خُذْ ما صفا لك فالحياةُ غُرورُ

قال العماد: وله من قصيدة في التسلية: ثم أورد الأبيات وقدم للبيت عشرين بقوله: ومنها في وصف فرس طلبه:

الأبيات 24
خُـذْ مـا صفا لك فالحياةُ غُرورُ والـدّهرُ يَعْـدِل تـارةً ويجـور
لا تَعْتِبَـنَّ علـى الزمـان، فإِنّه فَلَـكٌ علـى قُطْـبِ اللّجاجِ يدور
أَبـداً يُوَلِّـدُ ترحـةً مـن فرحـةٍ ويصــبّ غمــاً منتهـاه سـرور
هــو مُـذْنبٍ وعُلاك مـن حسـناته كالنـار مُحْرِقـةٌ ومنها النور
تعفو السّطور إِذا تقادَمَ عَهْدُها والخلـق فـي رِقّ الحياة سُطُور
كـلٌّ يَفِـرّ مـن الـرَّدى ليفـوتَهُ ولـه إِلـى مـا فـرّ منه مصير
فـانظر لِنفسـِكَ فالسـلامة نُهْزَةٌ وزمانهـا ضـافي الجناح يطير
مـرآةُ عَيْشـِكَ بالشـَّباب صـَقيلةٌ وجَنـاحُ عُمـرك بالمشـيب كسير
والحاضــرون بلا حُضــُورِك غُيَّـبٌ والغـائبون إِذا حضـرت حُضـور
بـادر فـإن الـوقت سـيف قاطع والعمـر جيـش والشـباب أمير
وعــوائق الأَيّـام آيـةُ بُخْلِهـا أَنْ يســتريح بِنَفْثَــةٍ مَصـْدور
مَلِـكٌ أقـام ومـا أَقـام ثناؤه ويَسـيرُ مـا فعل الملوكُ يَسيرُ
أَعطى الكثير من القليلِ تَفَرُّداً مُعطي القليل من الكثير كثير
ومـن العجـائب أَن وَفْـرَك قطرةٌ وَيَفيـضُ منه على العُفاةِ بحور
كـم وقعـةٍ أَخمـدتَ موقع بأْسها والأرضُ تَرْجُـف والسـماءُ تمـور
والمـوتُ جـارٍ والقنـاة قناتهُ ولهـا بأَسـماعِ الكُمـاةِ خرير
السـّاترين مـن الحيآء وُجوهَهم والكاشـِفوها والعَجـاجُ سـُتور
غُـرٌّ إِذا ركبوا الجِيادَ حَسِبْتَها شــُهْبان رجــم فَـوقهنّ بُـدور
يَـتزاحَمون علـى الحِمـام كأَنَّه فَــرْضٌ يُفَـوِّتُ نَيْلَـهُ التـأْخير
إِنْ شـاء هَمْلَـجَ بـي جَوادٌ سابِقٌ كـالنجم يَطْلُـع ثاقبـاً ويغور
قَلِـقُ العِنـان كـأَنَّ فوق تَليله نَمْلٌـ، وبيـن سـَمِيعَتَيْهِ صـفير
هـو جَنَّـةٌ للنـاظرين إِذا مشـى أَمّـا إِذا مـا جـاش فهو سعير
لـو قيـل ثِبْ، وثبيرُ مُعْتَرِضٌ له لِيَتِـمَّ حُضـْرك مـا ثَنـاهُ ثَبير
سَبَق الجِيادَ مَدىً، وواهبُه الأَنا مَ نـدىً، فمـا للسابِقَيْن نظير
إبراهيم الغزي
61 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن يحيى بن عثمان بن محمد الكلبي الأشهبي الغزي أبو إسحاق: أحد أركان الشعر العربي الأربعة في عصره حسب كلام العماد الأصفهاني، وهم (الطغرائي والأبيوردي والأرجاني والغزي) وهو صاحب البيت السائر:

