بدا الصبح خلف الليل أسود مظلما

عدت بعد عشرين عاما من قراءتي لكتاب "التعليقات والنوادر" مسكونا بالحماس الذي تملكني بعد نشر دالية ابي ثمامة الجعدي 

وهو الكتاب الوحيد الذي ترجم لشعراء المدينة المنورة وما جوارها من القرى في القرن الثالث الهجري. (انظر التعريف بالكتاب في نافذة على التراث)

وكانت الصدمة في الترجمة الأولى في الكتاب (قسم الشعر ص 512) وهي ترجمة إبراهيم بن هَرْمَة لأتفاجأ أن القصيدة الوحيدة التي أوردها الهجري من شعر ابن هرمة لا وجود لها في ديوانه، بل لا وجود لها في كل مواقع الأدب العربي على الشبكة.

الأبيات 16
بـدا الصبح خلف الليل أسود مظلما ولجلـــــج عنــــي النــــاس ...
فقلــت أمــات ابـن النـبي محمـد أم الشـمس خرّت غدوة أم هوى القمرْ
... لعمــري مــا يكــن فمصــيبة وتلـك الـتي لـم تبـق شراً ولم تذرْ
وظَلْــتُ كــأني خِيــضَ لـي فشـربته علــى ظمـأ منـي دمُ الحيـة الـذكرْ
فللـــه عينــا مــن راى كمحمــد مصــيبةَ قـوم لـم يُجَـزَّ لـه الشـَعَرْ
فـإن تـك أسـبابُ المنايـا طلبنَـهُ فقــد أدركــت منــه المنايـا ...
ولـو تُعْتـب الأقـدار من كان جازعا جزعْنـا ولكـن لا عتـاب علـى القدرْ
ومـا النـاس إلا غـابر خلـف ذاهـب مضـى مُعْنقـا والغـابرون على الأثر
ومــا المــوت إلا غـائب ينظرونـه وكـل امـرئ للمـوت يومـا بمنتظـر
ولــم أر كالأيــام غــر صــفاؤها حليمـاً وفـي الأيـام عاقبـةُ الكـدر
ولا كــاختلاف الــدهر يـأمن ريبَـه أريـبٌ وريـبُ الدهر يقدحُ في الحجرْ
فلمـا اسـتوى حلمـا ورأيا وسؤددا أتتـه عجـول الـورد راشـته في ...
لقـد صـممتْ منـه المنايا على فتى حبيب إلى الأضياف في ليلة (الضرر)
ربيع إذا ما الناس خافوا وامحلوا أتـــوه فقــالوا: انــت مــن ...
و(ر)بْعيّـة الحـي الـتي ينظرونهـا تَعُـدُّ لهـا الولدان تمتار من (هجرْ)
فمــن يصــل الأرحــام لـولا ضـِلاته ومـن يرفـع المولى إذا جده (عثر)
ابراهيم بن هرمة
277 قصيدة
1 ديوان

أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة بن هذيل بن ربيع.

ينتهي نسبه إلى الحارث بن فهر، وفهر أصل قريش، تربى في قبيلة تميم وهي من القبائل العربية الكبيرة في شرق الجزيرة، كان لها شأن في الجزيرة والإسلام.

شاعر مشهور من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، ذكر الأصمعي أنه رآه ينشد الشعر بين يدي الرشيد.

اتفق ابن الأعرابي والأصمعي: على أن الشعر ختم بابن هرمة وبخمسة من معاصريه إلا أن الأصمعي قدمه عليهم وكان يقول: ما يؤخره عن الفحول إلا قرب عهده وقد تنقل بين المدينة ودمشق وبغداد يمدح الخلفاء.

له (ديوان -ط)، ودفن بالبقيع بالمدينة.

792م-
176هـ-