا يَخْفَيَــنَّ عَلَيْــكَ أَنَّ مُجاشــِعاً شـَبَهُ الرِّجـالِ وَمـا هُـمُ بِرِجـالِ
مِثْـلُ الضـِّبَاعِ يَسُفْنَ ذِيخاً رَائِخاً وَيَخُــزْنَ فِــي كَمْــرٍ ثَلَاثَ لَيَـالِ
وَإِذَا ضــَئِينُ بَنِـي عِقَـالٍ وَلَّـدَتْ عَرَفُـوا مَنَـاخِرَ سـَخْلِهَا الْأَطْفَـالِ
أَمَّــا سـِبابي فَالْعَـذابُ عَلَيْهِـمُ وَالْمَـوْتُ لِلنَّخَبـاتِ عِنْـدَ قِتـالِي
كَـالنِّيبِ خَرَّمَهـا الْغَمائِمُ بَعْدَما ثَلَّطْــنَ عَــنْ حُـرُضٍ بِجَـوْفِ أُثـالِ
جَـوْفٌ مَجـارِفُ لِلْخَزيـرِ وَقَـدْ أَوى سـَلَبُ الزُّبَيْـرِ إِلـى بَنِي الذَّيَّالِ
لاقَيْـتَ أَعْيَـنَ وَالزُّبَيْـرَ وَجِعْثِنـاً أَعْــدالَ مُخْزِيَــةٍ عَلَيْــكَ ثِقـالِ
وَدَعـا الزُّبَيْـرُ مُجاشـِعاً فَتَرَمَّزَتْ لِلْغَـــدْرِ أَلْأَمُ آنُـــفٍ وَســـِبالِ
يـا لَيْـتَ جارَكُمُ الزُّبَيْرُ وَضَيْفَكُمْ إِيّــايَ لَبَّــسَ حَبْلَــهُ بِحِبــالِي
اللــهُ يَعْلَـمُ لَـوْ تَنـاوَلَ ذِمَّـةً مِنَّـا لَجُـزِّعَ فِـي النُّحُـورِ عَوالِي
وَتَقُـولُ جِعْثِـنُ إِذْ رَأَتْـكَ مُنَقَّبـاً قُبِّحْــتَ مِــنْ أَسـَدٍ أَبِـي أَشـْبالِ
وَتَقُـولُ جِعْثِـنُ وَابْـنُ مُـرَّةَ جَانِحٌ خَلْجـاً رُوَيْـداً قَـدْ نَزَعْـتَ طِحَالِي
أَلْـوَى بِهَـا شـَذِبُ الْعُـرُوقِ مُشَذَّبٍ فَكَأَنَّمَــا وَكَنَــتْ عَلَــى طِرْبَـالِ
لَاقَـى الْفَـرَزْدَقُ ضـَيْعَةً لَمْ يُغْنِها إِنَّ الْفَــرَزدَقَ عَنْـكَ فِـي أَشـْغالِ
بَـاتَتْ تُنَاطِـحُ بِـالْجُبُوبِ جَبِينَهَا وَالرُّكْبَتَيْــنِ تُنَاطِــحُ الْأَوْعَــالِ
مـا بـالُ أُمِّـكَ إِذْ تَسَرْبَلُ دِرْعَها وَمِــنَ الْحَدِيـدِ مُفاضـَةٌ سـِرْبالِي
حَمَّمْـتَ وَجْهَـكَ فَـوْقَ كِيـرِكَ قائِماً وَســَقَيْتَ أُمَّــكَ فَضـْلَةَ الْجِرْيـالِ
شـابَتْ قُفَيْـرَةُ وَهْيَ فائِرَةُ النَّسا فِــي الشـَّوْلِ بَـوَّ أَصـِرَّةٍ وَفِصـالِ
بَكَــرَتْ مُعَجَّلَــةً يُشَرْشـِرُ بَظْرَهَـا قَتَــبٌ أَلَــحَّ عَلَــى أَزَبَّ ثَفَــالِ
