الأبيات أول من رواها الزمخشري في الكشاف عند تفسير الآية "إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها"-البقرة 26-،قال: أنشدت لبعضهم ثم أورد الأبيات ولم يسم قائلها وقال ابن خلكان في ترجمته وكان بعض الفضلاء قد أنشدني هذه الأبيات بمدينة حلب، وقال:إن الزمخشري المذكور أوصى أن يكتب على لوح قبره. والأبيات في الموسوعة منسوبة إلى هبة الدين الشيرازي (ت 470هـ) في ستة ابيات وهو معاصر لبي العلاء، وزاد صاحب المستطرف بيتا فصارت سبعة ابيات، ونسب القرطبي في تذكرته الأبيات الثلاثة إلى أبي العلاء ونقل ذلك الكبريت في رحلته "رحلة الشتاء والصيف" في ختام حديثه عن معرة النعمان، وكذا نسبها إليه ابن كثير في ختام ترجمته له في "البداية والنهاية" قال بعدما أورد ما ينسب إليه من شعر الإلحاد ( وهذا كله كفر وإلحاد قبحه الله. وقد زعم بعضهم أنه أقلع عن هذا كله وتاب منه، وأنه قال قصيدة يعتذر فيها من ذلك كله، ويتنصل منه، وهي القصيدة التي يقول فيها:
يا من يرى مد البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى مناط عروقها في نحرها والمخ في تلك العظام النحل