القصيدة من تفعيلة المتدارك
الأبيات 47
كان بوُدّي أن أُسْمِعَكُمْ | |
هذي الليلةَ شيئاً من أشعار الحُبّْ | |
فالمرأةُ في كلِّ الأعمارِ | |
ومن كلِّ الأجناسِ | |
ومن كلِّ الألوانِ | |
تدوخُ أمامَ كلامِ الحُبّْ | |
كان بوُدّي أن أسرقَكُمْ بِضْعَ ثوانٍ | |
من مملكةِ الرَمْلِ إلى مملكةِ العُشْبْ | |
يا أحبابي | |
كان بودّي أن أُسْمِعَكُمْ | |
شيئاً من موسيقى القلبْ | |
لكنَّا في عصرٍ عربيٍّ | |
فيهِ توقّفَ نَبْضُ القلبْ | |
يا أحبابي | |
كيف بوُسْعي | |
أن أتجاهلَ هذا الوطَنَ الواقعَ فيِ أنيابِ | |
الرُعْبْ | |
أن أتجاوزَ هذا الإفلاسَ الروحيَّ | |
وهذا الإحباطَ القوميَّ | |
وهذا القَحْطَ وهذا الجَدْبْ | |
يا أحبابي | |
كان بودّي أن أُدخِلَكُمْ زَمَنَ الشّعِرْ | |
لكَّن العالمَ واأسَفَاه تَحوَّلَ وحشا مجنوناً | |
يَفْتَرِسُ الشّعرْ | |
يا أحبابي | |
أرجو أن أتعلَّمَ منكمْ | |
كيف يُغنّي للحرية مَنْ هُوَ في أعماقِ البئرْ | |
أرجو أن أتعلّم منكمْ | |
كيف الوردةُ تنمُو من أَشْجَارِ القهرْ | |
أرجو أن أتعلّم منكمْ | |
كيف يقول الشاعرُ شِعْراً | |
وهوَ يُقلَّبُ مثلَ الفَرْخَةِ فوقَ الجمرة | |
لا هذا عصرُ الشِعْرِ ولا عصرُ الشُعَراءْ | |
هل يَنْبُتُ قمحٌ من جَسَد الفقراءْ | |
هل يَنْبُتُ وردٌ من مِشْنَقَةٍ | |
أم هل تَطْلَعُ من أحداقِ الموتى أزهارٌ حمراءْ | |
هل تَطْلَعُ من تاريخ القَتلِ قصيدةُ شعرٍ | |
أم هل تخرُجُ من ذاكرةِ المَعْدنِ يوماً قطرةُ ماءْ | |
تتشابهُ كالُرّزِ الصينيّ تقاطيعُ القَتَلَهْ | |
مقتولٌ يبكي مقتولاً | |
جُمجُمةٌ تَرْثي جُمْجُمةً | |
وحذاءٌ يُدفَنُ قُرْبَ حذاءْ | |
لا أحدٌ يعرِفُ شيئاً عن قبر الحلاّجِ | |
فنِصْفُ القَتلى في تاريخِ الفِكْرِ | |
بلا أسماءْ |