قَبَـحَ الْإِلَـهُ بَنِـي خَضـافَ وَنِسـْوَةً بــاتَ الْخَزِيــرُ لَهُـنَّ كَالْأَحْقـالِ
مِـنْ كُـلِّ آلِفَـةِ الْمَـوَاخِرِ تُتَّقَـى بِمُجَــــرَّدٍ كَمُجَـــرَّدِ الْبَغَّـــالِ
قَـامَتْ سـُكَيْنَةُ لِلْفُحُـولِ وَلَمْ تَقُمْ بِنْــتُ الْحِتَـاتِ لِسـُورَةِ الْأَنْفَـالِ
وَدَّتْ ســُكَيْنَةُ أَنَّ مَســْجِدَ قَوْمِهَـا كَــانَتْ ســُوَارِيَهُ أُيُــورُ بِغَـالِ
وَلَـدَ الْفَـرَزْدَقَ وَالصَّعَاصـِعَ كُلَّهُمْ عِلَــجٌ كَــأَنَّ وُجُــوهَهُنَّ مَقــالِي
يَـا ضَبُّ قَدْ فَرِغَتْ يَمِينِي فَاعْلَمُوا طُلُقـاً وَمـا شـَغَلَ الْقُيونُ شِمالِي
يـا ضـَبُّ عَلِّـي أَنْ تُصـِيبَ مَواسِمِي كُــوزاً عَلَــى حَنَــقٍ وَرَهْـطَ بِلالِ
يَـا ضـَبُّ إِنِّـي قَـدْ طَبَخْتُ مُجاشِعاً طَبْخــاً يُزِيــلُ مَجـامِعَ الْأَوْصـالِ
يـا ضـَبُّ لَـوْلا حَيْنُكُـمْ مـا كُنْتُمُ عَرَضـاً لِنَبْلِـي حِيـنَ جَـدَّ نِضـالِي
يـا ضـَبُّ إِنَّكُـمُ الْبِكـارُ وَإِنَّنِـي مُتَخَمِّــطٌ قَطِــمٌ يُخــافُ صــِيالِي
يـا ضـَبُّ غَيْرُكُـمُ الصـَّمِيمُ وَأَنْتُمُ تَبَــعٌ إِذا عُـدَّ الصـَّمِيمُ مَـوالِي
يــا ضــَبُّ إِنَّكُــمُ لَسـَعْدٍ حِشـْوَةٌ مِثْـلُ الْبِكـارِ ضـَمَمْتَها الْأَغْفـالِ
يـا ضـَبُّ إِنَّ هَـوى الْقُيُونِ أَضَلَّكُمْ كَضــَلالِ شــِيعَةِ أَعْــوَرَ الـدَّجَّالِ
فَانْفُـخْ بِكِيرِكَ يا فَرَزْدَقُ وَانْتَظِرْ فــي كَرنَبْــاءَ هَدِيَّــةَ الْقُفَّـالِ
فَضـَحَ الْكَتِيبَـةَ يَوْمَ يَضْرِطُ قائِماً سـَلَحُ النَّعامَـةِ شـَبَّةُ بـنُ عِقـالِ
مَـا السِّيدُ حِينَ نَدَبْتَ خالَكَ مِنْهُمُ كَبَنِــي الْأَشـَدِّ وَلا بَنـي النَّـزَّالِ
خَالِي الَّذِي اعْتَسَرَ الْهُذَيْلَ وَخَيْلُهُ فِــي ضـِيقِ مُعْتَـرَكٍ لَهـا وَمَجـالِ
جِئْنِـي بِخالِـكَ يا فَرَزْدَقُ وَاعْلَمَنْ أَنْ لَيْـسَ خالُـكَ بالِغـاً أَخْـوالي
جَرِيرٌ
435 قصيدة
1 ديوان

جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.  

728م-
110هـ-