خلت الديار فلا كريم يرتجى         منه النوال ولا مليح يعشق

وقد ترجم له العماد في "خريدة القصر" قال: (الأديب الغزي أبو إسحق إبراهيم بن عثمان بن محمد الكلبي ثم الأشهبي المعروف بالغزي. مولده غزة الشام، وانتقل إلى العراق وإلى خراسان وأصفهان وكرمان وفارس وخوزستان، وطال عمره، وراج سعر شعره، وماج بحر فكره، وأتى بكل معنى مخترع، ونظم مبتدع، وحكمة محكمة النسج، وفقرة واضحة النهج، وكلام أحلى من منطق الحسناء، وأعلى من منطقة الجوزاء. فكم له من قصائد كالفرائد، وقلائد كعقود الخرائد، وغرر حسان، ودرر وجمان. وله في خطبة ألف بيت جمعها من شعره يصف بها حاله نثراً، ويذكر فضيلة الشعر، (ثم أورد قطعة من الرسالة في شكوى الزمان) ثم قال: 

(هذا يقوله الغزي وفي الكرام بقية، والأعراض من اللؤم نقية، وقد ظفر بحاجته من الممدوحين: كعمي العزيز بأصفهان، والصاحب مكرم بكرمان، والقاضي عماد الدين طاهر بشيراز، الذي أمن بجوده طارق الإعواز، وكانت جائزته للغزي وللقاضي الأرجاني وللسيد أبي الرضا وأمثالهم المعتبرين، لكل واحد ألف دينار أحمر على قصيدة واحدة) ثم قال: (والغزي حسن المغزى، وما يعز من المعاني الغر معنى إلا إليه يعزى، يعنى بالمعنى ويحكم منه المبنى، ويودعه اللفظ إيداع الدر الصدف، والبدر السدف. فمن أفراد أبياته التي علت بها راياته، وبهرت آياته، ولم تملل منها غاياته، ...إلخ) ولما ورد أصفهان نزل ضيفا في بيت صديقه أبي المحاسن بن فضلويه. قال: (وسمعت أكثر أشعاره من جماعة من الفضلاء كابن كاهويه وابن فضلويه وسيدنا عبد الرحيم بن الأخوة وغيرهم.)

وترجم له تاج الإسلام السمعاني في "المذيل على تاريخ بغداد" قال: (شيخ كبير مسن قد ناطح التسعين وكان أحد فضلاء الدهر ومن يضرب به المثل في صنعة الشعر. وكان ضنيناً بشعره ما كان يملي منه إلا القليل. ورد عليها "مرو" وكان نازلاً في المدرسة النظامية إلى أن اتفق له الخروج من مرو إلى بلخ فباع قريباً من عشرة أرطال من مسودات شعره بخطه من بعض القلانسيين ليفسدها، فحضر بعض أصدقائي وزاد على ما اشتراه شيئاً وحملها في الحال إلي، فطالعتها فرأيت شعراً دهشت من حسنه وجودة صنعته، فبيضت من شعره أكثر من خمسة آلاف بيت وبقي منه شيء كثير. وبقية شعره الذي كان معه اشتراه بعض اليمنيين واحترق ببلخ مع كتيبات له. وكان يقول: أرجو أن الله تعالى يعفو عني ويرحمني لأني شيخ مسن جاوزت التسعين ولأني من بلد الإمام المطلبي الشافعي، يعني محمد بن إدريس.

قال السمعاني: سمعت أبا نصر عبد الرحمن بن محمد الخطيبي الخرجردي يقول مذاكرة: ولد إبراهيم الغزي في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.  وسمعت أبا نصر الخرجردي يقول بمرو: إن الأديب الغزي مات في سنة أربع وعشرين وخمسمائة في الطريق وحمل إلى بلخ ودفن بها

قصائد أخرى لإبراهيم الغزي

إبراهيم الغزي
إبراهيم الغزي
القطعة افتتح بها العماد الكاتب شعر الغزي في الخريدة قال: وله في خطبة ألف بيت جمعها من شعره يصف بها حاله نثراً، ويذكر فضيلة الشعر، ويقول: إن الشعر زبدة الأدب وميدان العرب، كانوا في جاهليتهم يعظمونه تعظيم الشرائع، ويعدونه من أعلى الذرائع.
إبراهيم الغزي
إبراهيم الغزي

قال العماد: فمن أفراد أبياته التي علت بها راياته، وبهرت آياته، ولم تملل منها غاياته، قوله:

إبراهيم الغزي
إبراهيم الغزي

قال العماد: فمن أفراد أبياته التي علت بها راياته، وبهرت آياته، ولم تملل منها غاياته، قوله:

إبراهيم الغزي
إبراهيم الغزي

قال العماد: فمن أفراد أبياته التي علت بها راياته، وبهرت آياته، ولم تملل منها غاياته، قوله: