حلب مذ حللتها حل فيها

قال ابن خلكان: أنشدني لنفسه بقلعة الجبل من الديار المصرية في يوم السبت الرابع من شهر رجب سنة تسع وخمسين وستمائة بيتين كتبهما من حلب إلى بعض أصدقائه برأس عين وهما:

الأبيات 2
حلــب مـذ حللتهـا حـل فيهـا عيـن رأسي والقلب في رأس عين
هي في القلب لا بل القلب فيها جمـع اللـه بيـن قلـبي وعيني

فتح بن موسى بن حماد بن عبد الله بن علي بن يوسف أبو نصر نجم الدين الأموي المعروف بالقصري: قاض من الشعراء الكتاب، عمل وكيلا لبيت المال في مدينة راس عين، أيام الملك الكامل الأيوبي، له منظومة في السيرة النبوية تقع في اثني عشر الف بيتا، كلها على حرف الراء.

 ترجم له اليونيني في "ذيل مرىة الزمان" قال: ولد في رجب سنة(588) بالجزيرة الخضراء من بلاد الأندلس ونقله والده إلى قصر ابن عبد الكريم المعروف بقصر كتامة وعمره مقدار خمس سنين فنشأ بالقصر فلهذا نسب إليه. ولما بلغ خمس عشرة سنة عاد إلى الجزيرة الخضراء واشتغل بها في النحو، ثم عاد إلى القصر وورد عليهم الشيخ أبو موسى عيسى الجزولي صاحب المقدمة الجزولية في النحو فقرأها عليه سماعاً لا بحثاً في القصر ثم سافر بعد ذلك إلى بلاد الشرق في سنة (607) فوصل إلى إفريقية وأقام بها مدة في تونس ثم توجه إلى الديار المصرية ثم انتقل الى الشام في سنة (610) واشتغل بحماة على الشيخ سيف الدين الآمدي بالأصولين والخلاف ثم انتقل إلى بلاد الشرق وتولى التدريس بمدرسة الأمير عماد الدين ابن المشطوب بمدينة رأس عين سنة (617)وأقام بها سنين كثيرة ثم تولى وكالة بيت المال لما ملك الكامل رحمه الله بلاد الشرق. ونظم كتاب المفصل للزمخشري وكتاب الإشارات للرئيس أبي علي بن سينا ولما انفصل إلى الديار المصرية نظم بها سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثني عشر ألف بيت وكلها على حرف الراء وله عدة تواليف وتولى التدريس بالمدرسة الفائزية بمدينة سيوط زماناً ثم تولى القضاء بها أيضاً وكان دخوله إلى الديار المصرية في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وستمائة وتوفي يوم الأحد رابع جمادى الأولى من السنة (يعني 663هـ) بسيوط من صعيد مصر رحمه الله

663هـ-